أبو الشهداء : سوري يريد العدالة بعدما أفقدته الحرب 13 إبنا وزوجة

مشاهدات

 



خلال عشر سنوات من الحرب خسر عبد الرزاق 13 إبناً وزوجة ليجد نفسه في الثمانين من عمره مسؤولاً عن أسرة كبيرة بينها 11 حفيداً يتيماً ورغم هول الفقدان إلا أن لقب أبو الشهداء هو أكثر ما يعزّيه وجلّ ما يتمناه تحقيق العدالة .


ويستقر ذا ال 83 عاماً مع عائلته المؤلفة من ثلاثين فرداً في أربع خيم شيدها على أرض زراعية استأجرها بين أشجار الزيتون في بلدة حربنوش القريبة من معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي يفترش الرجل الأرض داخل خيمة بينما يجلس أحفاده حوله مع كتبهم ويطلب من أحفاده إحضار حقائبهم وفتح كتبهم فيمتثلون لطلبه ثمّ يسألهم ماذا درستم اليوم ؟ هل حفظتم الدرس ؟ يجيبون بصوت واحد حفظناه . وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق شنّ الطيران الروسي الداعم لقوات للحكومة غارة على محطة المحروقات المهجورة في سراقب في 23 كانون الثاني 2020 هي التي تسببت بمقتل أفراد العائلة لا يتمكن الرجل الذي غزا الشيب ذقنه وحفرت التجاعيد عميقاً في وجهه من حبس دموعه عند مشاهدته عبر هاتف ذكي مقاطع مصورة تظهر عناصر من الدفاع المدني، الناشط في مناطق سيطرة الفصائل يعملون على نقل الضحايا والمصابين من عائلته إثر الغارة . ويقول الفراق صعب بلحظة واحدة خسرت الجميع شعرت حينها أن ظهري انكسر لكن الله أعانني على التحلي بالصبر والشجاعة رغم حجم الخسارة وما رتّبته من مسؤوليات يؤكد أبو محمّد أنه لم يشعر يوماً بالندم ينفث بين الحين والآخر دخان سيجارته عالياً ثمّ يشرح بفخر صحيح أن خسارة الأولاد كبيرة لكنّ الأرض تحتاج تضحية وأنا أرفع رأسي بهم. خسرت شباناً كالورود  ويتابع حتى لو أصبحت في خيمة لكنني أطالب بحقهم وبتحقيق العدالة وسأعلّم أطفالهم أن الحق والحياة الكريمة يحتاجان إلى تضحية ولا يقبلان الظلم وأن الكريم يضحي بروحه فداء للحرية والكرامة .


يروي أبو محمّد أنّ جلّ ما يريده هو الاستمرار في إعالة عائلته وتعليم الصغار بعدما لجأ عدد من ابنائه الآخرين الى دول الجوار ولا يتوقف عن تكرار عبارة لن أحرمهم شيئاً ما دمت على قيد الحياة مصراً على أن دماء أولادي لم تذهب هدراً لأنهم دافعوا عن الأرض أما عزاؤه الوحيد فهو كلمة أبو الشهداء ويقول هذا اللقب هو أكثر ما يخفف عني فالله أخذهم لكن ذكراهم ترافقني حتى في نزوحي .


المصدر : رووداو

تعليقات

أحدث أقدم