منذ بداية انتشار الوباء جرى تداول العديد من الفرضيات حول أصول كوفيد وما زال هناك العديد من الأمور المجهولة التي لا تخلو من تعقيد بسبب الرهانات الجيوسياسية الكبيرة ويستغلها مروجو نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لكن تحديد كيفية انتقال الفيروس إلى البشر يعتبر أمرًا حاسمًا في محاولة منع حدوث جائحة تالية .
أشار العلماء إلى الخفاش كمصدر له لكنهم قدروا أن سارس-كوف-2 لا بد أنه مر عبر نوع آخر قبل أن يصل إلى البشر ودارت الشبهات حول آكل النمل وهو من الحيوانات البرية التي تُباع حية في سوق ووهان وترتبط بها معظم الحالات الأولى المعروفة ولكن لا يوجد ما يؤكد ذلك إلى اليوم . وكُلف فريق مشترك من خبراء منظمة الصحة العالمية وعلماء صينيين بتقصي الأمر في الموقع في يناير 2021 وتوضيح مسألة المنشأ لكنه لم ينجح في تحديد هذه الحلقة المفقودة وذكر العلماء حيوانات أخرى مثل المنك أو النمس الغرير . يؤكد البروفيسور أوليفييه شوارتز من معهد باستور الفرنسي ألا أساس على الإطلاق ... لنظريات المؤامرة التي تقول إن في جينوم فيروس كورونا توجد سلاسل فيروسات أخرى وأن هذا دليل على التلاعب ويقول العلماء والسلطات إنه لا يوجد دليل حتى الآن على التلاعب بالفيروس أو بانه فيروس مُركَّب .
وعلى خلفية توترات دبلوماسية حادة مع الصين أكد دونالد ترامب في ربيع عام 2020 أن الفيروس تسرب من مختبر في ووهان وردت بكين بهجوم مضاد قائلة إن الفيروس تسرب من مختبر أمريكي . في يناير 2021 قبل رحيل ترامب أعلنت الاستخبارات الأمريكية أن باحثين من مختبر ووهان ظهرت عليهم قبل ديسمبر 2019 أعراض متوافقة مع كوفيد ولكن أيضًا مع أعراض عدوى موسمية روتينية . في منتصف أبريل أكد مسؤولون عدم استبعاد الفرضية دون ذكر أي دليل أو عناصر جديدة وقالت مديرة المخابرات الأمريكية أفريل هاينز إن المخابرات لا تعرف بالضبط أين ومتى وكيف انتقل الفيروس المسبب لكوفيد-19 في الأساس مشيرة إلى الفرضيتين الطبيعية والعرضية وأضافت ما زلنا هنا . في الأسبوع الماضي أمهل الرئيس الأمريكي جو بايدن أجهزة الاستخبارات ثلاثة أشهر للتوصل إلى نتائج حتى وإن كان يرى أن استحالة التوجه إلى الموقع في بداية 2020 سيظل يعيق أي تحقيق ويقول العديد من الخبراء إن لا شيء يشير إلى أننا سنجد الإجابة فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن كيفية دخول فيروس جديد إلى المجتمع البشري هو أحد أكبر الألغاز التي يمكن أن يأمل أي عالم أوبئة في حلها .
المصدر : وكالات
إرسال تعليق