الفالس اللبناني على إيقاع الفتنة

مشاهدات


سناء الجاك

يطل الأمين العام لحزب الله مساء الاثنين لوضع النقاط على حروف اشتباكات مستديرة الطيونة التي أدت إلى سقوط سبعة ضحايا من صفوف الحزب وحليفته في الثنائية الشيعية حركة أمل .


وفي حين تشير المعطيات إلى أن الكلمة ستكون نارية مع  تثبيت الإتهام المباشر لحزب القوات اللبنانية  بمسؤوليته عن الاشتباكات ومع تجديد المطالبة بكف يد المحقق العدلي في جريمة  تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار وتحميله أيضا وزر سقوط الضحايا . أما الهدف الثالث في الكلمة  فمن المتوقع أن يكون للتصويب الجيش اللبناني وقيادته المتأمركة والتي ينبغي تنظيفها من شوائبها العميلة . ومن المتوقع أن يرمي نصر الله إتهاماته بوجه المنظومة التي تتولى إدارة البلاد وتحديدا الحكومة لتنصاع إلى مطالبه التي سيكررها في كلمته ويبشرنا بشل الحياة السياسية والإقتصادية بإنتظار تحقيق مطالبه .. وإلا فإن عدة الشغل لرفع السقف وتوتير الأمن وتفجير الوضع حاضرة . وبموجب هذا المعطيات التي تم التمهيد لها حتى قبل حصول الإشتباكات عبر الناطقين بإسمه بعد تكثيف إطلالاتهم الإعلامية ليهددوا ويتوعدوا يعود حزب الله وبقوة إلى  نغمة المؤامرة الكونية عليه بأذرع محلية . ولكن لا بد من التوقف حيال هذا السلوك المستجد القائم على المظلومية للخطاب الممانع وليس على إستعراض فائض القوة والإملاءات بشأن ما يجب أن يستجد والإصرار على تلزيم المنظومة  تنفيذ الشروط عبر المطالبة  بكشف الجناة ومحاسبتهم  وكانت أولى بوادر هذا السلوك الإنهزامي قد ظهرت بعد أحداث منطقة خلدة التي أودت بحياة ضحايا محسوبين على الحزب ومن ثم رفض أهالي قرية شويا في الجنوب اللبناني لمرور راجمة صواريخ للحزب من قريتهم  وتعريضهم إلى خطر القصف الإسرائيلي وما رافق هذه الحادثة من تبرير بأن الأمر لا يتجاوز إستراتيجية الأرض المفتوحة التي لا تؤدي إلى مثل ما حصل في حرب تموز 2006 . واليوم يتكرر فعل كسر هيبة الحزب الذي لا يقهر مع سقوط سبعة ضحايا محسوبين عليه وعلى حليفه مقابل صفر ضحايا في الجهة المواجهة وفي اشتباكات مباشرة وموثقة بالصوت والصورة تبين عمق إنخراط عناصر ميليشوية من الثنائية الشيعية ومدى جهوزيتهم للإشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والاكتفاء بتصوير الأمر على أنه كمين .


لذا ربما ينبغي القراءة إلى أبعد من الحادث ومضاعفاته إذ لا يبدو منطقيا النظر بعين واحدة إلى ما حصل ومن ثم تبسيط الوقائع واستنساب شيطنة حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع وكأن هناك  من نسي أن رقصة الفالس الدموية التي عاد أيقاعها عنيفا تحتاج إلى طرفين في المبدأ والى أطراف كثيرة إذا كانت حلبة الرقص لبنانية .  لكن يبدو أن هذه الحقيقة لم ولن تمنع حزب الله من التصرف وكأن التاريخ يكرر نفسه فبروفة الفتنة الطائفية هذه المرة لن تؤدي إلى واقعة 7 أيار جديدة كما حصل عام 2008  فينزل الحزب الى الشارع ويقتل ويرهب ويحتل ببيروت وينكفئ الجيش اللبناني أمام ميليشياته وميليشيات حركة امل ثم يقود المنظومة المدجنة إلى الدوحة أو غيرها للتفاوض على ما يساهم  بتنفيذ أجندة المحور الإيراني ويصار إلى حفلة  تبويس لحى تنتهي بإتفاق على صيغة تحل النزاع لمصلحته وعلى حساب باقي الأفرقاء الذين يحاولون تبرير رضوخهم بحرصهم على السلم الأهلي  . بالمختصر ربما لن يتمكن الحزب من إستثمار اشتباكات الطيونة بإعتبارها قميص عثمان دسم ليحقق بنك أهدافه لجهة إصراره على التخلص من القاضي بيطار ربما لسبب يعرفه هو والقاضي  ولا يريد له أن يخرج إلى العلن عبر القرار الطني المرتقب بعد انتهاء بيطار من التحقيق . كذلك قد يفشل في إستخدام شيطنة القوات وجعجع لإلهاء بيئته بعدو جديد عن الكوارث الاقتصادية التي تؤدي بها، ولتعزيز وضع حليفه جبران  باسيل  صهر رئيس الجمهورية ميشال عون بما يمهد له سبيل استرجاع التمثيل الشعبي عبر صناديق الإقتراع  وهذا ما صوب عليه باسيل عبر إتهام جعجع  بدم من سقطوا قبل أيام . هذا بالإضافة إلى السعي لحرق أوراق قائد الجيش العماد جوزيف عون للحؤول دون دعم وصوله إلى سدة الرئاسة بما يهدد طموح باسيل القابض على الرئاسة وقرارتها . لعل المسألة لم تعد تدار بهذا الأسلوب فالدم المراق قد لا ينفع في الإستثمار والشعارات المطالبة برفع الإحلال الإيراني عن لبنان تتزايد . كذلك إعتبار أهل منطقة عين الرمانة سواء كانوا من القوات أو من غيرها الذين لم يتبرأوا من الحادثة أن انخراطهم في الاشتباكات هو حق لهم للدفاع عن أنفسهم ولإداء واجباتهم الوطنية بمواجهة هذا الإحتلال إيراني الذي يستبيح مناطقهم بهتافات شيعة  شيعة .


من هذا يصبح منطقيا طرح السؤال : هل يعمي الإعتداد  بالسلاح والاستناد إلى المحور الإيراني بصيرة الحزب عن ما يحصل على الأرض ؟؟ هل تدل هذه الإشتباكات التي وقعت في ضاحية بيروت الجنوبية على ما هو أبعد وتحمل مؤشرات عن تفكك القبضة الإيرانية في بعض مناطق نفوذها بعد استنزاف كامل قدراتها ؟  الجواب ربما لا يزال بإنتظار مزيد من الجولات الدموية على ساحة تحكمها الفوضى وانحلال مؤسسات الدولة بحيث يسهل إشعال الشرارة الأولى لكن يصعب التكهن بمسار ومسيرة اعتناق مذهب المؤامرة واعتماد نغمته على إيقاع الفتنة وما يمكن أن تؤدي إليه !!


المصدر : عربي-sky-news



تعليقات

أحدث أقدم