لغة الجسد لدى القائد الاداري

مشاهدات

 




د . نزار محمود


هذا المقال لا ينضوي في خانة المنهجية العلمية بقدر ما يهدف الى إثارة الانتباه الى اهمية لغة الجسد عند القائد الاداري .


نقف على اهمية لغة الجسد في التواصل عندما نعرف ان 55٪؜ من هذا التواصل يجري عبر لغة الجسد كما اكدتها دراسات علمية . ولغة الجسد مارسها الانسان منذ ان خلق وبالطبع قبل ان يتعلم الكلام  ويخترع الكتابة  وهي ثقافة اجتماعية تختلف بهذا القدر أو ذاك عن بعضها حسب اختلاف مجتمعاتها. ولغة الجسد لا تقتصر على مجال حياتي محدد ولا على فئات بعينها وإنما يمارسها جميع البشر ولسنا في معرض الحديث عنها عند بقية الكائنات الحية . وفي مجال القيادة الادارية تكتسب لغة الجسد أهمية مضافة واستثنائية سواء في فهم القائد الاداري لها عند مرؤوسيه أو فهم المرؤوسين عنده للغة جسده .


ان القائد الاداري ليس هو بالضبط المدير الاداري الذي يقوم عمله على تنفيذ الأوامر وتطبيق تعليمات العمل وفق سياقات لوائحها انه الشخص الذي يتركز عمله على تحفيز لا بل وتفجير طاقات معينة في العمل مع الحرص على تحقق رضاهم . انه الذي ينقل ما يريده بعينيه وحركات اعضاء جسمه ويعبر عن عدم رضاه او رفضه لما لا يريده . ان المعية تقرأ في ابتسامة قائدها وبشاشة وجهه غير ما تقرأه في تجهمه واضطراب حركات عينيه ويديه يكفي ايحاءً أو اشارة لكي يشعر العاملون بالرضا أو باللا رضا . وفي هذا يختلف القادة الإداريون في فهمهم وفن استخدامهم للغة الجسد فلغة الجسد باعتبارها لغة لها طرفان رئيسيان : المرسل والمستقبل يجب أن تكون مفهومة لدي طرفي التواصل فالقائد الاداري الناجح لا ينبغي ان يكفيه ما يعنيه هو برسالته وإنما بما يفهمه منها مرؤوسيه والعكس بالعكس صحيح .


حدثنا التاريخ عن قادة اداريين وغيرهم وعن نجاحاتهم في حسن استخدام لغة الجسد  في العمل والتفاوض وحتى في اوقات الفراغ في حين تحدث كذلك عن ما دفعه آخرون منهم من ثمن بسبب عدم اجادتهم استخدام تلك اللغة  فكم عشق التابعون قادتهم وأحبوهم حد الاستعداد للتضحية في سبيلهم  بسبب طيب لغات جسدهم وكم كره آخرون قادتهم بسبب ايحاءات عنجهيتهم وغرورهم وتعاليهم  رغم صفاتهم الايجابية في جوانب اخرى من اعمالهم القيادية .


تعليقات

أحدث أقدم