لماذا تتحاشى واشنطن التصادم مع طهران ؟

مشاهدات

 



د . نزار محمود


الدول لا تتخذ خطوات كبيرة دون تمحيص وتدبر في عواقبها في ما ستكلفها تلك الخطوات وفي ما ستعود لها به على المستوى الاقتصادي والسياسي كما أنها كانت قد بنت لها من المؤسسات واحداثيات قرارات ما يعينها على تبني هذه الخطوات أو تجنبها فرغم ما يبدو من شخصانية في صنع القرارات الا انها لا تنطلق من الفراغ أو العدم دون الغاء تام للتأثيرات الشخصية لقياداتها منذ ما يزيد عن خمسين سنة نعيش نحن العرب  من أجيال الخمسينات وما بعدها سياسات للغرب متشابهة في جوهرها تجاهنا وهي للأسف لا تتناغم مع حاجاتنا وأحلامنا وهنا يطرح سؤال نفسه : هل أننا لا نفهم ما يحكم صنع السياسات والقرارات لديهم أم أننا ربما الى هذا الحد أو ذاك فهمناها لكنه لا حول ولا قوة لنا أزاءها ؟ إنني واحد ممن يفهم في الاثنين أسبابها .


علينا أن نعرف ماذا يجب أن تقرأ وأن نفهم ونعي ما نعيشه من واقع غير متنازلين عن حق وحقيقة نسعى لها ولكن بحكمة واستعداد وشيء من الجرأة واستعداد للتضحية . ان نظام ولاية الفقيه في ايران ليست قضية عابرة أو موجة عفوية جاءت لتمر دون تحقيق أهداف معينة، عمل على تهيئة اشتراطاتها وأدواتها كثير من المؤسسات وحسب لها ألف حساب . مع بداية سبعينات القرن الماضي ضعف شاه ايران ليستمر في لعب دور شرطي الخليج ويساهم في ابتزاز دوله العربية تزامن معه بروز نظام في العراق أمم عمليات النفط وعقد اتفاقية استراتيجية مع الاتحاد السوفيتي ومضى في دعوته الى وحدة الأمة العربية وتحرير فلسطين وبناء جيش ونظام تعليمي قوي، وقبل هذا وذاك أحكم قبضته المركزية على الشعب فلا مؤامرات ولا تمردات كان آخرها ما أخضعها بعد توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 مع شاه ايران وعندها كان لا بد من معاقبة ذلك النظام وابتداع ما يهدم ويبتلع ويستنزف المنطقة الغنية برمتها فكان خميني هو من كان يبحث عنه من سكين مبرر لذبح العرب والإسلام ومن حينها يعيش العرب والمسلمون حال تناحر دموي وهدم وتدمير لا مثيل له واستنزاف وابتزاز مالي واقتصادي وسياسي يقود الى نهايات مجهولة غير سارة على الأرجح للأسف .


توالت قيادات كثيرة في الولايات المتحدة الأمريكية من جمهورية وديمقراطية هددت وناورت وضربت من بعيد أدانت وشجبت حاصرت وعاقبت لكنها لم تجلب معها ثلاثين دولة لغزو ايران واسقاط نظام الملالي كما فعلت مع عراق صدام حسين وقد يكون من السذاجة تصور ذلك ! لماذا ؟ ان المتتبعين المنصفين العارفين بخفايا الامور وما يدور خلف الكواليس يدركون من أطاح بالشاه ولماذا ويفهمون من أتى بخميني ومن أجل ماذا ولو لم يكن خميني قد رفع شعار تصدير الثورة وتكفير الآخرين من المسلمين وقام بتدخلاته في شؤون الغير لما كان قد عاش نظامه الى يومنا هذا . ان لعبة الغرب مع ايران وموقف واشنطن من طهران لا يمكن فهمها دون تدبر ما أشرنا له من تلميحات لا يغفل معانيها من نبيه . مسكينة ايتها الشعوب الضعيفة تدفعين بأرواحك ودمائك وثرواتك ومستقبل أطفالك ثمن الجشع والشر والعنجهية والجهل والتخلف والفرقة واللا قوة !.


تعليقات

أحدث أقدم