ماقل ودل : لو ضاق صدرك تذكر أيام عرسك !!

مشاهدات



عبدالكريم الوزان


مثل شعبي عراقي يعني إن الانسان اذا ضاقت به الدنيا حتى تملكه الشؤم والقنوط والضجر فعليه أن يعود بذاكرته الى أحلى أيام عمره  تلك الأيام الجميلة  في صباه  حينما كان في غاية قواه وتفاعله واندفاعه وهو لايفكر بشيء  في وقتها  سوى تعليله  للنفس بالآمال نحو غد  أفضل في السكن والانجاب وبناء مستقبله وشعور الألفة  والمودة لايفارقانه  وهو في أتم السعادة وراحة البال ساعتها يأخذ نفسا عميقا مصحوبا بآهات وتنهدات متفاوتة  فيحاول أن ياخذ قسطا من الراحة والتامل واعادة تقييمه للأمور مجددا .


وهذا المثل يعيدنا للتراث العراقي من خلال اغنية المطربة الراحلة  زكية جورج ( 1879- 1966)  وهي مغنية عراقية من مواليد حلب إسمها الحقيقي  فاطمة  وجاءت إلى بغداد عام 1920 حيث وجدت فرصتها في مقاهي الطرب  الكلمات لعزوري العواد وألحان صالح الكويتي  وقد صدحت حنجرتها بها فكان  وقعها على النفس عميقا  وهي تهز رأسها ويديها وكانها تنتحب معاتبة  :

انا من اكولن آه واتذكر ايامي 

روحي ترف واتغيب واغرك باحلامي

 انا من اكولن آه  واتذكر ايامي

همي كثر ياناس والحب ضناني

ولفي طلع بذات خان وجفاني

انا  من اكولن آه  واتذكر ايامي

ذبني بسكم  وبضيم  محد دره  بحالي

خلاني كالمجنون متعذبة أحوالي

انا  من اكولن آه واتذكر ايامي

روحي ترد واتغيب  واغرك باحلامي

انا من اكولن اه واتذكر ايامي

رحمهم الله جميعا فقد كانوا صادقين في مشاعرهم  وكان همهم اسعاد الناس  وليس كهذا وذاك وهم ممن جعلوا حياة العراقيين بلاطعم ولالون ولارائحة  ينتظرون الفرج  وقد طال غيابه  حتى أيام عرسهم لم يعودوا يتذكرونها بسبب زحمة الالم والقلق من المجهول الذي ينتظرهم . يقينا العراقيون ماانفكوا يرددون اغنية زكية  حيث تجول بهم الذاكرة في أيام خلت حتى الخمسينيات من القرن الماضي  حينما كانت بلادهم مرتعا للخير وقبلة للزائرين  وواحة للراحة وسقفا آمنا يحتمي ويلوذ به من لاملاذ  له  كل شيء كان جميلا  حتى عاداتنا وتقاليدنا  بل قل حتى الحب وقلوب العاشقين وصفاء النفوس وجمال المودة  واحترام الصغير للكبير  وقد قالها الامام الشافعي :

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا

وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ

وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا


فمتى يعاد  لنا حلمنا السليب ؟  أما يكفي ماحاق ببلادنا من فساد وارهاب وتمزيق للنسيج الاجتماعي وتشويه للتأريخ وامعان بالتجهيل و التضليل ؟  اوليس منكم رجل رشيد ؟ لا أظن ذلك  والا ماوصل الحال بنا الى ماهو عليه الان  لكني أرى ان هذا وذاك  يلعنهم  الله  والشعب عمّا قريب  وسيولون مولولين  بتلعثم  ان أفلتوا بجلودهم  مرددين  :


انا من اكولن أه  واتذكر أيامي 

روحي ترف واتغيب واغرك باحلامي !!


تعليقات

أحدث أقدم