شهداء بلا تعويضات مخاوف عراقية

مشاهدات




حذّر تقرير أميركي من مخاوف عراقية من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران مشيراً إلى أن التعبئة الجماهيرية التي تلت فتوى المرجع الديني السيستاني بالجهاد الكفائي كان لها عواقب بعيدة المدى وبحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست عندما جاءت الدعوة لمحاربة  تنظيم داعش امتدت صفوف المتطوعين إلى حد كبير وجمع الأصدقاء الأموال لدفع تكاليف النقل إلى مكاتب تجنيد المتطوعين وكان الشبان يتدافعون في حافلات متجهة للخطوط الأمامية ومع خسائر الجيش العراقي تولت أمر المواجهة ويقول احد الذين  انخرطوا سابقاً في فصيل مسلح كان الأمر يتعلق بشيء واحد فقط هو العراق . 


واليوم بدأت هذه الفصائل بالتصعيد من عملياتها وهجماتها الصاروخية على المواقع العسكرية الأميركية مهددين بإشعال حرب أوسع بين الولايات المتحدة وإيران بينما يتحدث كبار المسؤولين في واشنطن وطهران عن استعادة الاتصالات الدبلوماسية  وينظر المسؤولون الامريكان على أنهم مجرد وكلاء في حملة لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي فجذورهم  تتركز من جنوب العراق الشيعي بعد أن استجاب عشرات الآلاف لنداءات المرجع بحجة محاربة  تنظيم داعش وأصبحت ألآن قوة اقتصادية متنفذة في جميع أنحاء المؤسسات الحاكمة في البلاد وعندما اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة في تشرين الأول 2019  قامت بقمعها بقوة مميتة وكثيراً ما اتهمتهم جماعات حقوق الإنسان بارتكاب انتهاكات ضد المتظاهرين . يقول عبد الله ذا ال 58 عاما لقد شعرت بالندم لأنني سمحت لأخي بالقتال في الفصائل المسلحة وأدعو من الله كل يوم لأعيش طويلاً بما يكفي للاعتناء بأطفاله بعد ان قتل قناصاً من تنظيم داعش شقيقه حيدر في كمين وفي زاوية منزل العائلة جلس كرار نجل حيدر يستمع لكلام عمه وعندما قتل شقيقه كعضو في فصائل مسلحة عراقية توقع عبد الله أن يتمكن من بناء منزل جديد على أرض من قوات الحشد الشعبي لكن هذا الوعد لم يتحقق  . وفي الناصرية ذات الغالبية الشيعية تصطف وجوه المجندين القتلى مثل حيدر في الشوارع على لوحات إعلانية باهتة وأشباح من الماضي تتحدث عن مقدار التضحية بهذه المدينة وتبرز وجوه هؤلاء الشهداء وهو مصطلح  يشير إلى أنهم قُتلوا أثناء تأدية الواجب الديني بشكل بارز في حملات تجنيد الفصائل .


وكتعويض عن وفاتهم تلقت عائلات الشهداء تقليدياً الأرض والمدفوعات الشهرية من اللجنة التي تدير جميع شؤون الحشد الشعبي لكن بالنسبة لبعض العائلات الأكثر فقراً فإن هذه المزايا بدأت في الانقطاع الآن مما يزيد الاستياء ممن اعتمدوا عليها ذات مرة لشبكة الضمان الاجتماعي وتُركت بعض عائلات القتلى يلتقطون القطع ويحتفلون علناً بشجاعة أبنائهم لكنهم يشعرون بأن الميليشيات التي قاتلوا وماتوا من أجلها قد هُجرت ويصفون ما تعرض له أبناءهم بأنه خيانة لقد وعدونا بالأرض قال ستار البالغ من العمر 59 عاماً وعدونا بالتعويض وفي المرة الأخيرة التي ذهبت فيها إلى مكاتبهم رميت جميع أوراقنا على مكاتبهم وأخبرتهم أنني أتمنى لو لم أرسل ابني أبداً فلم يبقى منه الا صورة علقت على الحائط  والذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً عندما أصيب بجروح خطيرة أثناء القتال مع منظمة بدر في عام 2015  وفي مكالمته الأخيرة لعائلته قال إنه في طريقه إلى الخارج ومن ثم تم الهجوم على اللواء ولم ينج مشتاق من الرحلة إلى المستشفى وقالت العائلة إنها تلقت حتى العام الماضي مبلغ 900 ألف دينار عراقي شهرياً أي ما يعادل أكثر من 600 دولار بقليل من بدر ولم يتلقوا أي تفسير لسبب توقف الدفع  قال ستار يقولون إنها ستعود لكنها لم تعد .


المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم