جولة في لندن

مشاهدات

 



علاء آل شبيب

قبل سنوات اتصل بي صديق عزيز على قلبي وطلب مني ان اساعد قريبه الموجود في لندن الان .. اخذت اجازة من عملي لمدة اسبوع بعد ان اتصلت بالشخص وفي اليوم التالي كنت معه في قلب لندن . كان شديد الامتنان لي وانا الف به بجولات سياحية سيما وانني اعرف لندن تماماً كما اعرف بغداد . ليس من طبيعتي ان اتدخل في خصوصيات اي شخص .. عمله .. دخله .. وضعه الاجتماعي ولكن مايهمني دوماً اتجاهه وافكاره الوطنية والتي تحدد نوع العلاقة به . وذات مرة في احدى دعواتي له على عشاء بدأ يتحدث عن عمله في العراق فتفاجئت انه يعمل مع جهات امنية في بغداد !!!

وهنا بدأت اسألتي له بطريقة ذكية لاجعله يفرغ مافي جعبته .. ففهمت انه يكره ايران فطلب مني ان اكتم السر حتى على قريبه وقال : والله احببتك واحس بوطنيتك الحقيقية واخذ يسرد لي القصص فقال : بعثت علي يوماً احدى الجهات الامنية فوصلت الى هناك فكانت مجموعة من اطلاعات الايرانية يقودهم رجل معمم فرحبوا بي اشد ترحيب مع سيل كبير من المديح بأنني رجل آهل للثقة وطلبوا مني اللقاء اليوم الاخر وفي نفس المكان ..

حضرت اليوم الاخر فكانوا اكثر جدية فكانت الصعقة التي واجهتني .. لقد طلبوا مني ان اقود سيارة مفخخة لاضعها في منطقة مكتضة بالسكان لتتفجر بعد ان اتركها بنصف ساعة بحيث اكون في مأمن وبعيد عن المكان !! فقلت لهم : ارجوكم لا تورطوني بمثل هذه الامور وانا انسان صاحب عائلة ولا اقبل ان اقوم بهذا العمل !! نظروا الي وابتسموا وقالوا : انت حر ولا نريد ان نضغط عليك وصافحوني وانسحبت ، وما انا في منتصف الطريق حتى استوقفتني مجموعة لتعتقلني بلا اي نقاش وقالوا انها اوامر ولا نعرف السبب ، يقول : تم ايداعي في السجن شهر كامل بسجن انفرادي صغير مرعب ومؤذي لم اصدق اني سأبقى على قيد الحياة ، تم اخراجي من السجن واخذوني لنفس المجموعة والرجل المعمم فصافحوني بنفس الترحيب والابتسامة فقالوا لي : نرجوا ان لا يكون احد قد اذاك او ضربك في السجن ؟ فقلت : لا الحمد لله ، فقالوا : هذه جرة اذن لكي لا تفتح فمك وتأكد لو سمعنا اي كلام عما جرى بيننا فستكون نهايتك ونهاية عائلتك واهلك ووقعوني على تعهد !!

كان ذلك اليوم هو اليوم الخامس معه فقلت له : اعتقد ان لندن اصبحت واضحة امامك واتمنى ان اكون قد قدمت لك ماهو مقبول والشركة اتصلت بي وعلي العودة للعمل غداً .. فصافحني وحظنني وقال انا ممتنن لك كثيرا واخر اتصال له بي كان من مطار هيثرو ليودعني ... وقبل سنتين رن التلفون علي من بغداد فوجدت اسمه فلم ارد وانتهى الموضوع .



تعليقات

أحدث أقدم