إيران والاتفاقية الصينية

مشاهدات

 


عبد الحليم الرهيمي

وقعت الصين وإيران في 27 آذار المنصرم اتفاقية التعاون الاقتصادي الستراتيجي التي تضمنت قضايا دفاعية وثقافية وسياسية واقتصادية كما كشف ذلك المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة وحددت مدة الاتفاقية ب 25 عاماً ومقدارها 400 مليار دولار هذه الاتفاقية والملاحق السرية المرفقة بها التي لم يعلن رسمياً عنها لم تحظ برضا الرأي العام بل عبّر عن رفضه الواسع لها الأمر الذي أدى الى بعض الدعوات للمطالبةً بإلغائها إذ اكد المعترضون أن لا لبيع الوطن وإيران ليست للبيع ونناضل ونموت ونستعيد إيران .. وغيرها من الشعارات .


معترضون ومحللون وصفوا هذه الاتفاقية بأنها تشبه اتفاقية تركما نجاري التي عقدت بين إيران القاجاريه والإمبراطورية الروسية في عام 1828 والتي انهت الحرب التي وقعت بين البلدين خلال 1826 -1828 إذ تنازلت إيران بموجبها عن اقليمي أيروان وأنخجوان لصالح روسيا وألزام إيران بدفع 20 مليون روبل وتعويضات أخرى لروسيا . هذا الاعتراض على الاتفاقية والتي وصفها متحدث بأسم الحكومة بأنها حرب دعائية ونفسية تقوم بها نخب من النشطاء السياسيين لا تريد التوصل إلى اتفاق خارج نطاق الرأي العام !!غير أن ذلك لم يقلل من تصاعد الاعتراضات التي كانت متواصلة أساساً لأسباب معيشية واقتصادية وسياسية  فزادتها الاتفاقية الجديدة غضباً وإصراراً . 


وبينما شبه بعض المتظاهرين الاتفاقية مع الصين باتفاقية  تركما نجاري المجحفة مع روسيا اعتبرها آخرون أنها انتفاضة تستلهم وهج ثورة التنباك التبغ التي اندلعت العام 1890 في أعقاب توقيع حكومة الشاه آنذاك اتفاقية مع شركة بريطانية تقضي باحتكار زراعة التبغ وبيعه وأرباحه للشركة المذكورة الأمر الذي أدى الى اندلاع تظاهرات عارمة ضد حكم الشاه ومما زادها بعد ذلك قوة وتأججاً فأصدر المرجع الاسلامي الشيعي في مدينة النجف بالعراق حسن شيرازي فتوى تحريم تدخين التنباك والتي لقيت التزاماً واستجابة تامة حتى من أفراد عائلة الشاه نفسه فتصاعدت التظاهرات وأقدمت السلطات الأمنية لأطلاق النار على المتظاهرين وقتل 7 منهم  بعدها أرغِم الشاه على إلغاء الاتفاقية وإذ حققت التظاهرات هدفها المباشر بذلك فإنها مهدت لإجراء تغييرات سياسية بعد نحو عقد ونصف بقيام الثورة الدستورية المشروطة عام 1906-1907 وفرضت على حكم الشاه تشريع دستور يتسم بتضمين مواد دستورية مشروطة.. فالى أين ستؤدي الاعتراضات ضد الاتفاقية مع الصين ؟ .


المصدر : المدى


تعليقات

أحدث أقدم