عبد الهادي السعيدي
هل يمكنُ للحبِّ أن يُخلَقَ من صمت ؟ أستحلفُكِ بكل ابتسامةٍ رسَمَها ثغرُكِ الذهبيُ أن تجيبيني … فقد ازدحمتْ في صدري تساؤلاتٌ كثيرة !
مِن على شاشةِ جوّالي أراكِ عفراءُ شاردةً تطاردُها أحلامُ صائديها بعيداً…
ومن سمائها الصافية تُشرِقُ شمسُكِ كلَ صباح لتنشرَ الحبَ والحياةَ والجمالَ والأمل …
وتحطين كفراشةٍ ملوّنة على سطح نافذتي برفق فيزدانُ الوجودُ بألوانِ الربيعِ وروعةِ الخريف ودفىءِ الشتاء و حرارةِ الصيف…
وأسألُ نفسي بدهشةِ الحائر : كيف لروحي أن تعرفَ الظمأ وفي الطبيعةِ عينُ ماءٍ رقراقةٍ تتفجَّرُ لترسُمَ وجهكِ قمراً في ليلةٍ داجنةٍ تنيرُ بعضاً من عَتمةِ أيامي ! كيف لقلبي أن يجفَّ دمُه بينما تتسابقُ أوراقُ الشجرِ لتخُطَّ اسمكِ بوريده !
ثمَّ تشمُّ الأزاهيرُ الناعساتُ عطرَ أنوثَتَكِ وتغفوعلى كتفيكِ …
وأسمعُ شفتاي تدندنانِ في صمتٍ خجول : هل أحبُّها ؟
فيجيبُ عقلي برومانسيةٍ فاضحة : ويحكَ يا رجل !
أما زلتَ تبحثُ عن الحبِّ وسْطَ ركامِ الماضي الأليم والحاضرِ المُتعَب والمستقبلِ المجهول ؟
وتقفزُ من صدري آهةٌ عطشى وتسألُ :
هل موعدُ الحفلِ قريباً ؟
يجيبُ قلبي : عن أي حفلٍ تسألين ؟
فتجيبُه تلك الآهةُ المشتاقة :
عن موعدِ اللقاءِ المرتقبِ الذي تعانقُ فيه روحُها روحي …
وتُمسِكُ يداي بلهفةٍ يداها الناعمتين و تعزفُ أصابعُنا لحنَ الحنينِ في حوارٍ ساخنٍ حميم …
وعدتُك يا مُلهِمتي أن أكتبَ فيكِ وكلّما عزمتُ الكتابةَ وجدتُ نفسي أميّاً لا أجدُ ما يُكتبُ في حضرةِ هذا الجمال
وحَرَمِ تلك الأنوثةِ الساحرة …
فجمالُ روحكِ عادَ بي الى شقاوةِ الصِبا وعنفوانِ الشباب …
وتجمّدَ الحِبرُ في قلمي أمام المحيّا الجميل و جُمانه المُنَضَّد …
وعلى سُجادةِ شَعرِكِ الحريرِ نُقِشَتْ آخرُ أسماءِ الغزاةِ والطامعين …
وذابتِ الكلماتُ وصُهرت معادن الرجال بعد أن تعرّضتْ ِلقَوامَكِ الغضِّ وتضاريسِه الغنّاء …
إرسال تعليق