اشكالية المواقف السياسية في عمل منظمات حقوق الإنسان

مشاهدات




 نزار محمود


حقوق الإنسان واحدة من الاشكاليات السياسية الأزلية في تحديد مفهومها من الناحيتين المثالية والواقعية على مر العصور وهي تعيش احوال تغير الظروف والأزمان . وهي اشكالية تناولتها جميع الفلسفات والأديان بطرق وأبعاد شتى واذا كان الغرب الرأسمالي يتبجح باحترامه لهذه الحقوق فليخجل على نفسه في عنصريته وجشعه واستغلال الانسان ونهب ثروات الشعوب وما يستوجب سحق تلك الحقوق في اطار وحتميات آليات عمله وأسسه كما ان من يعتقد أو  ينكر على نظم الحياة الاخرى من شيوعية ودينية وغيرها تجاهلها التام لحقوق الإنسان فإنه يكون قد تجنى على نفسه ظلماً وما أصاب فلكل نظام حياة فهمه الخاص لتلك الحقوق وأبعادها .


وفي ما يخص عمل منظمات حقوق الإنسان التي باتت كثيرة في جميع انحاء العالم فهي الأخرى متنوعة ومشتتة بين أهداف ومفاهيم وطرق عمل وخلفيات اداراتها وموجهيها وداعميها الماليين . ما يهمني في هذا المقام هو موضوعة الارتباطات والمواقف والميول السياسية المختلفة للقائمين على اعمال منظمات حقوق الإنسان وانعكاساتها وتداعياتها على اعمال تلك المنظمات . تقوم في كثير من دول العالم منظمات حقوق انسان بصورة علنية أو سرية علنية في دول الرقابة وتقييد الحقوق السياسية عندما تكون تشكل واجهات دعائية أو أمنية لأنظمتها أو في الدول الاخرى التي تعيش أشكالاً من الحرية أو الفوضى السياسية  في حين تعيش تلك المنظمات بصورة سرية في ظل الانظمة القمعية أو عندما تمثل معارضة سياسية تتستر خلف يافطات حقوق الانسان .

ما أردت الإشارة اليه في هذا المقال هو تأثير ودور ادارات تلك الجمعيات الفاعلة ومموليها عندما تمثل تلك الادارات وتعتنق فلسفات ولها انتماءات سياسية محددة هذا الدور والتأثير يتمثل بالآتي :

⁃ الفهم والممارسة العملية لحقوق الانسان رغم ادعائها احياناً كثيرة، بالتزامها العام بلائحة الامم المتحدة بهذا الشأن انطلاقاً من فلسفتها وفهمها لتلك الحقوق واهدافها السياسية  .
 ان انتمائها السياسي يشكل بالنسبة لها التزاماً في فهمها وعملها وانماط ممارساتها تجاه احزابها وقياداتها السياسية.
تسعى الادارات المسيسة لمنظمات حقوق الإنسان الى تحقيق أهداف تتماشى والتوجهات العامة لأحزابها وقياداتها وفلسفتها السياسية .

وفي اطار ذلك السياق تتراصف منظمات حقوق الإنسان من محلية وأجنبية مع خصوصيات البصمات السياسية للأخيرة  إلا ما رحم ربي ممن صدق القول والعمل أو كانت محل تشغيل أو عيش أو استثراء أو مآرب أخرى .


تعليقات

أحدث أقدم