المطاردة القصصية السابعة

مشاهدات


 

علي السوداني

شباط‭ ‬يلبط‭ ‬في‭ ‬سكراب‭ ‬الذاكرة‭ . ‬الذاكرة‭ ‬تلعب‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬البيت‭ . ‬البيت‭ ‬صار‭ ‬خيمة ‭ . ‬ خيمة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ . ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬قتلها‭ ‬أهلها‭ ‬والغزاة‭ . ‬الغزاة‭ ‬سرقوا‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭ ‬والآثار‭ . ‬الآثار‭ ‬النفيسة‭ ‬بيعت‭ ‬فوق‭ ‬دكة‭ ‬المزاد‭ . ‬المزاد‭ ‬تصيح‭ ‬به‭ ‬المنغلة‭ ‬والأوغاد ‭ . ‬الأوغاد‭ ‬جائوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفجاج‭ ‬والجهات‭ . ‬الجهات‭ ‬الأربع‭ ‬بالت‭ ‬على‭ ‬الوطن ‭ . ‬

الوطن‭ ‬كان‭ ‬ماعون‭ ‬الأرض‭ . ‬الأرض‭ ‬بكت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الفراق‭ . ‬الفراق‭ ‬ترنيمة‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ . ‬العراق‭ ‬خاصرة‭ ‬الدنيا‭ . ‬الدنيا‭ ‬ربيع‭ ‬والجو‭ ‬بديع‭ .‬‭ ‬بديع‭ ‬يقلي‭ ‬البيض‭ ‬في‭ ‬الحيدرخانة ‭ . ‬الحيدرخانة‭ ‬ماتت‭ ‬بسكتة‭ ‬القلب‭ . ‬القلب‭ ‬يعشق‭ ‬كلَّ‭ ‬جميل‭ . ‬جميل‭ ‬رمى‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬ظهر‭ ‬جسر‭ ‬الأحرار‭ . ‬الأحرار‭ ‬يتبعهم‭ ‬الثوار‭ . ‬

الثوار‭ ‬ترفرف‭ ‬أرواحهم‭ ‬بسور‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير‭ . ‬التحرير‭ ‬خزنة‭ ‬ذكريات‭ ‬سعيدة‭ . ‬

سعيدة‭ ‬أخت‭ ‬سعد‭ . ‬سعد‭ ‬روائي‭ ‬من‭ ‬خانقين‭ . ‬خانقين‭ ‬بلعت‭ ‬أولى‭ ‬قنابل‭ ‬الحرب‭ . ‬

الحرب‭ ‬راسخة‭ ‬على‭ ‬الأبواب ‭ . ‬

الأبواب‭ ‬موصدة‭ ‬بوجه‭ ‬الدرويش‭ . ‬الدرويش‭ ‬يشفي‭ ‬الناس‭ ‬ببخور‭ ‬الحروف‭ . ‬

الحروف‭ ‬تذكرني‭ ‬بالقراءة‭ ‬الخلدونية‭ . ‬الخلدونية‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ . ‬

خلدون‭ ‬هاجر‭ ‬الى‭ ‬موسكو‭ . ‬موسكو‭ ‬فيها‭ ‬سلام‭ ‬مسافر‭ . ‬مسافر‭ ‬زاده‭ ‬الخيال‭ . ‬

الخيال‭ ‬نعمة‭ ‬طيبة‭ ‬من‭ ‬الله‭ . ‬الله‭ ‬رب‭ ‬الأرض‭ ‬والسماء‭ .‬

السماء‭ ‬متاحة‭ ‬للطيور‭ . ‬الطيور‭ ‬تسقسق‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الدار‭ . ‬

الدار‭ ‬الدنيا‭ ‬فانية‭ ‬والدار‭ ‬الآخرة‭ ‬خالدة‭ . ‬خالدة‭ ‬زوجة‭ ‬خالد‭ . ‬

خالد‭ ‬صاحب‭ ‬لسان‭ ‬لطيف‭ . ‬

لطيف‭ ‬سرق‭ ‬المتحف‭ ‬صحبة‭ ‬عفيف‭ . ‬عفيف‭ ‬حارس‭ ‬بدار‭ ‬الأوبرا‭ . ‬الأوبرا‭ ‬فن‭ ‬الفنون‭ . ‬

الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬ماتت‭ . ‬ماتت‭ ‬الأيام‭ ‬ثم‭ ‬دارت‭ . ‬دارت‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬الرحى‭ ‬وضّاح‭ ‬نام‭ ‬وما‭ ‬صحى‭ ‬يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬المتقاعد‭ ‬سلام‭ ‬كاظم‭ . ‬سلام‭ ‬كاظم‭ ‬نحّاس‭ ‬ماهر‭ . ‬ماهر‭ ‬أهداني‭ ‬زجاجة‭ ‬نبيذ‭ . ‬

نبيذ‭ ‬القرى‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬نبيذ‭ ‬المدائن‭ . ‬المدائن‭ ‬ترمم‭ ‬طاق‭ ‬كسرى‭ . ‬

كسرى‭ ‬يغني‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزور‭ ‬السلمان‭ ‬عمره‭ ‬خسارة‭ . ‬خسارة‭ ‬تسحل‭ ‬خسارات‭ . ‬

خسارات‭ ‬البلاد‭ ‬صارت‭ ‬مسبحة‭ . ‬مسبحة‭ ‬الدرويش‭ ‬تطقطق‭ ‬مثل‭ ‬كانون‭ ‬التنور‭ .‬

التنور‭ ‬يخبز‭ ‬والأُم‭ ‬تقرأ‭ ‬ترنيمة‭ ‬الفجر‭ . 

تعليقات

أحدث أقدم