ماقل ودل : تتبغدد علينا.. واحنه من بغداد !!

مشاهدات



عبدالكريم الوزان


المثل مأخوذ من إسم ألعاصمة ألعراقية بغداد مدينة ألحضارة وألثقافة وألأناقة وألمجد كما كانت وستعود باذن الله وقد تداوله كثير من الاخوة المصريين في الغالب فحينما يحاول أحدهم المغالاة في اظهار ثقافته او مظهره أو التعالي والتبختر يقال له : (تتبغدد علينا .. واحنه من بغداد) أو ( لاتتبغدد علينا ) بذات المعنى الذي أريد به في المثل العراقي ( يبيع سمج عالسماجة ) والمصري ( ماتبيعش المية في حارة السقايين ) التي غنتها المطربة المصرية شريفة فاضل . وتتبغدد علينا غناها الفنان القدير كاظم الساهر وهي تعكس الجانب الايجابي لبغداد وسكانها وليس المقصود الاساءة اليهم أو لعاداتهم وتقاليدهم كما قد يفهمها البعض . وشنّفَ الراحل محمد القبانجي أسماعنا بماخطه المرحوم الشاعر خضر عباس ضاحي الطائي(  (1908 - 1979) عن مدينة السلام  كما أجاد بها بعض القراء مثل الشيخ وليد الفلوجي وآخرون  :

سلام على دار السلام جزيل............   وعتبي على ان العتاب طويل
ابغداد لا اهوى سواك مدينة..............    ومالي عن ام العراق بديل
حنانيك ما هذا الجفاء و لم يكن......... ليصرف قلبي عن هواك عذول
و لم تلهني عن شاطئيك مناظر.......     .زواه و لا عن ساكنيك قبيل
خيالك في فكري و ذكراك في فمي...   وحبك وسط القلب ليس يزول
رمى الدهر قلبي بالبعاد و بالنوى......    .لك الله يا قلبي فانت حمول
رعى الله صحبي في الرصافة انهم.....   بقلبي على بعد الديار نزول
وفي الكرخ اهل لا اود فراقهم.........  .ولاشاقني عنهم هوى وخليل
ولم انس في يوم عهود احبتي........   ولكن صبري في الفؤاد جميل


وبمجاراة هذا المثل أجد هذه الأيام أن بعض السياسيين ومع قرب الدورة الانتخابية المقبلة (مجهولة المصير) يصول ويجول (ويطيّر فيالة) !! بأنه عمل وسيعمل ولابديل عن إسعاد (ولد الخايبة) وأن افلاطون قدم اعتذارا له لأنه أسقط اسمه سهوا من دوره التاسيسي في بناء المدينة الفاضلة في حين إن سجل تاريخه يشهد بدمويته وبطشه بحق أبناء شعبه بشكل مباشر او غير مباشر حينما يكون داعما لها ومساره وسيرته معروفة للقاصي والداني بالعمالة والعيش على فُتات الأجنبي وفساده يزكم الأنوف وقس على ذلك من يتبوء منصبا كبيرا في مؤسسة ما مضى عليها أكثر من قرن ويدعي بأنه سيبدأ من الصفر !! فينسف مابناه سابقوه وكأنهم من سكان المريخ !! ويظلون ( يتبغددون علينا.. واحنة من بغداد) .
العراقيون خارج البلاد نفر منهم يظهر في  بعض وسائل الاعلام غير العراقية ويدعي بانه كان كذا وقدم كذا فيصدقه المتلقون في تلك البلدان ونسي هذا ( المتبجح ) بأن عشرات الألوف من أبناء جلدته يراقبونه وهو ( يتبغدد على الناس ) ويعرفون حقيقته  الزائفة كونهم ( من بغداد) .


يقينا فان الوفاء والأمانة والمروءة والغيرة والوطنية تقتضي من كل فرد ان يكون سفيرا لبلاده في مايقول وفي تصرفاته وسلوكه وفي مايحمله من ثقافة ووعي ونكران ذات ويكفي ماحاق بنا من جراح وآلام يشيب لها الولدان . التأريخ لايمحى والذاكرة تبقى حية  وخيرنا من اتقى الله ونفع البلاد والعباد ولا مكان بعد اليوم لمن ( يتبغدد علينا..واحنه من بغداد) !!.

تعليقات

أحدث أقدم