حول ثنائية الدور الامريكي والدور الايراني في ما حل في العراق من دمار وضياع

مشاهدات

 




د . نزار محمود


لنتذكر ويجب ألا ننسى كيف كان الموقف الامريكي تجاه العراق ونظامه بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية  والتي ما كان يراد لها ان تنتهي قد تغير ! وما هي الاتهامات التي راحت تسوقها الولايات المتحدة الامريكية ضد ذلك النظام بعد أن كان قد خرج من حرب طويلة مكتسباً خبرات قتالية وتصنيعية عسكرية كبيرة ومتوجاً بانتصار معنوي لافت  لكنه كان قد أصبح مثقلاً بديون مالية وخسارة في زمن بناء ونهوض من جديد . وكانت قضية حقول الرميلة وسياسات اغراق اسواق النفط للحفاظ على اسعار متدنية للنفط  كالقشة التي قصمت ظهر بعير العلاقة مع الكويت والامارات .

لقد بدأ العراق يشعر حينها ان هناك ما يحاك ضد نهوضه واسترداد قوته ومشروعه القومي فبدأ يتملل بتذمر ويبحث عن ما يخرجه من عنق زجاجة الضيق وكان فشل المفاوضات مع الكويت وخطوة غزوه لها قد تسببت له بالضربة القاضية التي انتظرتها الولايات المتحدة الامريكية للاقتصاص من نظام العراق واجباره على العودة طائعاً الى حظيرة الهيمنة الغربية لكنه أبى فلحقه الحصار والغزو والاحتلال . بيد ان الولايات المتحدة بجبروتها وعنجهيتها والسهولة النسبية في اسقاط نظام العراق بعد ان انهكه الحصار والعقوبات السياسية والعسكرية  ووقفت فرق التفتيش على كل صغيرة وكبيرة لديه على مدى يزيد عن عشر سنوات تفاجأت بعد اشهر من غزوها واحتلالها للعراق بمقاومة كبدتها خسائر بشرية ومادية كبيرة، جعلتها تفكر بطريقة أخرى في السيطرة على العراق والمنطقة وباسلوب تضرب به أكثر من عصفور بحجر فكانت ايران اداتها ووسيلتها بغض النظر عن ما يطفو فوق الماء من زبد ! وهكذا وقعت اتفاقية انسحاب قواتها في عام 2011  من العراق واحتفظت بالسيطرة الجوية عليه وبتوازنات قوى متصارعة على الأرض من ناحية وبالأكراد وقواعدها العسكرية من ناحية ثانية تاركة الميليشيات الولائية العبث في حاصر العراق .

من هنا يمكننا رسم السيناريو الامريكي في تدمير العراق الذي لعبت فيه ايران دوراً رئيسياً، على الوجه التالي :

1- الدور الأمريكي في الاطاحة بالشاه والاتيان بخميني وقيام الجمهورية الاسلامية الايرانية الطائفية الساعية لتصدير ثورتها أي المصممة على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وفي مقدمتها وعلى رأسها العراق صاحب المقدسات الشيعية في النجف وكربلاء .
2 - لقد شجع التغاضي الغربي والامريكي على وجه الخصوص التصريحات والتحرشات الايرانية على اندلاع الحرب العراقية الايرانية التي اريد لها الاستمرار أطول مدة ممكنة.
3 - وبرغم التجاوزات الحربية الايرانية على أمن الملاحة في الخليج العربي وتهديداتها للإمدادات النفطية ورفعها شعار: امريكا هي الشيطان الأكبر وفيالق قدسها وغيرها من المواقف والتهديدات وحتى التصادمات إلا أن أمريكا تعرف ماذا تريد في سياستها وتعاملها مع ايران .
4 - لقد أوكلت أمريكا  بعد غزوها واحتلاله للعراق أمر تدمير المقاومة العراقية وتحجيم قواه الوطنية لايران واذرع ميليشياتها الولائية ومهمة تدمير الاقتصاد والتعليم والنسيج الاجتماعي العراقي ومقسمة اياه واقعياً الى مناطق متناحرة دونما شعور بانتماء الى هوية وطنية واحدة .
5 - تشاركت أمريكا وايران في السكوت والاستفادة من نهب الثروات النفطية والمالية والفساد الخرافي المستشري في عراق ما بعد الاحتلالين .
6 - العمل المشترك على الغاء الدور العروبي للعراق واخراجه من دائرة توازن القوى مع الكيان الصهيوني واجهاض مشروعه القومي .
7 - التعاون على مسخ الهوية الوطنية العراقية وسيادة  الدولة التي اضحت اضحوكة في واقعها .

لكن بغداد الرشيد لن تموت !

تعليقات

أحدث أقدم