ملعب وعبرة

مشاهدات

 


ضرغام الدباغ


في ألمانيا سيفتتح قريباً ملعب لكرة القدم .. ملعب ذو مواصفات هندسية خاصة بتربة طبيعية خضراء كسجادة تصريف لمياه الامطار المدارج مسقفة ..الخ يتسع ل 35,000 الف متفرج في مدينة صغيرة كفرايبورغ (عدد سكانها 231.195) ابتدأ العمل في تشرين الثاني 2018 وينتهي العمل في النصف الأول من 2021 (سنتين ونصف) التكلفة 76 مليون يورو (مع حساب ارتفاع التكاليف في ألمانيا)

كلما شاهدت شيئاً جميلاً في أوربا أتذكر بحزن مؤلم العراق . وقبل أشهر في مرافعة طالب في دفاعه عن رسالة ماجستير طلبت منه أن يتلفظ بهذه الجملة بعد أن ينهي دفاعه " يقول أستاذي المشرف د . ضرغام الدباغ في بلداننا يوجد المال الضروري ويوجد المهندسين الرائعين والأرض والعمال وكل مستلزمات الإقلاع ولكننا لا نتقدم . لماذا .؟ ".

وعندما تلفظ الباحث بهذه الجملة . ارتسمت علامات الحيرة على وجوه الأساتذة أعضاء لجنة الدفاع والتقييم . ملاحظتي تعني أن قراراً قد أتخذ في مكان ما : ممنوع أن نحرز تقدماً . وهذا القرار يطبقه عراقيون للأسف . وكانت موضوع الرسالة لها علاقة بهذه الخلاصة الرهيبة ...

هل يجب أن نشتم بعضنا ... ؟ نعم وألف نعم ..!
هل يجب أن نقتل بعضنا ... ؟ نعم وألف نعم ..!
هل يجب أن نحرق بعضنا ...؟ نعم وألف نعم ..!
هل يجب أن ندمر بعضنا ... ؟ نعم وألف نعم ..!

وبالمقابل ..

أخوان فلنحاسب الفاسدين ....! لا وألف لا ..!
أخوان فلنحاكم القتلة ......! لا وألف لا ..!
أخوان فلنحاسب عملاء الأجنبي ..! لا وألف لا
أخوان فلنضع الشخص المناسب في المكان المناسب ..! لا ومليون لا ...!

الشعارات الرباعية الثانية هذه قضايا تعجيزية صعبة ... إثارتها في هذه المرحلة لا تفيد ... بصراحة هذه طروحات إرهابية ناصبية وبعثية ... ووهابية (رغم أن أكثرهم ثقافة لم يقرأ كتاب واحد عن الوهابية) ... مالعمل ...!
الحلول المقترحة :

1. أن يأتي البرابرة ليخلصونا وهذه دعوة غير مفيدة ولا أعتقد أن سينجم عنها خير عميم.
2. أن يعاد انتخاب نوري كامل المالكي فهذا انتحار بسم السانيد يقتل ما تبقى من أحلام.
3. أن يعقل الفرس أخيراً ويعرفون حدودهم وهذا مستبعد فالحل لمصيبتهم عسير ولكنه غير مستحيل.

4. الحل الرابع وهو الممكن الوحيد أن نقول للجار الأرجنتيني المحترم : أخي حل عن ظهرنا الله يرضى عليك ..! ونقول للمحتل الأمريكي : يا عم سام ما عندنا .. أو تبقى عندنا من قدرات .. بالكاد ... بالكاد وبتوفيق من الله نجتاز هموم العص السياسية والاقتصادية والبيئية المقبلة ..

هل هناك حل آخر ... بالتأكيد الحياة لا تخلو من خيارات جيدة وخيارات سيئة وحسب نياتكم ترزقون .. بتقديري هذا احتمال أرجحه وأضعه في مقدمة الاحتمالات " أيها العراقيون حتى لا تكونوا رقما في حسابات الخونة والعملاء والمحتلين ... " كونوا يدا واحدة أطردوا من صفوفكم كل من يطرح الفئوية والمناطقية والطائفية فهذه ألعاب المحتلين وأذنابهم . أتحدوا يا كل العراقيين اليوم ليس يوم يسار أو يمين .. اليوم مطروح على طاولة التشريح وطنكم الغالي ".

مصيبة العقل الشرقي أنه إذا أحب يوصل من يحب لمرتبة العبادة وهذا كفر وإذا كره يوصله لحد شرب دم من يكره وهذا كفر أيضاً.. أعزائي العراقيين يقال أن المحن هي المعلم الأعظم للشعوب ... إذا لم نستوعب النظريات من الكتب .. بسيطة ولم نتعلم من تجارب غيرنا .. سهلة ولكن أن لا نتعلم من كوارثنا ... فهذه مصيبة المصائب.! وحتى بعد 18 سنة .... معقولة ...!

لا أدعو أحد إلى كفاح ونضال مسلح ..لا ... ولا إلى تنظيم ثوري اشتراكي تقدمي .. قد لا يوافقني بعضكم ولكني أريد شيئ بسيط جداً بمقدوركم فعله بسهولة وبغير تعب ... أحبوا بعضكم .. وقاطعوا محتليكم .. وأحتقروهم ... وبس ...!

أما أنا فسوف لن أكف عن الحديث والكتابة والإشارة بلغة أدبية وكشف عورات الخونة ونشر الوعي للناس بحقيقتهم كونهم متعاونون مع الاحتلال .. وهل هناك عار أكبر ...؟ 


تعليقات

أحدث أقدم