الى متى تضحكون على ذقون الشباب ؟!!

مشاهدات



 د. شاكر كريم عبد 


من  عجائب وغرائب عراقنا "الجديد"، عراق الأزمات والمحن، نرى ان الساسة و الكتل والأحزاب السياسية، اليوم يتحدثون عن الشباب في برامجهم الانتخابية القادمة ،وفي تجمعاتهم ولقاءاتهم، وعن أهمية ودور الشباب العراقي. يدعون أنهم حريصون على تحقيق مطالبهم. وإنهم سيحققون طموحاتهم، في حين هم في واد والشباب في واد اخر، طيلة 18 عاما لن يلتفتوا الى معاناتهم، من العوز والفقر والبطالة، وتطوير حياتهم المعيشية والاجتماعية والتعليمية والرياضية والصحية، فلا يعقل ان يرى الشباب في دولة انعم الله عليها بنعم كثيرة، ومازال الشباب يتسكعون في الشوارع، دون توفير فرص عمل او ان ترسل شابا مريضا يعاني من ألام عادية او سرطانية للعلاج في الخارج، او تبقي آلاف الطلبة الخريجين دون تعيين، ولان أحدا لا يريد ان يعالج هذه المأساة،.فالمتاجرة بمشاعر العراقيين ودمائهم وآلامهم ،أضحت السمة الغالبة لهؤلاء الساسة، الذين يسيطرون على دفة الحكم ، فهم يعرفون من اين يؤكل الكتف، وكيف يتلاعبون بعواطف الشباب العراقي، ويتخذون منها سلاحاً ذو حدين يرفعونه بين الفينة والأخرى، حين يضيق الخناق ويُحصَرون في الزوايا المظلمة ، وان تزاحمهم اليوم على الشباب، من اجل الاستحواذ على أصواتهم الانتخابية بوعود كاذبة، لايمكن وصفه إلا بالفضيحة، والفضيحة الكبرى  هو ان  أبناء الساسة الأميين والمتخلفين، يشغلون مناصب حساسة في المؤسسات الحكومية والسفارات ،وأنهم وراء تفشي الفساد والمحسوبية والمنسوبية والتزوير. ومن الواضح والمعلوم، ان رسالة الشباب للتغيير ستصل هذه المرة، بعد ان أدركوا أنهم ليسوا دمى بيد الأحزاب والكتل، يعملون وفقا لأجندات الآخرين، بل هم من سيتولى فضح الفاسدين والفاشلين، ومتابعة فضائحهم في مختلف المجالات، وتعريتهم أمام الرأي العام  العراقي والعربي والدولي، لأنها تمس مصالح عوائلهم مباشرة، ومصالح أبناء الشعب حاضرا ومستقبلا، بعد ان أدرك الشباب الواعي ان الصراعات بين الأحزاب السياسية، التي تصدت للعمل السياسي  من اجل التأثير عليهم باءت بالفشل، وإنهم برفضهم تدخل هؤلاء في الانتخابات،  انما يرفضون التأسيس للمحاور، من بداية انطلاق عملية اختيار المواطنين لممثليهم. وانهم لن يتراجعوا عن موقفهم الثابت، ضد الانقسام الفئوي والطائفي والاثني، كما انهم لن يتراجعوا عن محاربة كل الأساليب الملتوية في العملية الانتخابية ، وان مثل هذا الموقف للشباب الواعي سيحقق بالتأكيد نقلة نوعية، لمسار العملية السياسية الهشة والفاشلة ،التي جثمت على انفاس الشعب طيلة 18 عاما عجافا، والتي ستظهر قدرة الشباب على التصدي الواعي والشجاع ،لما زرعه الساسة، فهم يحاربون الخطاب الطائفي والفئوي والجهوي، الذي غذاه وأشعله هؤلاء الساسة والفساد الذي ورثوه منهم ،ولم يتلوثوا به بعد. وان يستخلصوا الدروس والعبر، التي تكشف لهم كم ان سياسة هؤلاء هي اقرب الى المصالح من المبادئ، وكم ان العراق بحاجة ماسة إلى دور الشباب في التعبئة والتغيير. كفاكم ضحكا على ذقونهم ولا تغتصبوا كرامتهم وعزة أنفسهم..

تعليقات

أحدث أقدم