ماقل ودل : الما يلوحه ‫الموت‬.. باجر لايحه‬ !!

مشاهدات




عبدالكريم الوزان


في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال ولدي الشهيد وميض الوزان في الـ 29 من شهر آب  2005 اغتال أعداء العراق والانسانية والسلام ولدي الشاب وميض الوزان فارتقت روحه الطاهرة نحو السماء  ومن ساعتها وهو يسألني..ياأبتي بأي ذنب قتلت ؟ فأعيد ذات الرد وانا اتلعثم واتمتم ببضع كلمات بصوت محشرج  .. لم ترتكب ذنبا يامهجتي.. قاتلهم الله ..وهل تستباح الملائكة ؟  ويعاود السؤال وكيف تركتموني بعدها وارتحلتم الى خارج البلاد وقد مضى علي ستة عشر سنة  تحت الثرى ؟


فأربت على صدري : أنت في جنة الله مع الشهداء والصديقين كما نحتسبك،  ونحن من بعد فراقك  معذبون بين الحياة والموت فطوبى لك مع الأبرار . لكن ولدي يظل ينهش في أحشاء فؤادي وهو يسترسل :  لقد مضت سنين طوال على حرماني من حقي في الحياة معكم .. فماذا فعلتم لمن انتزعني من دنياكم؟
هنا أومأت برأسي وأنا انظر الى الأرض : يالوعتي وعذابي .. في العراق القاتل مجهول والقتيل معلوم لكن البصير الجبار العادل يمهل ولايهمل . عجيب أمر البشر يابني حينما تعتريهم نزعة الشر والعدوان وتتلبسهم الخطيئة  فهم يتقاتلون ويتخاصمون ويتنابزون بالألقاب وفي نهاية المطاف الكل يمضي  والأنكى من كل ذلك يجهلون ساعة وأسباب ومكان الرحيل . 


أخيراً أشحت بوجهي نحو السماء والدمع يترقرق في المآقي : اللهم اضرب بعدلك من حرمني طعم السكينة وحلو الحياة .. اللهم زلزل بجبروتك من شتت شملي  وقطع صلة رحمي .. اللهم دمدم على من قطع نياط قلبي ومزق شغافه.. اللهم أرني فيهم يوما عبوسا قمطريرا في حياتي ومماتي اللهم أذقهم مر اللوعة وشدة الضيم وقسوة العذاب التي أكابدها من  فراق فقيدي وميض أيها المجرمون : أعلم إنكم تعرفونني وأفراد أسرتي وتتوجسون منا خيفة وفزعا لكننا سنقتفي أثركم في الدنيا ماحيينا وفي الآخرة عند الله تجتمع  الخصوم وتُرد المظالم ولاتضيع الودائع . فلامفر لكم ( والمايلوحه الموت..باجر لايحه ) !!.

تعليقات

أحدث أقدم