من قال أن قاسم سليماني مات فهل مات الخميني؟

مشاهدات






بقلم: الكاتب والباحث السياسي

الدكتور: أنمار نزار الدروبي




أتفهم جيدا ما هو تأثير الجنرال أو الجزار قاسم سليماني حيا أو ميتا على جماعة الولائيين في كل من العراق  وسوريا ولبنان وليس آخرا على الحوثيين في اليمن. لأن الولاء والعمالة لعمائم إيران ليست مقتصرة على هذه البلدان الأربعة، بل هناك ذيول من الدرجة الأولى في مملكة البحرين أيضا.

على المستوى الشخصي سعدت كثيرا ودمعت عيناي من الفرح والبهجة  عندما سمعت خبر مقتل مجرم العصر قاسم سليماني لأن النافق كان السبب الأول وصانع القرار السياسي والعسكري في قتل الآلاف من شباب العراق وتحديدا المحافظات الغربية، وتشريد ملايين العوائل مابين نازحين داخل البلد أو مهاجرين خارح العراق.

 ومن هذا المنطلق، فإن تداول بعض المصطلحات مثل (الذيول، الولائيون، الخمينيون) لم ولن تبقى حبيسة ضمن إطار الجغرافية العراقية، لأن كل من ذكر آنفا في سوريا ولبنان واليمن هم من الولائيين وباعتراف قياداتهم مثل حسن نصر الله وعبد الملك الحوثي وغيرهم.

لكن في الوقت نفسه اتخذ مصطلح الولائيون شكلا أكثر دبلوماسية ليختفي وراء خطاب طائفي متشدد ويزداد تشددا كل من حاول رفض بل شجب او استنكار ما كان يقوم به سيدهم سليماني من عربدة في بعض دولنا العربية فينتفض حثالات الطائفية والعصابات الولائية التي تعودت ان تتغذى على أبناء الشعب بالقتل والاختطاف القسري، حيث استطاع الذيول تحويل نفوق سليماني إلى مناسبة مهمة لممارسة كل أعمالهم الإرهابية والإجرامية.

وإذا كانت أرواح العراقيين قد هدأت قليلا، بعد خطبة الوداع للخميني عندما اعترف(بأنه قد تجرع السم) ومن ثم رحيله إلى عالم البرزخ..لكننا جميعا، عراقيين وعربا،  أصبحنا رهائن في قبضة أيديولوجية وفلسفة نظرية ولاية الفقيه المجنونة..تلك النظرية التي بسببها تحولت بعض مدن ومحافظات العراق وسوريا إلى بحر من الدم . وأكاد أجزم أن سليماني استطاع ان يعتقل كل الشعب العراقي على هذا النحو المفجع حتى بعد مقتله بالرغم ان هناك مئات رفضوا وجوده وانتفضوا على تدخله السافر بالعراق.

وحين قلنا وقال غيرنا أن مهمة سليماني هي بذل الغالي والنفيس من أجل تنفيذ خطة خامنئي وهي التغيير الديمغرافي لمدن ومحافظات بعينها في العراق وسوريا واليمن، اتهمنا البعض بأننا طائفيون ودواعش، وتحول الجلاد إلى ضحية  بعد مقتله، وامتلئت الدنيا صخبا طائفيا إلى درجة أن العاصمة بغداد أو دار السلام أو بغداد الرشيد التي بناها الخليفة العباسي الثاني ( ابو جعفر المنصور) انتشرت فيها صور سليماني بطريقة تدل على استهتار الذيول بكل قوانين الدولة.

 وبالتالي انهارت القيم والمبادئ، وانحطاط الأخلاق، وغيرها من دمار وتدهور عصف بالعراق، وانهيارات أخرى أصابت الأصول العراقية في مقتل فصارت بلا تاريخ ولاحضارة.

في الجانب الآخر من الرواية يمكن النظر إلى  مافعله سليماني في الطبقة السياسية السنية، حيث قام بتجريفها وتفريغها من أى وجوه وطنية تتمتع بالاستقلالية والموضوعية، الأمر الذي جعل العراق رهينة بقبضة القرار الإيراني وتحديدا في الجانب السياسي.

وتأسيسا لما تقدم، سيستمر حراس معبد الخميني وجنود سليماني يرفضون كل شيء خارج إطار الأوامر الخامنئية، وذلك  بحجة أنها تمس السيادة وتهين الكرامة (الشيعية). والشيعة العراقيون الأصلاء براء من كل هذا العبث الولائي.




تعليقات

أحدث أقدم