كورونا محنةٌ ام مِنحة ؟

مشاهدات

 


فائزة محمد علي فدعم

كلما كبرت وتقدمت في السن كنت اتعلم اشياء جديدة وكأنني لأول مرة اواجه الصعاب في حياتي . ودائما كنت اقول ان الله سبحانه وتعالى لن يخذلني قط . افقد اشياء احبها فأفاجأ بانه يمنحني الاحسن . اصبت بما لم يخطر على بال احد واحتار منها حتى الاطباء وتجاوزتها بقوة الله . كان اخرها امراض الدم C. l . l وهو مرض مزعج انهكني ولا ازال اعاني منه . لكني استمريت بالعطاء والتواجد والتأثير في حياة عائلتي الكبيرة . استيقظت يوما على شيء لا اعتقد اني سأرى أسوا منه . عانيت كثيرا ولم استطع ان اقاومه وبعد الفحص والتدقيق تأكد انها الكورونا . كانت مع امراضي السابقة تعني الموت المُحتَّم . وبعد يومين في احدى المُستشفيات الخاصة ارسلت الى الحجر الصحي والكل كان يعتقد انها النهاية . حالتي تتدهور مع انخفاض حاد في نسبة الاوكسجين وكبر سني ومع كل هذا واجهتني مشكلة الجفاف التام .

كانت المغذيات والاوكسجين لاتفارق جسدي الضعيف ليل نهار لمدة خمسة ايام لدرجة اختفاء الاوردة . ولا اخفي عليكم في بداية الامر استسلمت وقلت انها نهايتي . آلامٌ لا حصر ولا طاقة لي على تحملها ولولا رحمة ربي لكنت من الهالكين . وبعد ايام تماثلت للشفاء وتبين انها كانت اجمل ايام حياتي واسعدها لأنها كانت منحة من الله لي واكتشفت ايضا انني كنت محاطة بمن يحبني وكانوا كثيرين . اهلي واختي واولادنا وبناتي واحفادي وأقربائي وجيراني وحب الناس . الكل يسأل عني ويدعوا لي بالشفاء صباح مساء . الاتصالات من جميع البلدان والمُتابعين واصدقاء الفيس بوك وخاصة كروب اهل اللوة مع قبطان السفينة الاستاذ جمال صفر وركابها النجباء اهل بعقوبة وكذلك التواصل الدائم من قبل الاستاذ زياد الشيخلي المدير العام لمجموعة الحدث الدولية والسيدة المحترمة التي حاورتني سابقا من المانيا ولاء العاني مع صديقاتي الحبيبات اللائي كتبنَّ على صفحتي وتعليقات الاخوان والاخوات على الماسنجر كل يوم في كافة وسائل الاتصال . كل ذلك كان حافزا لي على محاربة المرض والانتصار عليه بمساعدة جميع اطباء الذين خرجوا لتوديعي والكادر الصحي الذين اوصلوني الى الباب . شفيت تماما وبعد فترة النقاهة اصبت بخثرة في ساقاي وهي الجلطة الثالثة في حياتي بسبب قلة حركتي وانا واثقة باني سأقهرها كما فعلت مع امراضي السابقة . دعمكم ودعائكم كان سببا رئيسيا في سعادتي فانتم عائلتي الثانية وانا احبكم في الله واذا اردت ان اشكركم فلايوجد ما يفيكم حقكم ولكن ارجو الله القادر على مكافئتكم بدلا عني وان يجزيكم خير الجزاء . واذا اردت ان اذكر اسمائكم سأحتاج الى ايام ولكني كتبتها في قلبي ووجداني لإحصيها في روحي ولن انساكم فانتم اعيادي المقبلة والدائمة .

يمكننا الانتصار والتغلب على الصعاب دائما لو توكلنا على الله اولا ثم وثقنا في انفسنا مع الدعم الذي يقدمه لنا مُحبينا .

 



تعليقات

أحدث أقدم