ماقل ودل : مايكبر راس إلا يشيب راس !!

مشاهدات

 



عبدالكريم الوزان                                      


هذا المثل متداول في كثير من أقطار الوطن العربي وخاصة في العراق وتونس والجزائر ويعني أن الآباء يعانون كثيرا في تربية أبنائهم ويضحون في كل شيء على الرغم من مصائب الحياة ونوائب الدهر من أجل أن يترعرع فلذات أكبادهم ويشتد عودهم  وحين يكبر بهم السن ويشيب شعرهم يكون آباؤهم قد شابوا قبلهم ويرى البعض أن الشيب هو من علامات التقدم في السن وقد يكون من علامات اقتراب الرحيل الأبدي لكن هناك أناس يبكر مشيب الشعر عندهم  أي في سن الشباب لأسباب وراثية أو نفسية أومرضية أو غير ذلك.

الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول عن الشيب :

ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِن عَودَةٍ ....وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَهرَبُ 

ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ لَم تَحفَل بِهِ............فَتَرى لَهُ أَسَفاً وَدَمعاً يَسكُبُ

وهناك حكم وأقوال عن الشيب للدلالة على الوقار والحكمة والموعظة والجمال ومن ذلك نقرأ : 

* إذا لم تتعظ بالشيب نفسي فما تغني عظات الواعظينا (عبد الحميد بن باديس)

* أمسى المشيب من الشباب بديلا  .. ضيفا اقام فما يريد رحيلا 

والشيب إذ طرد السواد بياضه   .. كالصبح أحدث للظلام أفولا

  ( مروان بن أبي حفصة )

* تباريق شيب في السواد لوامع ..  وما خير ليل ليس فيه نجوم (الفرزدق)

* عيرتني بالشيب وهو وقار   ....  ليتها عيرت بما هو عار 

  إن تكن شابت الذوائب مني   ........ فالليالي تزينها الأقمار

  ( الحمصي أمين الجندي)

* ذهب الشباب بجهله وبعاره .. وأتى المشيب بحمله ووقاره

شتان بين مبعد من ربه .. غروره ومبشر بجواره 

( الزاهد أبو عمران)

* ارانى بعد الشيب عاودنى الهوى  .. فرد صبي الدنيا عليّ واصبانى

 (خليل مطران )

* الشيب لي واعظ لو كنت متعظا ... وفي التجارب لي ناه ومزدجر ( العتبي) (1) 

فيا أبنائنا وشبابنا رفقا بوالديكم فالشيب آتيكم وقد تذهب أنفسكم عليهم حسرات والعمر أيام تمضي وتعود.. لكن ليس كيوم الفراق وما أسواء الندم على أشياء لم نفعلها وكلمات لم نقلها لأحباب فرّقتنا عنهم الحياة أو الموت أما أنتم ياسياسيو العراق ويا أولي الأمر منهم أعيدوا لنا عراقنا وحياتنا الحرة الكريمة فقد جعلتم ولداننا شيبا وقضيتم على امانينا منذ غزو البلاد وحتى اللحظة فافصدوا مابكم من دم فاسد واتقوا الله في الشعب واعلموا أنكم ملاقوه وقد يأتي يوم قريب لاتجدون فيه حتى آلة حدباء تحملكم نحو  مصيركم المحتوم خصوصا وأن رؤوسكم كبرت بعد أن شابت رؤوس شعبكم !.


1- حكم و أقوال عن الشيب ..حكم نت


تعليقات

أحدث أقدم