في العراق : السُــنّة مسبيون والشيعة أسرى!

مشاهدات

 



هارون محمد

أين ما يولي الســني العربي وجهه في العراق فثمة رصاصة تنتظره أو سيطرة أمنية تحتجزه أو محكمة تحبسه أو سجناً يسحبه فهو مطلوب بغض النظر عن عمره ومكانته وموقعه حتى أولئك المنبطحون للسياسيين الشيعة والمتعاونون مع المليشيات الولائية الإيرانية يُعاملون باستخفاف وإهانات بل يصل التعاطي معهم إلى درجة الاحتقار لهم وقبل مدة ذهب وفد من التكارتة إلى نوري المالكي يعرضون عليه ظلامتهم فاستقبلهم رئيس حزب الدعوة وعلى وجهه ابتسامة صفراء زرقاء وسألهم : شنو القصة ؟ وكأنه لا يدري فتحدثوا وأفاضوا وندبوا حظوظهم وعددّوا المصائب التي نزلت على رؤوسهم فهوّن الأمر عليهم وسقاهم شاياً وقدم لهم قهوة وسرحّهم بعبارات : هذا ما يصير لا هاي ما مقبولة وانتهى اللقاء وخرج القوم وكل واحد ينظر في وجه صاحبه فقد ضحك عليهم وتلاعب بهم والتقط الصور التذكارية معهم من دون أن ينتبهوا إلى أنهم شرحوا صدر الذي ينظر إليهم بوصفهم من أتباع يزيد بن معاوية وفدوا على حامل لواء الإمام الحسين في طويريج وتمرغوا عند قدميه .

وعندما يعترف النائب عن محافظة صلاح الدين وعضو لجنة الأمن والدفاع جاسم جبارة على شاشات التلفزة أنه لا يستطيع المرور أو الوصول إلى مناطق بعض أهله وعشيرته لأن نقاط الحشد تمنعه والسيطرات الأمنية توقفه  فانه يُعطي صورة مُكبّرة عن حجم الاذلال الذي يتعرض له برلماني سني له حصانة وفي منطقته فكيف بمواطن عادي على باب الله لا قوة عنده ولا ظهراً يسنده .

وقد صار معروفاً حتى للقوات العسكرية والأجهزة الأمنية الحكومية المنتشرة في المناطق والمحافظات السنية العربية أن المليشيات الولائية الموجودة في هذه المناطق والمحافظات هي التي تحكمهما بالاحتلال والاكراه وهي الآمر والناهي فيها وقطعات الجيش وقوات وزارة الداخلية إما متفرجة أو ساكتة أو متواطئة وقسم منها ضالع في الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون ويبدو أن جبارة خاف من ذكر الأسماء مثل زميله مثنى السامرائي صاحب دكانة المسار الوطني الذي يُشرّق ويُغرّب ولا تسمع منه غير جعجعة بلا طحن .

ولأن نواب صلاح الدين وأغلبهم أهل منفعة وانتفاع وهمهم الاثراء ولذيذ المتاع فأنهم ينتظرون المدد من مصطفى الكاظمي وهم يعرفون أنه مثل الزوج المخدوع  لا يحل ولا يربط، واسمه في الحصاد ومنجله مزنجر برغم أن تحت يديه وثائق ومعلومات عن عمليات تعاون وتخادم بين قادة المليشيات ومسؤوليها وبين خلايا تنظيم داعش في صلاح الدين وديالى وغربي الانبار وجنوب الموصل وخط الحدود العراقية ـ السورية من سنجار واليعربية وربيعة إلى القائم والرطبة وقبل ثلاثة أسابيع جرت عملية مُضحكّة ومُبكية عندما هاجم مسلحو داعش رعاة غنم في بادية الحضر وقتلوا واحداً منهم وهرب الباقون واستولوا على قطيع من أربعمائة رأس وفجأة أحاطت بهم قوات الحشد الولائي واضح أنها كانت تراقبهم فمكنّت المسلحين من الاختفاء واستحوذت على القطيع ونقلته في عشرين لوري حمل، إلى سوريا وسط توسلات أصحاب الحلال الذين زُجروا وهُددوا وتهمة التعاون مع داعش جاهزة .

وفي محافظة ديالى التي تؤكد بيانات الحشد وبلاغات الجيش والشرطة والأمن والاستخبارات أن عديد الدواعش في المحافظة لا يزيد على المائة بينما تتجحفل فيها فرقة عسكرية كاملة الخامسة وتسعة ألوية حشد والآلاف من عناصر الشرطة المحلية والاتحادية كلها مجتمعة لا تستطيع شل حركة الدواعش المائة أو قتلهم هل تُصدقّون ذلك ؟ إنها لعبة يقودها: أبو فدك المحمداوي وهادي العامري وقيس الخزعلي وينفذها على الأرض محافظ ديالى مثنى التميمي وقائد محور الحشد في المحافظة طالب الموسوي والناطق بلسانه الملا المعمم صادق الحسيني والرجاء لا تسألوا : كيف وماذا وأين ومتى ؟ وتأملوا المشهد جيداً ثلاثون ألف عسكري وحشدي في مواجهة مائة داعشي والحساب عندكم .

والتفتوا لدقائق إلى ما يحدث في حزام بغداد في الطارمية والمشاهدة والراشدية والتاجي وأبو غريب والرضوانية والمدائن وقد بات أهلها رهائن جميعهم متهمون بالتعاون مع داعش حتى أولئك الذين حملوا السلاح وقاتلوا التنظيم وفقدوا أخوةً وأبناءً وأعماماً وأخوالاً لم يسلموا من فرهود الحشد الولائي لأراضيهم ومزارعهم وبساتينهم وطارمية الوجع والفجيعة تنزف دماً في كل يوم وأحد المرتزقة دعا علناً إلى تطبيق سيناريو جرف الصخر عليها .

وعلى جبهة الشيعة العرب، فإن قادة الأحزاب والمليشيات الولائية، استخدموا معهم، آخر تقنيات القنص، وأحدث وسائل التغييب، وحولَوا ساحات الحراك الشعبي في بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوبية إلى أجساد محروقة وأشلاء ممزقة بالكاتم والدهس وإشعال الحرائق والسبب أن المتظاهرين السلميين عرب أمجاد وأهل تشيّع علوي أصيل وليس في بدنهم عرق دساس ولا يشترون خامنئي ورهطه بفلس خرجوا بأصوات عالية وصدور عارية يطالبون باسترداد وطنهم المحتل والمنهوب .

وواهم من يظن أن مصطفى الكاظمي رئيس وزراء حقاً وقائد عام القوات المسلحة صدقاً فهو مغمض العينين وأطرش الاذنين ومتخندق في مبنى مجلس الوزراء حيناً ومختبئ في بناية جهاز المخابرات أحياناً وعلى العراق السلام .



تعليقات

أحدث أقدم