خاطرة من السجن

مشاهدات

 


ضرغام الدباغ


ذات يوم في مطلع التسعينات شاهدت عدداً من أعداد مجلة العربي الكويتية  بيد أن الأخوة النزلاء وكان غلافها اللوحة الشهيرة للواسطي ... فسألته إن كان بوسعه أن يعطيني الغلاف فرحب الصديق بود ولكنه سألني ما عساني فاعل بها  ابتسمت وقلت له : سأكتب يوماً عن أعمال الواسطي وسأنشرها ..     


لم يستطع الصديق أن يمنع نفسه من الضحك قال : دكتور يعني أنت هالكد متفاءل .. فأجبته أن هذه السنوات مهما طالت .. ستنتهي يوماً وتصبح سوالف.. وخواطر .. أنا متأكد لأني جربت مثلها ..والمهم أن نقلص إلى أقصى قدر من خسارة مكوثنا في السجن.. هل تعرف مثلاً من هو الواسطي  ؟ أجاب كلا .. ومن يكون ! فأخذت أحدثه عن الأعمال الرائعة ليحي الواسطي ..وهناك من يتجاهل (بالطبع عامدين) الحجم الكبير للواسطي رغم أنه موجود بقوة في التاريخ ورسومة الرائعة بجمالها وموضوعاتها وألوانها ... حاضرة صامدة بوجه  الزمن وعواديه وهناك عدا القيمة الفنية .. الورق الذي أنجز أعماله عليها وثمة شيئ آخر الصناعة المتقدمة التي أمدته بأصباغ صامدة حتى يومنا هذا... بعد مرور نحو 700 عام عليها.. وقلت له...أنظر ها أنت قد استفدت خلال دقائق من معلومات مفيدة  كسبتها في السجن ...


وحقا أستفدت كثيرا من اللوحة الشهيرة موكب الحج ..التي يضع البعض عنوانها الذهاب إلى مكة في موكب الحج  ولكني أرجح أن موضوعة اللوحة هي موكب الحجاج العائدين من الحج لأن العادة التي كانت جارية وربما حتى الآن هي الاحتفال بعودة الحجاج .. واستقبالهم بفرق الموسيقى الشعبية        


هذه الخاطرة واللوحة هديتي لكم .... وسنتواصل في موضوع الواسطي





تعليقات

أحدث أقدم