الانتخابات العراقية : ولعبة يانصيب الغنائم !

مشاهدات



د . نزار محمود


ليس هناك من انتخابات في العالم يمكن ان تتمثل بلعبة اليانصيب وتحديداً اليانصيب الطائفي مثل الانتخابات العراقية والطائفية تعني هنا : الطائفية الدينية والمذهبية والمرجعية والعرقية والعشائرية والتي ليست لها من علاقة في تفضيل الوطنية الشاملة عليها .


تعالوا معي لنتذكر كيف تبدأ حملات الانتخابات وماذا يدور في خلد رؤساء الكتل والقوائم والمرشحين للانتخابات، وكيف يجري قبول هؤلاء المرشحين وتحديد تسلسلاتهم  في الحملات الانتخابية  لكل كتلة أو قائمة . حتى المستقلين من المرشحين لهم حساباتهم وتكتيكاتهم وصناديق تمويل حملاتهم الانتخابية ناهيك عن المناورات السياسية والعاب كسب الاصوات . وقبيل الانتخابات وأثنائها نقف على ألاعيب واغراءات لا بل وخداع الكتل السياسية والمرشحين من أجل ضمان كسب الأصوات . فللمال السياسي دور ولرشاوى المناصب دور كما للشعارات البراقة المثيرة للعاطفة وللمصالح الفئوية دور آخر . وجميع تلك المغريات لا علاقة لها كثيراً بالهم الوطني أو واقعية البرامج الانتخابية والقدرة على تحقيق اهدافها . وما ان تنتهي الانتخابات وتتحدد تلك الأصوات تبدأ مناورات تحديد الكتلة الأكبر والتحالفات وهنا يجيد الجميع حساب الجمع والطرح ! هذا يدعي الاحقية وذاك يشهر بنزاهة الانتخابات وثالث يهدد بحمل السلاح ! وعند هذا المقام تلعب المرجعيات الطائفية وقادة الكتل والاحزاب في تحديد مواقفها في ضوء حسابات غنائم اليانصيب السياسي غنائم المقاعد البرلمانية والحمايات وغنائم الحقائب الوزارية  في تكاليفها وعائداتها المتوقعة من عقود ومشاريع وغنائم الحصص من الوظائف الادارية والدبلوماسية وغيرها الخاصة .


ان الانتخابات العراقية في اهدافها ونتائجها ليست اكثر من سوق عكاظ تجاري لبلد اقتصاد ربعي تنهب ثرواته ادارات سلطاته التشريعية والقضائية والتنفيذية الطائفية الفاسدة .




تعليقات

أحدث أقدم