المصلحون في زماننا

مشاهدات

 





عماد بن محسن الشنفري


يقول الامام الشافعي رحمة الله عليه

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا ....وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

عجبي علي زمان أختلت فيه الموازين وتغيرت فيه المفاهيم لم يعد الأحترام للشيخ او كبير السن بل اصبح  للمسؤول والمستتنفذ لم يعد التقدير للشاعر او الكاتب او الاديب او المثقف بل اصبح لمشاهير السوشل ميديا النقد البناء اصبح قذف وتشهير والمصلح اصبح مفتن كل هذه المعايير ازدوجت وتغيرت تذكرت كل هذا وانا ادخل مؤسسة حكومية لأجد الموظف الذي امامي يمارس عمله  بدون مراعاة  لمن يكون امامه فهو لدية سلطة علي طاولته تجعل منه الامر الناهي وانا شخص احتاج ألية في هذه اللحظات لذلك يعتقد انه الاقوي وانني الحلقة الاضعف ونسي قول الله عز وجل اجره يا ابي فخير من استأجرت القوي الامين فربط القوي بالأمانة في تأدية عمله وليس في سلطتة اليوم للأسف اصبح من يحاول ان يقول كلمة فيها نقد يراد به اصلاح بالمجتمع انهالت عليه السكاكين واصبح منبوذ بل قد يصل الي مرحلة رفع الدعاوي والشكاوي عليه ويواجه السجن والغرامة كل هذا لانه انتقد واقع مؤلم من خلال وسائل التواصل طبعا مع التفريق بين النقد البناء وبين التشهير والقذف .


حاولت مرة ان افهم رجل قانوني بأني تغريدتي التي انتقد فيها مؤسسة خدمية ليست بقذف بل هو انتقاد وان القذف هو لكائن حي ولكن للاسف انه لم يقتنع بقولي واصر علي كلمة قذف عندما تتعرض لمثل هذه النقاشات تجد نفسك محاصرا بالاتهام ربما من شاب في عمر ابنائك قد يكون جاف احيانا وصارم في توجية الاسئلة ربما هي طبيعة عمله تستوجب منه هذا الفعل حسب ما يراه وما تعلمه من قوانين وانظمة وربما تكون انت حققت انجازات بالعشرات ورفعت راية الوطن عالية خفاقة في اكثر من محفل وللأسف هذا ليس له مكانه في تطبيق القانون فأنت ارتكبت فعل من خلال نقد يراه المشرع مخالف للنظام ويراه  قذف هناك من يريد للمجتمع باكمله الصمت بل يكيل الاتهامات لاي منتقد او مغرد قال كلمة حق ليس فيها تشهير او قذف لفرد تسمع المطبلين يكيلون لك ابشع التهم من مريض او مجنون وقد تصل الي درجة خيانة الوطن بسبب تغريدتك هكذا هو من يحاول الاصلاح فالمصلح علية ان يعلم بأن فئات من المجتمع لن تتقبلة وخصوص تلك الفئات ذات النفوذ وستحاول ان تجعل منه درس لكل من يحاول الاصلاح وعلي المصلح ان يعلم بأن طريقة لن يكون مفروش بالورود بل بالشوك التي تنزف قدمية لكن مع كل هذا علية ان يعي انه افضل مكانة عند الله من الصالح الذي لا تسمع منه الا كل كلمة طيبه والذي ليس لدية اعداء ولسانه طيب بالاذكار .


نعم المصلح افضل من الصالح فالله عز وجل يقول (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍۢ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) ولم يقل صالحون والرسول علية افضل الصلاة والسلام كان قبل البعث صالح في اهله تحبه قريش لأخلاقه وامانته وعندما بعث بالنبوة اصبح مصلح فنفته قريش واهله واصبح منبوذ بينهم وحاربوه وقالو عنه مجنون افضل الصلاة والسلام عليه هذا لانه اصبح مصلح يريد لهم الخير وفي قصة الخضر وموسي عليهم السلام افضل العبر. فأحدهم صالح وهو سيدنا موسي والاخر مصلح وهو الخضر عليه السلا فماذا قال المصلح  للصالح لن تستطيع معي صبرا لأن الاصلاح قد تراه بعينك فتنه وكارثه بينما هو رحمه اليوم نحن في حاجة لنري المصلحون اكثر من الصالحين وعلينا أن نشد من أزرهم ولو بالكلمة الطيبه نحن بحاجة الي اعادة النظر في كثير من القوانين والانظمه التي تجرم بعض النقد في وسائل التواصل من تويتر وغيرها نحن بحاجة الي النقد البناء الهادف الذي يعين علي اتجاه البوصله ويشير الي نقاط الضعف والخلل نحن بحاجة الي قليل من المساحة في النقد وفي التعبير نحن حاجة الي مصلحين اكثر من مسؤولين صالحين .



المصدر : نبض عمان

تعليقات

أحدث أقدم