ساسة الأمس وساسة اليوم .

مشاهدات

 


موفق العاني 

حريق مستشفى الحسين في ذي قار ومستشفى اليرموك وابن الخطيب في بغداد وموت العراقيين كل يوم في وطني ماهو الا نتيجة للفساد وزمن السوء الذي دفع بالجياع الى قيادة المجتمع فنهبوا المال واغتالوا الحياة وامتلكوا القصور وأرخوا العنان لإبنائهم وأهلهم وأغرقوهم بالملذات وامتلاك السيارات الفارهة ليس في العراق وإنما في أفضل بقاع أوربا ومزقوا الشعب طوائف وقوميات وقتلوا الشجعان والمبدعين فهرب من هرب ومات من مات واحتضنتهم دول أخرى مستفيدة من عقولهم وأفكارهم في مجالات الطب والتعليم والبناء بينما يشكو معظم العراقيين الخوف والجوع والأرهاب وغياب الخدمات وفي هذا البحر من المصائب لفت نظري ماجاء في كتاب المرحوم محمد عمارة ( عمر بن عبدالعزيز) وقيادته للدولة !!! وانقل لكم مقتطفات منه عن هذا الرجل الذي بكته العرب والروم !!!

والفارق الشاسع بين ما قرأته عن سيرة هذا القائد وما أراه وأسمعه هذا اليوم في وطني الجريح المنكوب وقيادة هؤلاء الساسة …

عندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة قُدمتْ إليه المراكب التي يركبها الخليفة فتركها وخرج يلتمس بغلته! وقال لمولاه : يا مزاحم رُدّ هذه المراكب إلى بيت مال المسلمين! وكذلك فعل بكل ما في يديه من أرض ومتاع وقطائع وثياب فاخرة وعطور فخرج من ذلك كله وردّه إلى مال المسلمين! وبلغ من حرصه على الرعية واحترامه لحقوق الإنسان أن جعل لكل أعمى قائداً يقوده ويخدمه ولكل مريضين مرضًا شديدًا خادما لهما ولكل خمسة أيتام أو من لا عائل لهم خادما يخدمهم ويقوم على شؤونهم !!!

وطلب يوماً من زوجته فاطمة بنت عبد الملك أن ترد حليّها كلها إلى بيت المال وكانت هذه الحليّ من هدايا الخلفاء لها . لأنها إبنة الخليفة عبد الملك بن مروان فقال لها : اختاري إما أن تردّي حليّكِ إلى بيت المال وإما أن تأذني لي في فراقكِ! فإني أكره أن أكون أنا وهذه الحلي في بيت واحد! قالت : لا بل أختاركَ يا أمير المؤمنين عليها وعلى أضعافها ..

وقال له عنبسة بن سعيد بن العاص : يا أمير المؤمنين! إن قومكَ بالباب يسألونكَ أن تُجري عليهم ما كان مِن قبلك يُجرى عليهم . فقال : والله ما هذا المال لي! وما لي إلى ذلك من سبيل! وليس لذي قربى في مال المسلمين الا مايستحقه من عطاء ..

وعن ميمون بن مهران قال : "دخلت على عبد الملك بن عمر بن عبدالعزيز فحضر طعامه فأتى بقلية مدنية وهي عظام اللحم ثم أتى بثريدة قد ملئت خبزًا وشحمًا ثم أتى بزبد وتمر فقلت : لو كلمت أمير المؤمنين يخصك منه بخاصة فقال : إني لأرجو أن يكون أوفى حظًّا عند الله من ذلك فقلت لنفسي : أنت لأبيك ودخلت عليه مرة أخرى فإذا بين يديه ثلاثة أرغفة وقصعة فيها خل وزيت لا غيرها ..

تعليقات

أحدث أقدم