أكبر مركز لتجارة العبيد طيلة 4 قرون ! جزيرة غوري السنغالية

مشاهدات



لازال بيت العبيد موجوداً كما هو في جزيرة بوابة اللاعودة وآثار الحقبة الاستعمارية تلقي بظلالها على الحاضر وشهدت القارة الإفريقية من بدايات القرن الخامس عشر ما لم تشهده في تاريخها كلّه من الاستعباد الممنهج من قبل القوى الأوروبية المستعمرة بما في ذلك أمراء أفارقة كانوا من أعيان قومهم ولكنّ القبضة الاستعمارية الأوروبيّة استعبدتهم ومن ضمن هؤلاء الأشخاص الأمير عبد الرحمن إبراهيم بن سوري الذي كان ولياً لعهد أحد ممالك أفريقيا في غينيا واقتيد إلى أمريكا ليظلّ عبداً طيلة 40 عاماً قبل أن يستطيع ألحصول على حريته ويعود إلى أفريقيا هو وزوجته تاركاً خلفه أبناءه وأحفاده عبيداً لأنّه لم يستطع تحريرهم  وقد وصل أعداد الذين اقتيدوا للعبودية في أمريكا الشمالية إلى 12.5 مليون انسان في الفترة  بين عامي 1525 و1866 وفق بعض الإحصاءات . 


وبدأت القصة بالاحتلال البرتغالي للجزيرة عام 1444 وخلال سنوات بنى البرتغاليون كنيسة صغيرة لكنها لم تمنعهم من معاملة أصحاب ألأرض بوحشية مفرطة واستعبادهم وإرسالهم إلى أمريكا الشمالية وظلّت تحت الاحتلال البرتغالي قرابة  قرن ونصف حتّى احتلها الهولنديون عام 1617 ثمّ تغلّب عليهم الفرنسيون واحتلوها عام 1677 وظلّت جزيرة غوري محلّ صراع بين فرنسا وبريطانيا فمن يسيطر على الجزيرة يسيطر على آخر وأهم نقطة ومعبر لاستيراد العبيد عبر المحيط إلى أمريكا . حُسِمَ الصراع عام 1802 بعد معاهدة أميان بسيطرة فرنسية كاملة ونالت استقلالها مع استقلال السنغال عن فرنسا عام 1960 وما هي إلا سنوات حتّى سجّلت ضمن مواقع التراث العالمي عام 1978 وفق تصنيف منظمة اليونسكو وأصبحت مزاراً سياحياً مهماً ولا زالت تحتفظ برموز العبودية السابقة التي استمرّت أربعة قرون . وكان بيت العبيد هو النقطة التي يجمع فيها التجّار المستعمرون ما اصطادوه من الرجال والنساء والأطفال بني البيت عام 1780 ويضم طابقه الأرضي عنابر لاحتجاز العبيد من الجنسين وكان المستعمرون يفصلون الرجال عن النساء عن الأطفال وكذلك عن الفتيات فالفتيات كان لهنّ سعرٌ خاص بل كان هناك عنبر للأطفال حديثي الولادة ! يوجد في الجزيرة أيضاً قصر حكومي ومتحف تاريخي. كان هذا المتحف سابقاً حصناً عسكرياً في أيام الاستعمار وهو الآن متحفاً يضمّ صوراً ومجسمات ومخطوطات تاريخية تجسّد ما حدث في الجزيرة في فترات الاستعمار .



تعليقات

أحدث أقدم