بكين تزيل قباب المساجد التاريخية لجعلها صينية

مشاهدات



إختفت القباب المميزة لمسجد تونغوان أكبر مساجد مدينة شينينغ عاصمة مدينة مقاطعة تشنغهاي في شمال غرب الصين  بعد أن ظلت معلما رئيسيا له لسنوات . 


وأزالت السلطات المحلية في المدينة متعددة الأعراق قباب المسجد الذي يعود تاريخه إلى نحو سبعة قرون  ذات الطابع  العربي على غرار القباب والمآذن في آلاف المساجد الأخرى في شمال غرب الصين في إطار حملة بكين لجعل هذه المساجد أكثر 'صينية وفق تقرير لموقع الإذاعة الأميركية العامة NBR . وتقول السلطات إن هذه القباب تعكس التأثير الديني الأجنبي فيما ترغب في إضفاء الطابع الصيني على هذه المساجد والجماعات العرقية الإسلامية التاريخية . وكانت السلطات قد أزالت في تسعينيات القرن الماضي التصاميم الصينية المميزة لمساجد تاريخية يعود تاريخها إلى قرون في إطار تحديث بنيتها التحتية بعد انفتاحها على العالم وبنت حينها القباب على الطراز العربي قبل أن تعود لإزالة النفوذ السعودي والعربي وإضفاء الطابع الصيني . ويقول علي وهو مزارع مسلم يبيع الرمان خارج المسجد :  تقول الحكومة إنها تريد  أن تجعل مساجدنا صينية لذلك هي تبدو أشبه بميدان تيانانمين في بكين وعلى بعد أقل من كيلومترين يتم أيضا تجهيز مسجد نانشان الرخامي في شينينغ لإزالة القبة البيضاء التي يتميز بها هذا التوجه الجديد للحزب الشيوعي الصيني سمح للسلطات بمصادرة أصول المساجد وسجن الأئمة وإغلاق المؤسسات الدينية وفرض قيود على استخدام اللغات غير الصينية مثل التبتية أو الأويغورية وفق التقرير . وتشتد هذه الحملة أيضا في منطقة شينجيانغ في شمال غرب البلاد حيث تحتجز السلطات مئات الآلاف من أقلية الإيغور في معسكرات ثقافية كما دمرت الدولة آلاف المساجد والمواقع الدينية . 


ويقول التقرير إنه تاريخيا منحت المجموعات العرقية استقلالا ثقافيا محدودا داخل أراضيها لكن الحزب الشيوعي في ظل حكم الرئيس تشي جينبينغ قد تحول إلى نهج  الاندماج والاستيعاب . وقد ألقى تشي بعد تنصيبه في 2016 خطابا قال فيه إن الجماعات الدينية والعرقية يجب أن ترفع راية الوحدة الصينية عاليا بمعنى أنها يجب أن تضع الثقافة الصينية قبل الاختلافات العرقية . ويقول التقرير إن مسلمي الصين الذين يطلق عليهم مسلمي الهوي والبالغ عددهم حوالي 10.5 مليون أي أقل من 1 في المئة من سكان الصين هم بالفعل صينيون لغويا وثقافيا فهم يتبنون المفاهيم والمصطلحات الروحية الموجودة في الفلسفة الصينية القديمة لشرح التعاليم الإسلامية وأدرجت طوائفهم الممارسات الدينية الصينية في عبادتهم . ويقول درو غلادني الخبير في شأن مسلمي الصين للموقع الأميركي إن المشكلة من وجهة نظر السلطات الصينية هي أن الهوي ليسوا صينيين بالطريقة التي يريدها أنصار الاتجاه الجديد وهو جعل المسلمين الصينيين أشبه بأغلبية الهان العرقية ويرى علماء أن لدى بكين فهما أضيق كثيرا لما يعنيه أن تكون صينيا ويرونه أنه يجب أن يقتصر الأمر على الالتزام بقيم الحزب الشيوعي والتحدث باللغة الصينية الماندرين فقط ورفض أي تأثير أجنبي  ويشير يوسف وهو صاحب متجر مسلم يقع بالقرب من مسجد تونغوان إلى أن الهوي يجب أن يستمروا في التكيف كما فعلوا ذلك لقرون مضيفا "كل شيء يتغير من عصر إلى آخر خلال فترة الرئيس ماو قاموا بهدم جميع مساجدنا ثم بنوها الآن يقومون بهدمها مرة أخرى فقط اتبع أي شعار سياسي تصرخ به الدولة .


المصدر : الحرة

تعليقات

أحدث أقدم