كل هذا الألم

مشاهدات



وداد فرحان- سيدني 


هل نبقى على وتيرة معالجة الأوضاع المتردية للاقتصاد في العراق بالحلول الترقيعية مثل "خلالات العبد" الذي نجّس تمراته كي لا يعود لأكلهن مجددا؟ وعندما أصابه الجوع بدأ بهن تمرة بعد أخرى بالقول "نجسة! لا مو نجسة" حتى اتم اكلهن جميعا.

 إن المتسيدين على المشهد لا ينظرون بل لا يقيمون صلب المشكلة وعوامل وجودها، كي تتم معالجتها من أصلها بدلا من إبقائها وترقيعها بحلول باتت تشكل ثقلا على كاهل المواطن وتجاوزت قدرته على التحمل.

 وفي تصوري بات واضحا للجميع أن الحلول الاقتصادية في العراق متأتية من محاولات اجتهادية، لا صلة لها بعلوم الاقتصاد وبناء الدول الحديثة، وعلى الرغم من أن تجارب دول سبقتنا في رفع كفاءة اقتصادها تؤكد نجاحات واضحة، إلا أننا لاننقل تلك التجارب للتطبيق أو لاستنساخ أسسها التي بنيت عليها. ومن يريد ان ينهض بالاقتصاد بجدية يتوجب عليه توفير أدوات التخطيط، واستنباط الحلول خاصة أن أدوات الحلول متوفرة من خلال الخبراء وشريحة الشباب الذين يكونون قاعدة يمكن الارتكاز عليها في انجاز المعجزات، لاسيما أن الشعب العراقي محبون لوطنهم راغبون في تطويره، والنهوض باقتصاده بدلا من أن تكون هذه الشريحة المهمة عرضة للإهمال وأضحت  مهددة ماليا واجتماعيا ونفسيا.

 إن عدم استقرار وتأرجح الوضع المالي في البلاد سيؤدي الى تعميق الهوة بين أبناء المجتمع، فكيف لنا بالحلول العملية والعقلانية التي تسير على مفترقات طرق واجتهادات "ما انزل الله بها من سلطان"؟.

علينا أن ندرك أن مسؤوليتنا جميعا هي الحفاظ على وحدة الوطن، والنهوض باقتصاده وإزالة مظاهر التسلح والسيطرة على الشارع المدني، فبدلا من كل كاتم صوت نزرع شجرة، وبدلا من كل سلاح ناري، نغرس غصن زيتون، فالعراق لا يتسحق كل هذا الألم.

تعليقات

أحدث أقدم