عهد جديد للتحالف الأميركي - الفرنسي حول لبنان

مشاهدات

 




رندة تقي الدين


جاءت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى باريس حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان لتؤكد العلاقة الأميركية - الفرنسية المستجدة والناشئة بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأميركي جو بايدن والتي كانت واضحة في قمة مجموعة السبع في بريطانيا حرص وزيرا خارجية البلدين على مخاطبة بعضهما مراراً بجان ايف  وتوني علماً أن بلينكن يتكلم الفرنسية بطلاقة فهو عاش ودرس في باريس لمدة عشر سنوات .


التقارب الذي ظهر خلال لقاء الوزيرين وأرادا إظهاره تُرجم بقول الوزير الأميركي لنظيره الفرنسي إن الولايات المتحدة والأسرة الدولية مستعدتين لمساعدة لبنان لكي يشهد تغييراً حقيقياً وأضاف بلينكن نحن بحاجة الى أن نرى قيادة حقيقية في لبنان وكان لودريان بدأ الكلام بمخاطبة بلينكن بالعزيز توني وقال : إننا نشاطركم التقييم نفسه للوضع في لبنان من الانهيار الكارثي للبلد إلى عجز القيادة السياسية في لبنان عن مواجهة التحديات وتقييمنا أن تمزق لبنان وانهياره وزواله يشكل كارثة لذا اتفقنا على العمل معاً لممارسة المزيد من الضغوط على الذين يعطلون البلد لأن الحل ليس بالجمود بل باتخاذ مبادرات قوية لمواجهة التعطيل .


وتقول مصادر فرنسية وأميركية إن هذه المبادرات ما زالت قيد التفكير ولم تتبلور بعد ولكن هناك وجهة لممارسة المزيد من الضغوط على المسوؤلين اللبنانيين الذين يعطلون تشكيل الحكومة وذلك من أجل تأليفها على أن تتولى التحضير للانتخابات النيابية في السنة المقبلة وهو استحقاق مهم جداً بالنسبة إلى الأسرة الدولية والإدارتين الفرنسية والأميركية  كما أن هناك احتمالاً لأن ترفع الإدارة الأميركية الجديدة بعض العقوبات على مسوؤلين لبنانيين آخرين للمزيد من الضغوط فلا شك في أن طرح موضوع لبنان على طاولة محادثات ماكرون وبلينكن في الإليزيه بعد ظهر أمس الجمعة يشير الى اهتمام البلدين بلبنان ومنع تفككه كما قال لودريان وهناك وجهة واضحة لدى الإدارة الأميركية لدعم محاولات فرنسا وجهودها للدفع نحو تشكيل حكومة في لبنان تنفذ على الأقل بعض الإصلاحات ولو كانت قليلة ولكنها تكون بداية حل في لبنان .


تطرق الجانبان الأميركي والفرنسي أيضاً الى موضوع قرار مجلس الأمن حول تمديد فتح معبر باب الهوى في إدلب السورية والذي ينبغي تجديده في العاشر من تموز/يوليو المقبل في مجلس الأمن لكن روسيا ترفض فتح المعابر الثلاثة للمساعدات الإنسانية لملايين السوريين عبر الحدود التركية والعراقية وهي لم تعلن بعد ما اذا كانت تريد إغلاق معبر باب الهوى أو أنها ستوافق على تجديد فتحه والتمديد للقرار الدولي ويشار في هذا الصدد إلى أن 95 في المئة من الدعم الإنساني يأتي من الغرب واذا أغلقت روسيا كل المعابر يعني ذلك كارثة إنسانية تطاول ملايين السوريين. وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير إنه من المهم جداً أن تتم حماية آلية الدعم الإنساني عبر المعابر خصوصاً أن خمسين في المئة من الطلبات رُفضت من النظام السوري وزادت الحاجات الإنسانية في شمال شرقي سوريا بنسبة 38 في المئة ومن المهم جداً تجديد اتفاق فتح المعابر فالمفاوضات حول الموضوع تبدأ في نيويورك والتنسيق الأميركي الفرنسي حوله بالغ الأهمية للجانبين .


ترحيب لودريان بصديقه بلينكن يشير الى عهد جديد في العلاقات الأميركية - الفرنسية وارتياح فرنسي للتنسيق الأميركي مع ألمانيا وفرنسا حول ليبيا وأيضاً لدعم الإدارة الأميركية الجديدة لما تقوم به فرنسا من تغييرات في مالي. ولكن الحرب الباردة الأميركية مع الصين ليست على جدول الأعمال المشتركة لأن أوروبا بحاجة الى السوق الصينية كما أن الصين بحاجة الى أوروبا ولكن على الأقل في ما يخص قضايا عربية عديدة هناك تنسيق وفي الطليعة حول لبنان ومكافحة الإرهاب .


 المصدر : النهار

تعليقات

أحدث أقدم