بين الكعبي والعاني .. كلمة لا بد من قولها

مشاهدات

 




عبدالخالق الشاهر 

كنت اعرف السيد النائب أ. د  ظافر العاني منذ تسعينات القرن الماضي عندما كنت طالبا في كلية الدفاع الوطني  فمدرسا فرئيسا للهيئة التدريسية فيها حيث كان يدعى لألقاء المحاضرات فيها  وجذبت شجاعته في الطرح انتباهي منذ المحاضرة الاولى ولم  يتغير  الا  انه  نساني بعد ان فقد الذاكرة .. تلك الظاهرة التي اصابت كل من دخل العملية السياسية  من شيعة السلطة وسنتها رغم انهم لم يأتوا عن طريق انقلاب مزلزل او بانتخابات نزيهة بل جاءت بهم مذاهبهم وأن كان هناك استثناء في ذلك فهذا الاستثناء يتقلص امام حقيقة ان كلهم لم بقدموا للبلد شيئا .


بعد احتلال افغانستان صدر كتاب امريكي بعنوان المحطة القادمة بغداد ودعيت الى مؤتمر علمي مصغر في جامعة بغداد ضم حوالي 25 شخصا من رؤساء الجامعات والكليات وتصادف ان ندخل سوية انا والسيد العاني فقال لي اسندني لأني اليوم راح الوصها  فأجبته : كيف تطلب اسنادا من واحد صوفته حمرة دخلنا وبدأ الحوار وطلب هو المداخلة وقال الاتي : اجتمعنا اليوم لنناقش سبل مجابهة تهديد محتمل وهناك الكثير مما يجري لا يعطي احساسا بأننا في حالة مجابهة مثل رصف نهر دجلة في بغداد  وبناء الجوامع الفخمة والقصور الفارهة فضلا عن ان الجبهة الداخلية ينبغي ان تكون افضل .. اجابه احد الحضور ان الجبهة الداخلية في احسن صورها وبعد ان تحاورا لم يتوصلا الى اتفاق فأجابه المقابل لأن تقييم الجبهة الداخلية هو من اختصاصه كونه لواء في الأمن مدير المعهد الامني فأجابه السيد العاني غير تكلي من الأول اني لواء بالأمن حتى اكول الجبهة الداخلية تخبل اسندته في حينها بعد ان انكر عليه الحضور ما قاله .


 الثمن الذي يدفعه الانسان مقابل شجاعته بالتعبير عن رأيه في ظل النظام القائم باهض فنحن امام حالة مختلفة ومعقدة لأن المقدسات باتت كثيرة ومتنوعة والخطوط الحمر اكثر  ومنها محرمات دستورية يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر فضلا عن كثرة صناع القرار وتعدد مراكزه الخارجية والداخلية وكثرة امراء الحرب والسلاح  فكل شيء مقدس عدا الدولة ومؤسساتها وسلاحها فيمكن مثلا ان يدوس جندي الحشد الشعبي بحذائه على صورة قائده العام كما حصل على شاشات التلفاز واستطيع الجزم بأن القائد العام لو داس على صورة جندي حشد شعبي لقامت الدنيا ولم تقعد . 
ما الذي قاله السيد العاني ؟؟
•اختطاف وترويع وقتل لثوار تشرين دون معرفة الفاعل .
•مغيبين بالآلاف بلا قبور. 
•(100) الف مواطن في جرف الصخر لا يسمح لهم بالعودة. 
•كاتيوشا مصنعة في ايران تصيب المدنيين .
•طالب بوضع الميليشيات الارهابية على قائمة الارهاب .


يرجى ملاحظة انه لم يذكر اسم الحشد الشعبي مطلقا  ولم يقصده في قوله المليشيات .
اما ما قاله السيد الكعبي قبل ان يطلب التصويت على اقالة العاني فيتلخص بالآتي:
•لا يوجد ولا حالة اختفاء قسري ثابتة في العراق بمعنى لاوجود لأي مغيب واحد داخل البلد وكل ما يذكر من ادعاءات لم يتم اثباتها .. واستند السيد الكعبي في ذلك الى كتاب رسمي من مفوضية حقوق الانسان ويبدوا ان ما حصل في الصقلاوية والثرثار مثلا كان من ضروب الخيال .
•يجب على السيد العاني الا ينطق بما لا يمثل مجلس النواب  وأعرف ان السادة النواب المصرين على فتح ملف المغيبين ليسوا قليلين ومنهم السادة الدهلكي والمحمدي وعبطان وغيرهم الكثير 
•وصف كلام السيد العاني بانه غير دقيق .. باطل .. دعاية انتخابية .. مريضة ومقيتة .. ورخيصة برخص الشعارات الطائفية البغيضة التي اعتاد المتاجرة  فيها مرضى  وتجار طائفية فضلا عن ان معظم ما تكلم به كذب صريح وواضح  وبالدليل القطعي لا تعليق
•تحدث السيد الكعبي عن جرف الصخر وعن قدم القاعدة وداعش فيها وبعد تحريرها تم اعادة كل من لم يثبت انتمائه لداعش وهذا كلام مرعب فهو يعني ان لدينا عشرات الآلاف من الدواعش ولا نقول 100 الف في منطقة صغيرة فكم نجحنا في ترسيخ الفكر الطائفي وفشلنا في اشاعة الحس الوطني وكم ظلمنا الناس بحيث صاروا دواعش وألا فانهم لم ينتموا اليها لفكرها النير ولكننا دفعناهم لذلك دفعا بعلم او بدون علم .. بقصد او دون قصد انها الطائفية قاتلها الله . يقول السيد الكعبي في معرض رده بما يعني ان القوات الموجودة في جرف الصخر هي ليست ميليشيات خارج نطاق الدولة بل قوات امنية رسمية وتحت امرة القائد العام  وان وصفها بالميليشيات المجرمة كلام كاذب وخبيث وغير وطني ويساهم في خلق الفتنة ، وتفكيك الوحدة الوطنية .

 
وهنا اعترف كقانوني ان الحشد الشعبي قوة رسمية لديها قانونها واقصد  من يرتبط كل مقاتليه بهيئة الحشد وليس جزء منهم فقط  ولا يحق لأي من رموز الفصائل المنظوية تحت خيمة الحشد الشعبي الترشيح للانتخابات قانونا وتحت اي ذريعة اسوة بالقوات المسلحة الاخرى كالجيش والشرطة .. فهل هذا متوفر في القطعات الماسكة لجرف الصخر ؟؟ حقيقة لا ادعي المعرفة بذلك وحاول الكثيرون معرفة ذلك ومنهم السيد وزير الداخلية السابق الذي لم يسمح له بالدخول حسب وسائط التواصل ؟؟ الا ان مفوضية حقوق الانسان دخلتها وتأكدت ؟! .


ان مصطلح ميليشيات لا يعد سبة كما نتصور بل ان تعريفها هو جيش تشكله عادة قوات غير نظامية من مواطنين يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات وقد يكونون من ناحية تاريخية مقاتلين ينتمون لطبقات نبيلة مثل السام وراي والفرسان لو عاد السيد الكعبي الى تسجيل السيد العاني لتبين له بوضوح ان نعت الميليشيات المجرمة لم يكن مرتبطا بجرف الصخر ولا علاقة له بالحشد الشعبي بل بالميليشيات التي غيبت اكثر من 10 الاف عراقي قامت لجان عديدة بجردهم ووصلت حالتهم بالأسماء للسيد حيدر العبادي والى مجلس القضاء الاعلى اما مفوضية حقوق الانسان فهي ليست جهة قضائية لتقرر خلو العراق من اي مغيب خصوصا وأنها كغيرها ممنوعة من دخول جرف الصخر أن حل هذه الاشكالية الكبرى لن يتحقق بالهروب الى امام بل هي بحاجة الى حوار تحت قبة البرلمان دون ثوريات ومقدسات فالقدسية لله وحده ودون افتراضات مسبقة لأنها حالة ستبقى تهدد الوحدة الوطنية وتسعر الطائفية  وليس من يسعرها المطالبة بحلها وادانة مرتكبيها وانزال القصاص بهم كما جاء في تصريح الدكتور العاني والذي اعتب عليه لأنه كان ينبغي ان يجاهد بشجاعته المعروفة داخل البرلمان العراقي قبل ان يلجأ الى مؤتمر البرلمانات العربية الذي سوف لن يقدم شيئا .


قصد السيد العاني بالميليشيات المجرمة الذين قتلوا اكثر من الف متظاهر وجرحوا عشرات الالاف وخطفوا الكثيرين  وعيب علينا كلنا ان يبقى امثال هؤلاء بعيدين عن القصاص العادل بل ليس هذا فقط بل بعيدين عن حتى معرفة الحرف الاول من اسمائهم وكل ما نعرفه عنهم انهم الطرف الثالث على حد تعبير السيد وزير الدفاع الأسبق الذي لحق بكل من عبروا الخطوط الحمر .

أسأل السيد الكعبي : الم تكن الفلوجة كجرف الصخر؟؟ لماذا عادت الفلوجة تزهوا وأهالي جرف الصخر لم يعودوا ؟؟ ولماذا في الفلوجة كل شيء معلن وفي جرف الصخر كل شيء مخفي ؟؟ ولكون كل شيء مخفي فيحق للناس ان تتحدث بموجب خيالاتها فهناك من يقول مثلا بأنه لم يعد مواطن واحد الى جرف الصخر عدا الموجودين في حامية المسيب القديمة لأنهم لم يغادروا اصلا .

اخيرا .. الحوار ثم الحوار تحت راية عراقية وقبة برلمانية عراقية لا يرنوا من بداخلها الى دين او مذهب او عرق او خارج الحدود بل يكون العراق هو العرق والدين والمذهب


 

تعليقات

أحدث أقدم