في ظل جو بايدن . العراق والتصعيد الإيراني ـ الأمريكي؟!

مشاهدات

 



د . سامي سعدون

منذ الإعلان عن فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة لوحظ على ايران ورغم تأثرها بالعقوبات الاقتصادية التي حملتها حسب رئيس لجنة الامن في البرلمان، خسائر تجاوزت 270 مليار دولار مع تراجع مبيعات النفط بواقع 2 مليون يوميا وتوقف 30 دولة من استيراد المنتجات النفطية .. لوحظ تماديها وردها وبتحد وبلغة اقوى للولايات المتحدة إضافة الى التلويح الضاغط بما لديها من أوراق تهديدية كالصواريخ الباليستية وترسانتها التسليحية والطائرات المسيرة وميليشيات الحشد في العراق والحوثيين في اليمن وفي لبنان حزب الله وفي سوريا اكثر من ميليشيا إضافة الى اذرعها وخلاياها النائمة في بلدان أخرى منها الفاطميون في أفغانستان والزينبيون في باكستان والحيدريون في سوريا وغيرهم وقدرتها على التحكم بمرور ناقلات النفط عبر مضيق هرمز وباب المندب فالخطاب الإيراني اضحى اكثر حدة وتحدياً خامئني يهدد الغرب ويطالب واشنطن برفع العقوبات ويرد على كون ايران دولة إرهابية بادعّاء مضحك "ان ايران عامل استقرار في المنطقة!" وخلافاً لالتزاماتها تواصل التحدي برفع تخصيب اليورانيوم الى نسب عالية يمكنها من دخولها النادي النووي لارعاب العالم وزعزعة استقرار المنطقة وبما يشكل تحدياً للغرب ومجموعة 5+1 وخروجاً على اتفاق فيينا النووي الموقع عام 2015 اذ قال جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في احدث مقابلة تلفزيونية في 24 كانون ثلني/يناير الجاري"..اما العودة الى اتفاق فيينا او استمرار طهران بتخصيب اليورانيوم"؟!! كما طالبوا بتسليم الطيار الأمريكي الذي نفذ عملية قتل قاسم سليماني! وفي العراق مازال الولائيون في الحشد الشعبي وتحديداً ميليشيات حزب الله والعصائب والنجباء تهدد بمواصلة قصف السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء ومهاجمة المعسكرات وارتفاع أصوات التهديد والمطالبة بألغاء العقوبات على رئيس الحشد فالح الفياض وقادة بعض المليشيات الإرهابية ووصل التمادي الى قيام طائرات الهليكوبتر المستعرضة بعيد الجيش العراقي برفع الاعلام الايرانية بسماء بغداد! كما عزف السلام الجمهوري الإيراني في حفل استذكار سليماني في البصرة وفي صنعاء فضلا عن رفع صور سليماني وأبو مهدي المهندس في الشوارع رغم تمزيقها اكثر من مرة! ولم تلتزم ايران بالعقوبات والحظر مع خرق متعمد لتعهداتها وألتزاماتها لمنظمة الطاقة الذرية.

تأتي هذه التحديات في ظل تحركات واستعدادات عسكرية وسياسية واستخباراتية أمريكية موسعة لم تحدث منذ عام 2003 اذ حطت طائرة B52 في قاعدة الظفرة الإماراتية واستعدادات في قاعدة حرير في أربيل وفي القواعد الأخرى في قطر وسوريا وفي تركيا ووصول البوارج الحربية العملاقة ومنها حاملة السلاح النووي الى الخليج بعد سحبها من قواعدها في المحيط الهادي مع تغييرات واسعة في وزارة الدفاع الامريكية والتدخل في المصالحة بين قطر والسعودية وفتح مطاراتهما امام قواتهم وتقليص عدد موظفي السفارة الامريكية ببغداد! كما اعلن اليوم 25 كانون ثاني ـ/ يونيو الجاري الإعلان عن اجتماع امريكي ـ إسرائيلي حول ايران! اما أحزاب وميليشيات السلطة في بغداد فهي منساقة وراء سياسة طهران في التهديد والوعيد والاستنكار للقرارات الامريكية ضد ايران وذيولها واخرها وضع الفياض والعامري في قائمة المحظورين كونهما إرهابيين وفاسدين وتهرب الحكومة من محاسبة من يستهدف بالصواريخ المنطقة الخضراء مقر الحكومة وأجهزتها والسفارة الامريكية! فسياسة التابع الذليل قد اوغلت في اضعاف العراق وافقاره وتجهيله ومضاعفة معاناة أبنائه حتى ان موازنة عام 2021 التي اقرها البرلمان مؤخرا والتي بلغت 103 مليار جاءت بعجز 43 مليار دولار موازنة هدفها المحافظة على حصص السراق اذ ثبت ان سعر برميل النفط 42 دولارا في حين ان سعره الحالي 52 أي انه يحقق سرقة 21 مليار و600 مليون دولار ناهيك عن فائض مالي بقيمة 21 مليار من النفط الذي تضع الحكومة يدها عليه والنفط المسروق وإقرار وتوقيع عقد ميناء الفاو مع شركة دايو الكورية وبصيغة الاستثمار مما يحقق رشى وكومشنات للمتنفذين رغم عدم جدواه ووجود عروض افضل وفي الوقت الذي يتطلب معالجات حقيقية للخدمات الضرورية وللمتطلبات الحياتية الأساسية وللعلل والافات التي تنخر المجتمع كالتخلف والجهل والبطالة وارتفاع نسب من هم تحت مستوى خط الفقر وانتشار المخدرات والامراض السارية والتفرج وتضاعف اعداد الضحايا بعد تفشي وباء كورونا وعدم الاكتراث في حل ازمة رواتب الغالبية المسحوقة من الموظفين والمتقاعدين اذ يتفاخر الكاظمي بانه وفر 5 مليار دولار كقرض من تركيا لدفعها إضافة الى تصعيد قيمة صرف الدولار على حساب الدينار وبما يعني اضعاف القدرة الشرائية الى ما يقرب النصف مع فرض ضريبة دخل على هذه الرواتب رغم قلتها؟! فيما ان ضخ الأموال الى طهران مستمر من خلال اغراق السوق بالبضائع الإيرانية وشراء الغاز والطاقة الكهربائية ومن خلال مزاد العملة الصعبة في البنك المركزي لصالح بنك ملي ايران وسلطة الولي الفقيه فان ملالي طهران لايعنيهم حال العراق فقد استغلوا اخفاض سعر الدينار امام الدولار للمطالبة بديون واثمان الغاز المؤجلة والتي تسدد بالدينار مما يعنى مضاعفتها امام صمت الذيول في الحكومة والبرلمان وخلال مسرحية التصعيد الإيراني ـ الأمريكي صمتت بغداد امام جعل العراق ساحة لاي مواجهة محتملة وقودها العراقيون! فالايرانيون اذا ما حققت سياستهم هذه ما يهدفون اليه وبكل الكلف فان من يدفعه بالدم والمال،هم العراقيون ولهذا فحكام ايران في ظل فترة تكّون إدارة الرئيس بايدن سيرفعون من سقف المطالب والتهديدات وباستخدام كل الأوراق الضاغطة لا سيما وانهم يعلمون ان واشنطن مازالت بحاجة الى خدماتهم في المنطقة وان اعلى ما يمكن ان يحصل من رد عسكري هم بحاجة دعائية له داخليا هو بعض الضربات التأديبة ولمواقع مختارة اغلبها داخل العراق على مقرات ومعسكرات مليشيات كتائب حزب الله والعصائب والنجباء ولبعض الأحزاب الأكثر موالاة لايران؟! وبالنسبة لسلطة بغداد ما زال سياق خداع الشعب والتسويف مستمراً رغم ان الذيلية لإيران والولي الفقيه باتت اكثر من مفضوحة لا بل صارت معلنة ورغم العنف والوحشية والدموية فان شعب العراق قد فهم اللعبة وشبع جورا وجوعا وخداعا وليس من السهل اسكاته بعد ان تهاوت عقدة الخوف وهالة القدسية للعمائم الزائفة وللخونة والذيول والسراق الفاسدين تحت اقدام شباب الثورة التشرينية وما قدم من دماء غزيرة الثورة التي مازالت تشتعل نيرانها في القلوب والتي يتصاعد اليوم لهيب جذوتها بقوة في ساحة الحبوبي في الناصرية وفي الكوت إضافة الى بغداد فالتصعيد الإيراني ضد الامريكان والرد المتوقع لم يعد مثيرا للاهتمام لادراك ان ايران الملالي في خدمة الأهداف الامريكية والإسرائيلية في المنطقة واذا ما حدثت مواجهة من باب "ذر الرماد في العيون" فان العراق هو من يدفع الثمن وهذا ما بات مكشوفا! وعلى الكاظمي ان يدرك ان حكومته هي الفرصة الأخيرة التي فرضتها الظروف فلن تتكرر حتى وان جاءت الانتخابات بفوز من يريدون وحتى وان استمر بايدن بذات السياسة الامريكية المدمرة للعراق والمعادية للعرب والمنحازة لملالي ايران فأناء صبر العراقيين قد طفح ولابد من خلاص.

تعليقات

أحدث أقدم