تأملات في حقوق العراقيين المغتربي

مشاهدات

 


د. نزار محمود


مسألة حقوق الإنسان مسألة أساسية في حياة البشر تحيا شعوب بموجبها  وتنشب حروب بسببها لا تستقيم عدالة ولا تعم سعادة دون تحققها من أجل ذلك كافح  كثيرون في سبيل تحقيقها  فسنوا القوانين والشرائع واحتكموا الى محاكم وقضاة .


إن واحدة من ابرز الفوارق بين المجتمعات المتحضرة وغيرها هو احترام الأولى لتلك الحقوق وتجاهل الأخرى لها . ففي عراق بلاد الرافدين وحمورابي حيث شرعت القوانين لأول مرة  في تاريخ البشرية متضمنة في جلها مواداً حول حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية  والاجتماعية تعيش اليوم تلك الحقوق  للأسف أحلك أزمانها  ومنها حقوق المغتربين العراقيين . ان اشكالية حقوق المغتربين العراقيين مسألة متعددة الجوانب فهي سياسية واقتصادية واجتماعية بخصوصيات تميزهم عن اقرانهم ممن يعيشون في  داخل العراق  ويعانون من انتهاكات لتلك الحقوق .


وفي التالي أتناول تلك الاشكالية بالاشارة وفق الجوانب التالية :

1- ان غالبية أسباب ترك العراقيين لوطنهم العراق الغني بثرواته وتراثه هي أسباب قاهرة  وغير طوعية  سببتها الحروب والتعسفات السياسية وظروف اللا أمان والقتل والتصفيات الجسدية والتغييب والاعتقالات العشوائية والتمييز الهمجي والفج والمتخلف .

2 - ان ذلك الاغتراب الاكراهي قد اقصى وغيب هؤلاء العراقيين عن ممارسة حقوقهم السياسية  ومنها حقوق الإنسان في وطنه  وكرامته وانسانيته ودوره  في اختيار وتشكيل النظام السياسي وتشريع القوانين والانظمة أو المساهمة في سلطاته التنفيذية .

3 - ان حال الاغتراب قد اضاع على المواطنين العراقيين فرص المشاركة في بناء وطنهم  من ناحية والتمتع بخيرات العراق الكبيرة من ناحية أخرى .

4 - ان الحق في العيش بكرامة انسانية في الوطن  كان قد اغتاله ذلك الاغتراب القسري ودفع بأصحابه الى حياة انسانية هامشية في مجتمعات الاغتراب الاجنبية .

5 - لقد تسبب الاغتراب في تمزق اجتماعي وضياع  ثقافي وطني لابناء العراق المغتربين والمتوزعين في المجتمعات والدول الاجنبية .

6 - ان ابناء المغتربين العراقيين في جيلهم الثاني وما بعده مهددين بضياع جذور هويتهم الوطنية  وتاريخهم وخصوصياتهم الانسانية .

7 - لقد ضاع ولا يزال يضيع الكثير من حقوق المغتربين المادية والاقتصادية والممتلكات الخاصة بسبب نزوحهم أو تهجيرهم من وطنهم .


هذا وقد تكون هناك اضافات اخرى على ما يتعرض له المغتربون العراقيون من انتهاكات لحقوقهم كمواطنين اضطرتهم الظروف لترك عراقهم انها مهمة المختصين والناشطين والمنظمات التي تهتم بالمغتربين وحقوقهم .




تعليقات

أحدث أقدم