إرهاصات سياسية في الأنظمة البدوية

مشاهدات




د . نزار محمود


تسيطر في مجتمعاتنا الشرقية على وجه الخصوص انظمة حكم وقيادات بدوية مدنية أو عسكرية رغم تعلمها وحصولها على مؤهلات علمية وشهادات اختراع أحياناً ! لكن الانسان يجب ألا يعجب من ذلك عندما يجلس ليفكر ويحلل بهدوء تاريخ مجتمعاتنا وثقافتها وتركيباتها الاجتماعية هذا التاريخ وتلك الثقافة تناقلناها تربية وقيماً وسلوكاً في حياتنا . لا نريد ممارسة جلد الذات لكن علينا أن نقر بها ونتعامل معها اذا ما أردنا لمجتمعاتنا تجنب تداعياتها السلبية دون التنكر لإيجابياتها .


تقوم قيم البداوة في الحكم على العصبية القبلية، ظاهرة ومستترة وعلى الأعراف العشائرية  وأصول  الحسب والنسب ومناطق واحات المعيشة وقد يضاف لها كما هو الحاصل الآن في العراق العصبية الطائفية العابرة لحدود الوطن والمواطنة لذلك لم تنجح معنا انظمة حكم وطنية ولا قومية ولا يسارية  ولا دينية عادلة ! في ظل مثل هذه البيئة يعاني نفر من المواطنين ممن يعتقد بقيم وجماليات المواطنة المدنية وبحكم دولة القانون والحريات الفردية وفي مقدمتها المساواة والعدالة بين المواطنين حقوقاً وواجبات .


كم نجد من يذرف الدمع صامتاً ومن يكتب في معاناة ساكتاً ومن يفرغ أحاسيسه في لوحة أو قصيدة شعرية أو رواية أدبية أو نص مسرحية أو سيناريو أفلام ؟! كم هم أولئك الذين ارتضوا الغربة والهجرة ليعيشوا حياتهم على أمل عودة إلى وطن قد لا تتحقق في سنوات عمرهم أو قد يعودوا اليه بوماً ولم يعد قد بقي منه غير ذكرى الزمان ...


تعليقات

أحدث أقدم