التنمر

مشاهدات




بقلم / ابراهيم الدهش


من المواضيع المهمة التي شغلت الرأي العام وطفحت في الساحة الإعلامية لما لها من تأثير سلبي على مجتمعاتنا العربية عامة هي ظاهرة التنمر حيث لم يقتصر على فئة شبابية أو عمراً محدداً ، فهي ظاهرة سلبية مستشرية منذ القدم حيث كان هناك تنمراً سياسياً عن طريق ممارسة ضغوطات من قبل دولة على دولة ضعيفة أو تهديداً عسكرياً أو قوة في حال عدم انصياعها الى الدولة القوية .. هذا ومن جهة أخرى يكون أيضا في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية عن طريق إلحاق الضرر بالموظف المستهدف وممكن أيضا عن طريق التهديد والابتزاز عبر استخدام المعلومات و وسائل وتقنيات الاتصالات كالوسائل النصية والمدونات والتهديد عبر الرسائل والصور والالعاب على الانترنت الهدف منها وكما أسلفت الايذاء والابتزاز أيضا ، فهو شكل من أشكال العنف والإساءة والايذاء لشخص او لمجموعة أشخاص وبطرق متعددة في الاعتداء منها البدني والتحرش الفعلي وغير ذلك ، حيث يتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد وسياسات أخرى تثير الفزع والخوف عند الطرف الآخر . 

ومن خلال الدراسة والبحث عثرنا على أنواع متعددة من التنمر منها العاطفي واللفظي والجسدي ، ولم يقتصر حدث التنمر على مكان محدد أو جهة ولا حتى زمان فقد يكون في المدرسة أو الشارع والجامعة ومكان العمل والأسواق  وحتى المنزل ، الذي يعد من أخطر الظواهر ومن خلاله يتم إصابة الشخص بالتنمر بسبب تعرضه لشتى أنواع العنف بما فيها الضرب ، فيعكس هذه التصرفات التي وجهت له من قبل الاخ او الأب والأم على المحيط الخارجي بما فيه على زملائه في المدرسة أو المحيط من حوله وذلك باستخدام الضرب أو الطعن أو الصفع أو والخدش و وسائل أخرى غير مقبولة ، وقد يتحقق بعدة طرق أخرى على سبيل المثال رفض الاختلاط مع الضحية والتهديد بنشر الاشاعات ويصل إلى ممارسة التنمر مع الأشخاص الذين يختلطون مع الضحية مع توجيه النقد اللاذع فيما يخص العرق واللون والملبس والدين ..

لم تكن ظاهرة التنمر جديدة في المجتمع حيث وجدت مع وجود وتكوين الأسرة والمجتمع بكافة شرائحه ومكوناته ، 

وأسبابه واحدة من ناحية البيئة المدرسية والاسرية والمنابر الإعلامية والسلوك العدواني و رواسب اجتماعية سلبية ، وممكن الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها بدءاً من دور الحكومة الاول في تبني غطاء أسري منظم  عن طريق توفير فرص عمل لرب الأسرة سواء من الأب او الأم او الاخ المسؤول عن الأسرة ( اكتفاء مادي ) لكي ينظم وقته في متابعة شؤون الأسرة إضافة إلى معالجة البطالة من خلال توفير فرص عمل لهم واحتواء الخرجين في الوظائف الحكومية وكذلك الاهتمام بالتعليم والمناهج التي تدرس ، واختيار ودعم الهيئات التعليمية والتدريسية لأجل المواضبة والحرص على هذه الرسالة المهمة (رسالة التربية والتعليم ) وكذلك دور رجال الدين عامة في التوعية والإرشاد ، وكذلك الصحافة الإعلام بكافة الوسائل ومنظمات المجتمع المدني لهم ايضا الدور الأساسي في القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت اليوم وباءاً ...

تعليقات

أحدث أقدم