ماقل ودل : عضيته من علباه .. عضني من أذاني !!

مشاهدات

     





عبد الكريم الوزان


من الدارمي العراقي : (عضيته من علباه عضني من اذاني مكافش من الروس آنه وزماني) والمعنى أنه قام بعضه من علباه أي من مؤخرة رقبته والآخر رد العضة اليه من احدى أذنيه. و(مكافش من الروس آنه وزماني) : أي مسك شعر الرأس وشده بقوة وهو كناية عن  الصراع  المرير مع الزمن . وهذا الدارمي له تتمة وحكاية لكن لامجال لذكرها لأسباب عديدة .


مانحن فيه .. الاعلان في العراق عن تشريع قانون عقوبات جديد مقدم من مجلس القضاء الأعلى الى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ليحل محل القانون السابق لسنة 1969 وقيل عنه الكثير من الكلام الجميل المنمق في وسائل الاعلام بحيث نشعر بالارتياح حتى نصل لدرجة (الفوخان) !! من ذلك إن تشريعه جاء  وفقا لمقتضيات العصر وإنه لن يتعارض مع المواثيق الدوليةً ويستهدف تحقيق الأمن والتضامن والاستقرار ومن أبرز معالمه وضع النصوص العقابية الرادعة لمكافحة جرائم الفساد المالي والإداري ومنع الإفلات من العقاب وإلزام المختلسين بردّ الأموال وتجريم الأفعال وتشديد العقوبات للجرائم التي ترتكب ضد الاقتصاد الوطني كما أنه يولي اهتماماً بالغاً بحماية الأسرة وتجريم الأفعال المرتكبة ضدها ..الخ .


ياترى هل سيتحقق ذلك بمنأى عن نزع السلاح خارج إطار الدولة ؟! وهل تم  حسم ولاء الجيش والقوات الأمنية لصالح الوطن قبل  تشريع وتنفيذ هذا القانون ؟! أم  أن الخلاف والصراع بين من يمثل الدولة وقوى الدولة العميقة سيستمر سرا وعلانية كهذا الذي يعضه من رقبته فيرد عليه الآخر بعضه من أذنه ؟!. يقينا  فإن القوانين الوضعية كي تنفذ بحق وحقيقي فلابد أن يسبقها توافر مقومات أساسية  : منها السيادة الكاملة والاستقلال غير المنقوص والولاء للعراق وتماسك الجبهة الداخلية وتحقق إقتصاد قادر على أن تستنبط  منه  قرارات سياسية وسيادية تنعكس على كل  الصعد بما فيها الدبلوماسية في محيط البلاد الخارجي عندها يمكن التشريع والتنفيذ بسلاسة وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب .  وأما بخلاف ذلك فلا قيمة ولا أمل يرتجى من التشريعات القانونية التي يراد منها تحويل البلاد الى (مدينة فاضلة) وهي أصلا غارقة بالعض من الرقبة والأذن !!.

تعليقات

أحدث أقدم