مدينتي خاوية

مشاهدات

 


هند شوكت الشمري

في العام الماضي عندما كنت انتظر الربيع وانا اشعر بالسعادة وكيف ستاتي اللحظة التي اخلع فيها معطفي . قبعتي وقفازاتي الصوفية .  والاعلانات تنشر عن الاطفال كيف يسرحون ويمرحون في البيوت والحدائق والشوارع المليئة بالسيارات والناس فرحين بالتغيير الاتي على الاشجار والحدائق والزهور وواجهات المحلات من ديكورات والبسة ... الخ . وتمر الايام وبين الحقيقة والحلم خيم علينا شبح كورونا وعلى الرغم انه متناهٍ في الصغر الا أنه يزور الجسم ولا نقدر على رؤيته بالعين المجردة . شئنا ام أبينا فقد اقتحم حياتنا دون ان يطرق الابواب وبعثر افكارنا وغير بوصلتنا واصبحنا في عزلة تامة عن بَعضُنَا . عانينا الكثير من الحُزن والفراق والضيق من جهة ومن جهة بعض الارتياح والرضا والقلق . شكونا لبعضنا همومنا وعبرنا عن اشواقنا بالابتعاد من خلال الاجهزة الالكترونية واقسى ما رأته عيني هو لقائي بأعز الناس ولا استطيع احتضانهم او تقبيلهم ... اصعب ما كنت اعانيه عندما اسمع أن شخصًا منا اصبح طريح الفراش في المستشفى ولانستطيع زيارته لأنها ممنوعة واذا حصلنا على الموافقة يجب علينا ان نرتدي زيا كملابس رجال الفضاء واصبحت حالاتنا تزداد تعقيدا ومخاوفنا تكبر ولو فكرنا بعمق ماذا ان حدث شيء واتى الغد ولم نكن معاً .


اصبح يجتاح العالم بأسره . اخذت أفكر قليلا وراودتني بعض التساؤلات . هل هي من صنع الله . ام البشر ؟


اين كنا والى اين وصلنا . لم نكن ندرك حجم النعم ولم نشكر الله عليها . سلامنا على بعضنا . سفرنا تبضعنا ولقاؤنا بأحبتنا . تجمعنا في الجوامع للصلاة ولقاءنا في الاعياد والمناسبات وجميع انشطتنا التي كانت نعمة . أما اليوم فقد اصبحت حسرة …


عندما كنت املُّ من الوقت الطويل اخرج امشي قليلا في مدينتي وقد فرضت علينا القوانين ان نكون اثنين فقط حتى في الشارع فلا اشاهد قريب ولا صديق ولا رفيق ولا جار فقد اصبحت الدروب خالية والمحلات مغلقة . جميع الاجواء لم يكن لها طعم . كل شيء بات موحشاً وتراجيدياً واصبح قريبًا للجنون وتغير في لمح البصر فقد كشفت الرأسمالية عن وجهها واصبح زمن الصين الزواحف والتكذيب ولكن قلة منا هم القادرين على إضافة واقع مختلف في حياتنا وعالمنا ومدينتنا التي لا احساس فيها وباتت خالية من الارواح وسكنَّاً للأشباح


تعليقات

أحدث أقدم