ماقل ودل : هالركعة على هالبابوج !!

مشاهدات

  


عبدالكريم الوزان



يتناهى كثيرا الى أسماعنا المثل الشعبي العراقي (هالركعة على هالبابوج )  وهو كناية عن توافق وتطابق نوايا وأفعال الأشرار والمنافقين والمداهنين  ارضاءً لنوازعهم الشريرة ومصالحهم الدنيوية  وهو قريب للأمثال ( وافق شن طبقه)  والطيور على أشكالها تقع ( تدهدر الجدر ولكه قبغه ).... الخ  مع الاختلاف في المعنى بعض الشيء والأمثال تضرب ولاتقاس .

وكلمة ( الركعة ) تعني القطعة الجلدية التي يسد بها خرق ما او ثقب من ( البابوج ) .  والبابوج كلمة فارسية  : بابوش  وبا : مختصر باي : وتعني القدم  وبوش مختصر بوشيدن  : وتعني اللبس  والكلمة جميعها تعني مايلبس في القدم  حيث  تضطر بعض النساء أحيانا الى ( ترقيع ) هذا البابوج  (عادة ما يلبس داخل المنزل من دون رقبة ولاكعب و يكون خفيفا ) عندما يثقب او يتعرض الى تمزق (1) .

( رباط السالفة )  كثرة  ظهور وانشطار المنافقين والأفاقين والمطبلين  وهم  اخوان الشياطين وفي الدرك الأسفل من النار الذين قال عنهم الكاتب ( ويليام شكسبير) أعطاك الله وجها  وأنت تصنع لنفسك آخر  هؤلاء  الذين انشطروا  وتبعثروا في كل مكان وزمان ولهم أساليب وغايات  مختلفة لكن نخص اليوم من يجمّلون الوجوه القبيحة الكالحة بقصد الانتفاع منها أو تجنب أذاها والتي بدات بترشيح ( دمامتها ) للانتخابات القادمة  وهم يعلمون جيدا ان هؤلاء لايصلحون لتمثيل أنفسهم  وأسرهم فكيف يمثلون شعبهم ؟! فمنهم الفاسد والقاتل والعميل والمدسوس والمزور ( والبُق ) على رأي اخواننا المصريين ويقصدوا بها الشخص الذي يتكلم باسهاب دون معنى او مصداقية  مجرد كلام فقط  ومع ذلك أقامت هذه ( الركع ) الدنيا ولم تقعدها في سبيل ( بابوجاتهم ) !!.

الامام علي كرم الله وجهه وصف في خطبة له المنافقين :
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ  وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ  وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ . قُلوبُهُمْ دَوِيَّةٌ  وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ يَمْشُونَ الْخَفَاءَ وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ  وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ حَسَدَةُ الرَّخَاءِ وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ  وَمُقْنِطُوا الرَّجَاءِ  لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَإلى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ  وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ  . يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ  وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ  إِنْ سَأَلُوا ألْحَفُوا وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا  قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً  وَلِكُلِّ قَائِمٍُ مَائِلاً  وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً  وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً  وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً  يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ  بِالْيَأْسِ  لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ  وَيُنَفِّقُوا بِهِ أَعْلاَقَهُمْ . يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ  وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ  قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ  وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ  فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ  وَحُمَةُ النِّيرَانِ  ( أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .


يقينا هذه الدورة البرلمانية ( انْ جرت ) وأنا أشك في ذلك دون ان  تسبقها سيناريوهات دولية وعربية ومحلية ربما تكون عسكرية أو مسلحة  لن يمثل الشعب العراقي فيها الا من كان سجله ناصع البياض تأريخيا وعائليا وسلوكيا ولن يتم تقبل الا من ترقرقت دموعه في مآقيها حرقة وحسرة على ماأصاب العراق من ضيم  وويلات وعلى شهدائه وجرحاه ومغيبيه وأسراه  وخلاف ذلك فان الجرة  لن تسلم هذه المرة  كما في كل مرة  وشريط الوقائع والأحداث أمام ناظرنا يؤكد ماذهبنا اليه واللبيب بالاشارة يفهم  عندها لامفر لمن خذل العراق وشعبه وفي مقدمتهم ( هالركع من هالبابوجات ) !!.


1- بتصرف وتعريق .. عبد الله السكوتي .. هالركعه الهالبابوج ..الحوار المتمدن 
20-6-2014

تعليقات

أحدث أقدم