سر ثراء اليهود بالعراق

مشاهدات



رنا عبد الحليم صميدع الزيادي 



إعتنق الفكر الصهيوني بالعراق عائلة ساسون بدعم من الاحتلال البريطاني وافتتحت اول جمعية صهيونية بالعراق عام 1914 مع دخول الاحتلال البريطاني للعراق وافتتح أول معهد صهيوني بالعراق عام  1919 معهد الاليانس بإدارة هارون ساسون .


يذكر أن عائلة ساسون نسباء عائلة روتشيلد الصهيونية اثرياء العالم وافتتح المعهد الصهيوني الاليانس أول صندوق تبرعات بالعراق لبناء مستوطنات الكيان الصهيوني في فلسطين ولحل مشكلة التمويل واثراء يهود العراق كي يتبرعوا أكثر للصندوق فقد استحوذ اليهود على تراخيص وزارة التجارة العراقية فغالبية التراخيص التجارية من استيراد وتصدير كان الموظفون البريطانيون في الوزارة يمنحونها فقط للتجار أليهود العراقيين  ويحجبونها عمن سواهم مما ساهم بثراءهم من عام 1921 إلى عام 1948 بشكل رهيب حتى اصبحوا أثرى اثرياء العراق واصبحت أموالهم في البنوك العراقية تعادل نصف ميزانية العراق  .. ومع اعلان الكيان الصهيوني عام 1948 اغتصابه لفلسطين حث اليهود العراقيين على الاستعجال بالهجرة وسحب اموالهم من البنوك العراقية لدعم بنوك الكيان الصهيوني التي كانت تعاني العجز لكن قرار الحكومة العراقية عام 1949 تنبه لذلك فاضاف لقرار السماح لليهود العراقيين بالهجرة للكيان الصهيوني بشرط إسقاط الجنسية العراقية قرارا آخر وهو اعطاءهم مهلة ثلاثة أشهر لتصفية اموالهم والا ستصادر هذا القرار .


حرم الكيان الصهيوني من الظفر بهذه الأموال اذ أن خباثة اليهود طوال السنوات الماضية من 1921 إلى 1948 بعدم منح التراخيص التجارية الا لليهود والاستحواذ التام على تراخيص وزارة التجارة العراقية الذي اثراهم ثراءا فاحش دون غيرهم نتج عنه عدم وجود رديف عراقي اخر بثراءهم ليتمكن من شراء املاكهم في تلك المدة القصيرة فصودر اغلبها مما دعى عائلة ساسون لان تلجأ للتحايل على القانون العراقي فسجلت عددا من املاكهم من محلات ومنازل وقصور وشركات واراضي باسماء عوائل وشخصيات غير يهودية يدينون لهم بالولاء المطلق من خلال علاقاتهم الوثيقة كأفراد بالحزب الشيوعي العراقي الذي اسسه اليهود الصهاينة بمعهد الاليانس فرع الشطرة حتى ان أغلب قيادات وسكرتارية فروع الحزب الشيوعي بالمحافظات انذاك كلهم من اليهود كما إنهم تامروا على سكرتير الحزب الشيوعي العراقي فهد وتسببوا باعدامه عام 1948 بعدما رفض الموافقة على الورقة السوفيتية الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره كما يدعون كيانا تقدميا اسسه الشيوعيين اليهود الهاربين من بقايا روسيا القيصرية وما أن رفض فهد ورقتهم الصهيونية التي مرورها له وهو في السجن حتى مرروا أدلة للاطاحة به تسببت باعدامه ليحل محله مباشرة لقيادة الحزب الشيوعي العراقي اليهودي الصهيوني الياهو شلومو دلال ساسون  عام 1949 بعد النكبة بسنة والمعروف ان عائلة ساسون مؤسسي الصهيونية بالعراق داعيا انصار الحزب الشيوعي العراقي إلى حمل السلاح ضد الحكومة العراقية ومراسلا مكاتب الحزب الشيوعي في لبنان وسوريا طالبا منهم حمل السلاح واسقاط الانظمة القومية رغم أن اعضاء الحزب الشيوعي لم يكونوا أكثر عددا من القوميين وقتها مما يعرضهم لصراع غير متكافىء الأمر الذي استغربوه واكتشفوا صهيونيته وتاكدوا من استحواذ الصهيونية على الحزب الشيوعي العراقي مما دعى الحكومة العراقية لاعدامه ليظل الحزب الشيوعي بعدها مقسوما لنصفين نصف على نهج فهد برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ونصف على نهج ساسون الصهيوني باعتناق الورقة السوفيتية والكفاح المسلح ضد الانظمة القومية .


والطريف أن خلايا ساسون الشيوعية أصبحت تمول الحركات التخريبية ضد الحكومات العراقية المتعاقبة من املاك ساسون فلا يوجد شخص ادعى شراء عقارات من يهود العراق المهجرين لم يكن سجله نظيف من اي حركة انقلابية ضد الحكومات العراقية  وبعد أن خابت حكومة الكيان الصهيوني من الاستحواذ على اموال اليهود العراقيين صرحت أنها ستستقطعها من أراضي الفلسطينيين  وستؤكد على ذلك في كل المفاوضات الاممية بشأن حق العودة ودفع تعويضات للفلسطينين ولهذا أغلب الكمبودسات التي يسكنها اليهود العراقيين المهجرين هي في اراضي 1948 المغتصبة والتي تمنع حكومة الكيان الصهيوني أهلها الفلسطينيين من حق العودة ومؤخرا ما يسمى بالقوى التقدمية بالعراق التي هي عبارة عن الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي صرح عنهم الدكتور أحمد الأبيض على فضائية التغيير ببرنامج نجم الربيعي يوم  04/06/2021 عن نية هذه القوى التنازل عن الحق العربي الفلسطيني وانهاء دور العراق من الصراع القومي العربي الصهيوني والتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل الحصول على الدعم الدولي لإسقاط حكومة الأحزاب والمضحك ان هذه القوى التقدمية جزء من هذه الاحزاب في تحالف سائرون والحزب الشيوعي العراقي الكردستاني والحزب الديمقراطي العراقي والكردستاني .


ومن الغباء التلويح بتنازل العراق عن حقه بدعم الصراع العربي القومي ضد الكيان الصهيوني خاصة وان المنظمات الصهيونية بعد احتلال العراق عام 2003 تحاول مقاضاة العراق والمطالبة بأموال اليهود العراقيين المجمدة وباثر رجعي مما يرهن اقتصاد العراق مدى الدهر كما رهن اقتصاد ألمانيا بدفع تعويضات لأجيال اليهود الذين أدعوا اضطهادهم بمذابح الهلوكوست المثيرة للجدل فمؤخرا احتج اليهود على مؤسس الفيسبوك اليهودي مارك زوكربيرغ من عدم حجبه لمواقع تكذب مذبحة الهلوكوست يذكر أن يهود العراق لم يعانوا من اي مضايقات فاحداث الفرهود والحرق بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعة الذين ثاروا لطرد الاحتلال البريطاني من العراق كان اليهود يستفزون الشباب الثوري الرافض للاحتلال البريطاني بخروجهم بمسيرات يهودية حاملين اعلام بريطانيا التي ساهم موظفوها بوزارة التجارة بثراء اليهود ليخلقوا بذلك فتنة وتصادم كما أن الموساد الإسرائيلي اعترف بوثائقه بتجنيد مجموعات تقوم بحرق وتخريب وتفجير المنازل والمحال اليهودية بالعراق لاقناعهم بالهجرة للكيان الصهيوني حتى المنشورات التحريضية ضد اليهود كانت تطبع في مطابع يهودية اذ أن الفحوصات المخبريّة التي أجرتها دائرة الجنائيات العراقيّة في مطلع الخمسينيات حول المناشير المعادية للأميريكان التي عثر عليها بعد إلقاء المتفجرات على مركز المعلومات الأمريكي في بغداد في شهر آذار (مارس) من عام 1950 تم نسخها على نفس آلة الستانسيل (النسخ) التي آستعملت في نسخ المناشير التي وزعتها الصهيونية على اليهود في بغداد خلال نفس تلك الفترة .

تعليقات

أحدث أقدم