حريات وديمقراطيات... الهدم وفرق تسد

مشاهدات

 


د. نزار محمود

من أخطر الظواهر التي تواجه المجتمعات الإنسانية هي ظاهرة الغوغائية والسير الأعمى وراء شعارات وصيحات دون فهم وتبصر لي معانيها ومستلزمات تطبيقاتها ولذلك بالطبع أسبابه في الجهل والتخلف والضعف والاستلاب الثقافي الذي تعيشه الشعوب المغلوبة على أمرها يضاف اليها دور العملاء والسماسرة والانتهازيين والطامحين الى سلطة أو كسب سريع وغير وطني ومشروع .


لم تنجح وتتقدم كثير من الدول والشعوب في عصرنا الحديث دون نهج ديمقراطي توفرت شروطه ومستلزماته الداخلية واستطاعت استبعاد التدخلات الخارجية التي تسعى الى توجيه ذلك النهج حيث مصالحها وأطماعها . نعيش نحن العرب دولاً ومجتمعات تحدي نهج الحرية والديمقراطية في فهمها وشروطها وتطبيقاتها وعلى جبهتين  : الأولى التي تشكك وتعمل على استبعاد كل مشروع حرية وديمقراطية نافعة خوفاً على سلطاتها ومكتسباتنا أو ربما بسبب تقصير في فهمها لمعنى الحرية والديمقراطية وأهميتها الثانية التي تتسرع في تطبيقات غير مدروسة وناضجة في معانيها وشروطها وأساليبها ومرحلياتها والتي قد تستغلها القوى المناهضة أو المعادية لاجهاض تجربتها . علينا ان ندرك نحن العرب ونؤمن بجدوى الحرية بمفهومها الإنساني والأخلاقي ومعناها السياسي ووجوبها القانوني وصورتها الحضارية وتاثيراتها الاقتصادية وحينها نجد أنفسنا مدعوين للعمل على تحقيقها بيد ان اندفاعنا الأعمى وغوغائيتنا بوعي ودون وعي ستقودنا الى حريات وديمقراطيات هدم في اختلافات رأي غير بناءة لا طائل منها والى تناحرات ونزاعات مدمرة . وحيث ان الإنسان رغم ما حققه من تقدم علمي وتقني وحتى سنه من قوانين عدالة بشرية لا تزال تحكمه نزوات وشهوات وقوانين غاب ! وهنا تتدخل الأصابع الخفية في اشعال وتهييج وادانة غوغائية حرياتنا وديمقراطيات لتتحول الى معاول من أجل تفريقنا وتسهل عليهم التحكم فينا والسيطرة علينا واستغلالنا .


ولنا في انتفاضات ربيعنا العربي ما يدلل على فعل ما نجابه نحن العرب من صنفي المواقف التي اشرنا اليها تجاه الحريات والديمقراطيات، والى دور القوى الخارجية المتربصة وغير المحبة لنا منها .

تعليقات

أحدث أقدم