من ايام السندباد : وللسندباد ايام آخر

مشاهدات

 



روى ان سفائنه كثيرا ما غرقت فنجت مرارا وتاهت مرارا ورفعت وخفضت وقادته عبر المحيطات والصحارى والجبال . قال انه استلقى يوما بعد أن عدل الاشرعة واطمان للبحر فغفا وما استفاق الا وسفينته تتقاذفها الامواج  وتلقي بها في فضاء لزج معتم ثم استقرت على اليابسة .


نفخ في الابواق من كل جانب وتنادى إليه سكان تلك الأرض واحاطوا به  سلم وشرح وانتظر تشاورهم  ثم جاء إليه شيخ مهيب منبسط الاسارير فرد السلام ورحب به ودعاه للاقامة عنده الشيخ اكرم السندباد واحسن مثواه واشركه  في كثير من اجتماعات القبيلة التي كان رئيسها وابعده عن بعضها ولم ير السندباد غضاضة في ذلك فلكل قوم اسرارهم . لاحظ انه يؤتى للشيخ بكل المواليد الجدد وانهم يختلون واياه معهم في غرف بعيدة كما لاحظ ان بعض المواليد يؤخذون الى المقبرة بعد فترة من الزمن تختلف من ساعات الى ايام ويرد البقية لاهلهم شغل الأمر السندباد وارقه وحيره....ترى ما علاقة الشيخ بالمواليد وماذا يفعل لهم ؟ كما لاحظ ايضا انهم بعد سلسلة من الاجتماعات المغلقة علت فيها بعض الاصوات وحتى النشيج كانوا يخرجون متقلدين السيوف يتبعهم الخدم بلفافات حبال غليظة.لم بشك السندباد في ان الاجتماعات كانت ضده فهو بين أيديهم ولو ارادوا به شرا لفعلوا لكن الفضول لمعرفة ما يحصل كان يحرق جوانحه وحاول استدراج بعض الخدم لكنهم كانوا يهربون منه دون أجابة .


دعاه الشيخ في أحد الصباحات وامره بالجلوس فجلس مرتبكا ثم قال الشيخ...نحن نؤويك ونصلح سفينتك وقد تكون قرصانا أو جاسوسا فهم السندباد بالاعتراض فاشار إليه الشيخ ان يصمت ففعل وتابع الشيخ...آويناك واكرمنا نزلك ولا شان لك بحياتنا أما وقد ابديت الفضول وحاولت التلصص فأنا اخبرك...أما المواليد فمن بطون امهاتهم الى بطن بيت الشيخ فنوثق الذكور بالعمامة ونضع الإناث هناك واشار الى ما يشبه الصندوق في أحد الاركان فقال السندباد وما ذاك اجاب الشيخ ..كتاب القبيلة..فعقب السندباد ولماذا يموتون من الذي يموت منهم ومن يبقى على قيد الحياة هل تقتلهم ؟ فاكفهر وجه الشيخ وقال هل تراني قاتل اطفال ؟ انما هي بذور فبعض الإناث تتلاءم بذورهن مع الكتاب ويصمدن وبعضهن يرفضن الكتاب أو يرفضهن قال السندباد والذكور فاجاب الشيخ بذور ايضا فمن الف العمامة وانسجم معها لا مشكلة فيه أما من صارعها وحل وثاقه منها فنضع له وسما ونراقبه حتى يكبر .


قال السندباد وقد أصفر وجهه واضطربت اطرافه وهل مر عليك كثيرون فضحك الشيخ وقال ..كثيرون؟ بل كلهم فأنا لا اموت. احس السندباد كانما تجمدت اطرافه وكان يريد ان يطرح اسئلة أخرى لكن الخوف والرهبة اخرساه ولم يدر ماذا يفعل هل يقوم ويغادر أم  ان عقابا ينتظره أم ماذا .. سكت الشيخ برهة ثم قال..اعلم انك تريد ان تسأل عن الاجتماعات والخروج والسيوف والحبال ... تلك للمتمردين .. فقد جرت قوانيننا بأن من يتمرد نطارده ونوثقه بالحبال ونلقي به في البحر فصرخ السندباد ويغرق ويموت ..فابتسم الشيخ وقال لا المتمرد حين يلقى به في البحر يغدو ورقة قال السندباد ثم ماذا...ويظل ورقة الى أن يأتي من يكتب عليها قصته فيعود للحياة .



               

تعليقات

أحدث أقدم