عشرة اشكاليات في الحوار

مشاهدات



 د . نزار محمود


ليس هناك من عمل إنساني يرقى إلى الاحترام أكثر من الحوار فهو عملية تتسم بالعقلانية التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى فهو به يكبر ويقوى ويعيش في أمن وسلام وبدونه يتحول الى كائن ضعيف أو طائش أو  طاغية أو دكتاتور والديمقراطية والتشاور عمليتا حوار دائم بأشكال تقترب وتبتعد بعض الشيء عن بعضهما لكنهما لا تقومان ولا تعيشان دونه بيد أن الحوار لا يقتصر على المفهوم بل يتعداه إلى الممارسة في اشتراطاتها المحددة وفي هذا الإطار تظهر اشكالات في تلك الممارسة أحببت التطرق لها دون إدعاء أنني شخصياً متسامياً عن الوقوع في مطبات بعضها  : أشرت إلى أن الحوار عملية إنسانية تضم شخصين أو أكثر تعمل على تبادل الأفكار والآراء في موضوع أو  موضوعات محددة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة لها أما أهم ما يمكن أن يظهر من إشكالات فهي :

1- اشكالية معرفة احد المتحاورين كل شيء :
هناك من يشارك في الحوار منطلقاً ومعتقداً أنه يعرف كل شيء وبالتالي يصعب مخالفته الرأي أو التحاور معه أو التعليق أو حتى الاضافة على ما يقول .

2 - المحاور الذي لا يقبل النقد :
هناك من لا يقبل النقد بتاتاً كيفما كان وتراه يتشنج ويغضب وربما ثار وترك الحوار .

3 - المحاور الذي لا يجيد فن الحوار
للحوار آدابه في الانصات والاستماع والحديث في المقاطعة والمداخلة والتعقيب ان عدم اجادة هذه المهارات والصبر عليها يمثل اشكالية في الحوار .

4 - التخندق السياسي أو الايدولوجي
كثير من الحوارات لا تنتهي إلى نتيجة جراء انتهائها الى طريق مسدودة في خندق سياسي أو خانة ايدولوجية .

5 - المعتقد الديني المتعصب والرافض للرأي الآخر
تتملك كيان الانسان معتقداته الروحية وبالتالي تراه يناور حتى يصل الحوار إلى خطوطه الحمراء وينتهي بقطيعة أو الى لا نتيجة .

6 - الانتقاد من أحل الانتقاد
هناك من يتخذ من الحوار مناسبة لنقد من أجل الانتقاد وعندها ينتحي الحوار الى لا حوار .

7 - مضايقات الحوار 
قد يخرج الحوار عن سياقات الأدب المتعارف عليها ليذهب إلى إهانات أو تجريح أو حتى احراجات أو تصيد بالماء العكر وهي أمور تؤدي غالباً إلى أمور لا تحمد عقباها.

8 - السفسطائية والانشائية
هناك من يضيع زمن الحوار والمجاورين وأحياناً المتابعين في أحاديث وكلام إنشائي لا يغني ولا يشبع من جوع  فهو يتكلم كثيراً لكنه لم يقل شيئاً !

9 - تشتت الحوار
تجري أحياناً حوارات تتشعب وتتشتت بحيث لم يعد بالمقدور لملمتها ذهنياً لربطها مع موضوع الحوار .

10 - إدارة الحوار
يتوقف الحوار بدرجة أساسية على حسن ادارته واستطيع الحزم بأن أنجح البرامج الحوارية هي تلك التي تقودها ادارة ناجحة في شخص من يدير الحوار ولباقته وذكائه الميداني وحزمه الناعم المؤدب .

في الختام أقول :
ان الحوار فن وعلم وهو تربية وممارسة يسقيها المجتمع في ثقافته فتنمو أو يثقلها الموروث الجاهل فتخبو وتتيه !




تعليقات

أحدث أقدم