القاهرة غاضبة .. فاروشا تطوي صفحة التقارب بين مصر وتركيا

مشاهدات

 


بصيغة حادة عبرت القاهرة عن استياءها الشديد من الإجراءات التركية بشأن إعادة فتح جزيرة فاروشا القبرصية المهجورة منذ أن غزتها القوات التركية  قبل عقود  وذلك  بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة .


وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن وتجنب أي أعمال أحادية  قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع  وتزيد  من مقدار التوتر مع ضرورة الالتزام الكامل بمسار التسوية الشاملة للقضية القبرصية وفقا لقرارات الشرعية الدولية . ويرى الباحث المصري المختص بالشأن التركي صلاح لبيب إن البيان المصري جاء حاسماً وعبر عن توجه الدولة المصرية برفض كافة الاستفزازات التي تمارسها تركيا في المحيط الإقليمي  وتؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة . وقال  لبيب إن الرد المصري يمكن قراءته في ضوء عاملين رئيسيين الأول هو التأكيد على متانة العلاقات السياسية والاقتصادية  بين مصر وقبرص والتي شهدت تنامياً كبيراً خلال الفترة الماضية والثاني هو عودة العلاقات المصرية التركية إلى التأزم  من جديد وفشل التفاهمات بين البلدين وان استمرار هذه السياسيات من الجانب التركي تحدي كبير للدول الكبرى في المنطقة وفي مقدمتها مصر والسعودية كما يمثل انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاوز لتحذيرات كافة الدول من مغبة الاستمرار بها خاصة فيما يتعلق بالتنقيب غير الشرعي عن الغاز في منطقة شرق المتوسط .


ويرى الباحث المصري أن التفاهمات بين البلدين لم تنجح لعدة أسباب أهمها الإصرار على استمرار التواجد العسكري التركي في ليبيا وكذلك دعم المرتزقة واستمرار التحركات الآحادية في مياه شرق المتوسط  فضلا عن استمرار الدعم الذي تقدمه أنقرة للتنظيمات الإرهابية منذ عام 2014  ورفض تسليم المطلوبين لدى القاهرة وهو ما أكده الرئيس التركي من خلال تصريحاته الأسبوع الماضي رفض فيها تسليم المطلوبين لمصر أو سوريا . ويؤكد لبيب على تناقض المشروعين التركي والمصري في المنطقة للحد الذي يجعل التفاهمات أمراً صعباً خاصة أن أردوغان يتبنى مشروع توسعي للسيطرة والهيمنة على حساب الدور المصري وهو الأمر الذي تصدت له القاهرة ونجحت في إحباطه . وأن حكومة العدالة والتنمية لن تتخلى عن مشروعها الداعم للإسلام  السياسي والقلاقل في المنطقة مقابل التوافق الاستراتيجي مع مصر مؤكدا أن مشروعي القاهرة وأنقرة متناقضان ولا يمكن التقريب بينهما خاصة على مستوى التحالفات الخارجية والملفات الإقليمية .


وأعلنت مصر رسميا تجميد المفاوضات مع تركيا بسبب الخلافات حول ثلاثة ملفات هم التواجد التركي في الأراضي الليبية واستمرار دعم المرتزقة والثاني هو الاستمرار في التنقيب غير الشرعي عن الغاز في مياه شرق المتوسط دون الوصول إلى اتفاق والثالث يتمثل في استمرار تقديم الدعم التركي لجماعة الإخوان ورفض تسليم المطلوبين لدى جهات القضاء في مصر  فضلا عن التصريحات التحريضية لمستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي ضد مصر .


المصدر : وكالات


تعليقات

أحدث أقدم