سيدةُ الفصولِ الأربعة : ج/1

مشاهدات

 



عبد الهادي السعيدي


هل يمكنُ للحبِّ أن يُخلَقَ من صمت ؟ أستحلفُكِ بكل ابتسامةٍ رسَمَها ثغرُكِ الذهبيُ أن تجيبيني … فقد ازدحمتْ في صدري تساؤلاتٌ كثيرة !


مِن على شاشةِ جوّالي أراكِ عفراءُ شاردةً تطاردُها أحلامُ صائديها بعيداً… 

ومن سمائها الصافية  تُشرِقُ شمسُكِ كلَ صباح لتنشرَ الحبَ والحياةَ والجمالَ والأمل … 

وتحطين كفراشةٍ ملوّنة على سطح نافذتي برفق فيزدانُ الوجودُ بألوانِ الربيعِ وروعةِ الخريف ودفىءِ الشتاء و حرارةِ الصيف… 

وأسألُ نفسي بدهشةِ الحائر : كيف لروحي أن تعرفَ الظمأ وفي الطبيعةِ عينُ ماءٍ رقراقةٍ تتفجَّرُ لترسُمَ وجهكِ قمراً في ليلةٍ داجنةٍ تنيرُ بعضاً من عَتمةِ أيامي ! كيف لقلبي أن يجفَّ دمُه بينما تتسابقُ أوراقُ الشجرِ لتخُطَّ اسمكِ بوريده !

ثمَّ تشمُّ الأزاهيرُ الناعساتُ عطرَ أنوثَتَكِ وتغفوعلى كتفيكِ …

وأسمعُ شفتاي تدندنانِ في صمتٍ خجول : هل أحبُّها ؟ 

فيجيبُ عقلي برومانسيةٍ فاضحة : ويحكَ يا رجل !

أما زلتَ تبحثُ عن الحبِّ وسْطَ ركامِ الماضي الأليم والحاضرِ المُتعَب والمستقبلِ المجهول ؟

وتقفزُ من صدري آهةٌ عطشى وتسألُ : 

هل موعدُ الحفلِ قريباً ؟ 

يجيبُ قلبي : عن أي حفلٍ تسألين ؟

فتجيبُه تلك الآهةُ المشتاقة : 

عن موعدِ اللقاءِ المرتقبِ الذي تعانقُ فيه روحُها روحي … 

وتُمسِكُ يداي بلهفةٍ يداها الناعمتين و تعزفُ أصابعُنا لحنَ الحنينِ في حوارٍ ساخنٍ حميم … 

وعدتُك يا مُلهِمتي أن أكتبَ فيكِ وكلّما عزمتُ الكتابةَ وجدتُ نفسي أميّاً لا أجدُ ما يُكتبُ في حضرةِ هذا الجمال 

وحَرَمِ تلك الأنوثةِ الساحرة …

فجمالُ روحكِ عادَ بي الى شقاوةِ الصِبا وعنفوانِ الشباب …

وتجمّدَ الحِبرُ في قلمي أمام المحيّا الجميل و جُمانه المُنَضَّد …

وعلى سُجادةِ شَعرِكِ الحريرِ نُقِشَتْ آخرُ أسماءِ الغزاةِ والطامعين …

وذابتِ الكلماتُ وصُهرت معادن الرجال بعد أن تعرّضتْ ِلقَوامَكِ الغضِّ وتضاريسِه الغنّاء …


تعليقات

أحدث أقدم