ماقل ودل : خربها.. وكعد على تلها !!

مشاهدات

  


عبدالكريم الوزان 

يحكى أن جحا ارتكب ذنبا يستوجب القتل فقام أهل القرية بوضعه فى كيس كبير/ كونية تمهيدا لالقائه فى البحر لكي يلقى حتفه  وبالفعل وضعوه على شاطئ البحر على أمل تنفيذ الحكم على مرآى ومسمع من الناس  ثم تركوه وانصرفوا  . في هذه الأثناء كان أعرابي  بالجوار يرعى أغنامه فسمع صوت جحا من داخل /الكيس وهو يصرخ  : ما أريد الزواج بها يا ناس حرام عليكم ..هو الزواج مو بالقوة ولاجبر !! فقال  له الأعرابي ما بك  فرد عليه من داخل الكيس : يريدون مني أن أتزوج إبنة السلطان الجميلة وانا لا أرغب بذلك فرد عليه : خذ أغنامي وأتزوج أنا ابنة السلطان فقال له جحا ..نعم على شرط أن تدخل فى الكيس بدلا مني  وفى الصباح حينما ياتون اليك وقبل ان يفتحوا الكيس قل لهم انك موافق    وبالفعل تبادلا الأدوار وأخذ جحا أغنام الراعي وانصرف الى الجبل .

فى الصباح أتى الناس وحملوا الكيس ظنا منهم أن بداخله جحا والراعي من داخله يردد بفرح ...انا  موافق انا موافق .. حتى ألقوه بالبحر. وفى اليوم التالي رأى الناس جحا يمشي بينهم ومعه أغنام كثيرة فاستغربوا وهم يتساءلون فيما بينهم : بالأمس رميناه فى البحر واليوم معه كل هذه الأغنامّ !! فرد عليهم :  يا أغبياء القيتموني على مقربة من الشاطئ ووجدت أغنام كثيرة ولو ألقيتوني أبعد من ذلك  لكان معي جمال وماشية أكثر من هذا بكثيرّ. ولطمع اهل القرية  أخذت كل امرأة تحمل زوجها وأبناءها وتلقي بهم فى عرض البحر ظنا منهن أنهن سيحصلن على كثير من الجمال والماشية   فمات رجال القرية جميعا وانتقم منهم جحا وهو جالس في أعلى التل يتفرج فضُرب المثل : خربها.. وكعد على تلها (1) .

اليوم ما أكثر الذين خربوها وكعدوا على تلها ولدينا أمثلة كثيرة منها دول كبرى واقليمية - سبق وان دمرت العراق ونهبته ومازالت - وهي اليوم تتباكى على البلاد وتجعجع بالديمقراطية والدين وحسن الجوار . وهناك من دعى الغزاة لاحتلال ديارنا واليوم يتناسى ذلك ويدعو لطردهم وكأن الموضوع  دكة عشائرية !!.  كذلك استيراد الفواكه والخضر على حساب اقتصاد البلاد ودخل المزارعين المعاشي على الرغم من أن العراق بلد مصدر ادى الى مشاكل اقتصادية واجتماعية جمة فخربوها وكعدوا يصدّعون رؤوسنا بخدمة الناس وتحسين أحوالهم المعاشية وحماية مصالحهم وقس على ذلك ماحصل مع التعليم من تدنٍ وترهل واسفاف لمختلف المراحل والدراسات وغير ذلك كثير ما لايسع حصره وذكره هنا. يقينا لن يحيا المواطن بأمن وعز وكرامة ويعيش حياة حرة كريمة مالم يكن لديه انتماء حقيقي لوطنه وهذا لن يتحقق مالم يكن الوطن حرا قويا  مستقلا يأبى تدخل الأجنبي في شؤونه  ولا يفسح المجال للغرباء للإستقواء على مواطنيه تحت أي باب أو ذريعة وقد أدرك الشعب ذلك أخيرا بفضل تطور وانتشار وسائل الاعلام وبرامج التواصل الاجتماعي ومواقع  السوشيال ميديا حتى بات هناك خطاب اعلامي ظاهر أو مخفي للرأي العام في طريقه للتبلور وصولا  للانفجار عندها لات ساعة مندم  ولن يكون بمقدور من خربوها.. ان يكعدوا على تلها  !!

 1- بتصرف وتعريق مدونة كنوز المعرفة قصة مثل خربها.. وقعد علي تلها ! كنوز المعرفة 29  أغسطس 2018

تعليقات

أحدث أقدم