ماهي متغيرات الواقع السياسي الحالي في العراق ؟؟

مشاهدات

 


هشام الكربولي

 

يأتي الحديث عن الوضع السياسي الحالي في العراق من حيث الواقع الذي يعيشه اليوم وسط هذا الكم من التجاذبات والصراعات والتخوين والإتهامات بعدم شرعية ومصداقية العملية الإنتخابية ورفض نتائجها من قبل جهات مختلفة والتي أخفقت جميعها ولسنوات في إدارة المؤسسة الحكومية بمختلف مسمياتها الأمنية والإدارية والخدمية .

 

وما نراه من تغيير في نتائجها الأخيرة وما خلفته من صدمة زعزعت أركان الطبقة السياسية التي تناوبت على دفة الحكم بعد عام 2003  فالعراق اليوم وعلى وقع هذه السيناريوهات المظلمة يكون على مفترق طرق فإما الإبقاء على منهج الفوضى المتخم بالأزمات والذي أفرز مجمل ما عليه واقعه اليوم أو التفكير بحلول تواجه الأزمة المتصاعدة وفرض الإرادة والإنتقال الى مرحلة يعود فيه المواطن ببصيص أمل لحياة تحفظ له أبسط مقومات كرامته الإنسانية فما تشهده الساحة السياسية اليوم هو إصرار بعض الجهات لإبقاء العراق ضمن دائرة صراعات اللادولة لأن أغلبهم يعتاشون على وقع هذه الأزمات والتجاذبات والمحاصصة المقيتة التي انهكت الشعب وامتلأت بها حسابتهم وأرصدتهم المصرفية في مختلف بنوك العالم فالفساد والإستبداد الممنهج في ظل الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 وفي مجمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية تركت قناعة مطلقة عند الكثيرين بأن الإصلاح وسط كل هذه التجاذبات شبه مستحيل في نهج سادت فيه العبثية لدى سياسيي الصدفة الذين أتت بهم إفرازات المرحلة المظلمة في تأريخ العراق بعد عام 2003 وما أوصلوا العراق إليه .


وبهذه الوقائع التي يدركها الصغير والكبير تأبى عقولنا وأفكارنا التصديق بأنهم قاصدين العمل للصالح العام فما رأيناه من قَبل يثبت وبالدليل القاطع أنهم لا صلة لهم بما يخص أمر الشعب وليس في حسابتهم إطلاقا فهم يعملون لمصالحهم الضيقة فقط بل مجمل ما نراه في تصرفات الكثيرين منهم هو تسابق نحو الكراسي وتكالب على المناصب لسلب أكثر ما يمكن سلبه من المكاسب. لذلك ترى السياسي المنتفع لا تأثر به كلمات قليلة تصيب كرامته يسمعها من حين لآخر من مواطن غاضب مقابل امتيازات لا تعد ولا تحصى وما حصل في الإنتخابات الأخيرة جزئية يجب الوقوف عندها تشرح وتفصل ما حصل وتؤكد بأن التغيير لا يأتي بالشعارات بل يحتاج إلى جيل جديد يؤمن بأن الحقوق تؤخذ ولا توهب وأن حقبة الفساد والتفرد والإستبداد لها وقت وتتلاشى. كما حصل مع أكبر الخاسرين في هذه المرحلة وتقلمت أطراف الكثيرين منهم .


وعلى الرغم من كل ما حصل هنالك بوادر تغير وتربة خصبة لبذرة الإصلاح الفكري لإنطلاق مرحلة جديدة تستقطب الكفاءات الوطنية والشباب الواعي وتستثمر فكرة التغيير التي قلبت موازين اللعبة السياسية في الإنتخابات الأخيرة بأساليب شرعية وإن كانت دون المستوى والسؤال هنا هل سيتم العمل على تطوير فكر المتغيرات في ظل هذه التحولات ..  ولو حصل هذا !! كيف ستكون النتائج في المراحل المقبلة ..؟

تعليقات

أحدث أقدم