الاخ الذي لا اقوى على الاتصال به

مشاهدات


 

د. فالح حسن شمخي 


الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي شقيق الروح لنا مشاركات كثيرة واهمها الاشتراك بالاسم  (شمخي) الاسم الجنوبي المشتق من الشموخ والعبودي اسم على مسمى شامخا  شجاعا باسقا كنخيل العراق وهو يقف في مواجهة الاحتلال والعملية السياسية  في العراق واثار المستعمر الفرنسي في الجزائر وفي مواجهته للمرض استعير شيء عن حياته من الذي كتب عنه الاخ العزيز الاستاذ سلام الشماع  واختم ذلك في مقال لي تحدثت فيه عن رسالة المرحوم عزة ابراهيم رحمة الله عليه الى الدكتور العبودي أمين عام  الجبهة الوطنية العراقية يقول اخي الشماع  :


أعترف أني عندما كانت تقع عيني على صورة للدكاترة عبد الكاظم العبودي لا أشعر بالارتياح إذ أخاله شخصا متجهما متعال ومتكبر لكن ظروف العمل الوطني جمعتني به وقربتني منه فوجدته على غير ما كنت أظن . فهو دؤوب متفان يواصل الليل بالنهار ويبدع أفكاراً عملية عندما يتعلق الأمر بالعمل الوطني ويجور على سنوات عمره التي تعدت السبعين من أجل أن يوحد القوى الوطنية ويجمعها في جبهة عريضة وأن يقدم شيئاً لخلاص العراق . يختلط في شخصيته العلمي والسياسي فهو منفتح على الحداثة بنظرة تقدمي يساري يجمع بين القراءة العلمية والآداب والثقافة بثلاث لغات العربية والإنكليزية والبولندية . وسياسياً يتبوأ منصب الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية مطوراً لأداءها ولما كان من قادة العمل الوطني فمن الواجب تعريفه لجماهير شعبنا المتطلعة لتحرير العراق وخلاصه تمهيداً لنهوضه من كبوته التي سببها له الاحتلال ؟ ولد الدكاترة عبد الكاظم العبودي وألقبه الدكاترة جرياً وراء إطلاق أشقائنا المصريين هذا اللقب على من لديه أكثر من شهادة دكتوراه في ناحية كميت بلواء العمارة محافظة ميسان ولغياب أي سجل رسمي للولادات في العراق فقد تم تثبيت تاريخ ميلاده في الأول من تموز 1947 كمعظم العراقيين المولودين في ذلك الزمان .


ينحدر أبواه من أصول عائلة فلاحية معدمة بسبب تكالب الإقطاع عليها وهما من قبيلة البو محمد العربية التي استوطنت مناطق الميمونة وكميت على ضفاف نهر دجلة هذه القبيلة التي واجهت كثيراً من التعسف والظلم العثماني ثم البريطاني وعهود الحكم الوطني في العراق وتمتد أصولها إلى العزة وزبيد في نجد . خلال التحاق والده جندياً في وحدة القوة النهرية التحق بمدرسة الماجدية الابتدائية ونال تعليمه فيها إلى الصف الثالث الابتدائي لتضطر عائلته بعدها للهجرة والرحيل إلى بغداد في العام 1955 فواصل تعليمه الابتدائي وأكمله في مدرسة الخلد الابتدائية بمنطقة الوشاش ومنها إلى متوسطة العروبة فثانوية الشعب للبنين في مدينة الكاظمية وأخيرا اعدادية الكاظمية حيث نال شهادة البكالوريا . وعلى الرغم من أن المعدل الذي حصل عليه في كان يؤهله للدراسة في كلية الطب أو الهندسة إلا أن طموحه كان الحصول على بعثة دراسية خارج العراق فقبل ببعثة وزارة الدفاع لدراسة هندسة الطيران في الاتحاد السوفيتي إلا أن عدم تمكنه من توفير الكفيل الضامن لبعثته حرمه من السفر فبقي من دون دراسة للعام الدراسي 1965 - 1966 فعمل مراقباً في وزارة الأشغال بأجور يومية بعدها بعام التحق بكلية التربية قسم الفيزياء بجامعة بغداد للعام الدراسي 1966 - 1967 وخلالها نشط في قيادة العمل الطلابي والحزبي بتنظيمات القيادة المركزية للحزب الشيوعي ليخوض معها تجربة الالتحاق بالكفاح المسلح في نهاية العهد العارفي وبفشل تلك التجربة واصل العمل الطلابي السري ليصل إلى قيادة التنظيم الطلابي والحزبي بكلية التربية .


تعرض خلال ذلك إلى الملاحقة والمطاردة والاعتقال وخصوصا خلال تعيينه مدرساً في ثانوية العزيزية بمحافظة واسط مما اضطره إلى مغادرة العراق للمرة الأولى ضمن البعثة العراقية التدريسية إلى الجزائر عام 1972 وعاد إلى العراق منتصف العام 1975 فلم يتمكن من البقاء مما اضطره للخروج من العراق والبقاء مدة من الزمن في بيروت ودمشق حتى تمكن من الالتحاق بزمالة من الحكومة البولندية عن طريق اتحاد الطلبة العالمي . وصل إلى بولندا نهاية العام 1975 ليواصل دراسته بجامعة لودز بعد إكمال دورة تعليم اللغة البولندية تحول إلى جامعة لودز للحصول على شهادة الماجستير في العام 1977 بقسم الفيزياء النووية التطبيقية وبعدها حصل على دكتوراه دولة في الفيزياء الحيوية من نفس الجامعة في العام 1983 ثم غادر للعمل في جامعة دمشق للعام الدراسي 1983 – 1984 واضطر لمغادرتها إلى الجزائر للعمل بجامعة وهران حصل خلالها على منحة من منظمة التضامن الأفرو آسيوي للحصول على دكتوراه علوم كيمياء حيوية اشعاعية هابيل في العام 1987 من جامعة لودز نفسها ببولندا . خلال سنوات دراسته في بولندا 1976 – 1983 واصل نشاطه الطلابي والسياسي فكان  بالإضافة إلى تمثيله الطلبة الشيوعيين وأصدقائهم رئيساً لجمعية الطلبة العراقيين فرئيسا لفيدرالية اتحادات وروابط الطلبة العرب في بولندا ثم رئيساً لاتحاد عموم الطلبة الأجانب في جمهورية بولندا حتى مغادرته بولندا إلى دمشق بداية العام 1983. منذ 1980 وبعد انعقاد مؤتمر الروابط والجمعيات الطلابية العراقية ذات الصلة بالحزب الشيوعي التي حضرها في براغ اختلف كثيراً مع الحزب الشيوعي العراقي وقيادته وقدم استقالته من جميع المواقع الطلابية والحزبية وابتعد نهائياً عن مساره الذي وجد فيه الكثير من الانحراف والتبعية وضيق الأفق الستاليني وتراجع مواقفه الوطنية وانحراف قياداته عن طموحات قاعدته .


خلال عمله في جامعة دمشق بداية العام 1984 التحق بالجبهة الوطنية الديمقراطية/جوقد عضواً في لجنة العلاقات الخارجية وممثلاً عنها في بولونيا وانتدب ممثلاً لها بزيارة عدد من الدول الاشتراكية ولكن ظروف العمل والإقامة ومضايقة النشاط السياسي في دمشق اضطرته مرة أخرى للخروج من سوريا والالتحاق بالعمل والتدريس بجامعة وهران منذ تشرين الأول إذ عين في العام 1984 أستاذاً للفيزياء بمعهد العلوم الدقيقة ونال درجة الأستاذية وواصل أبحاثه العلمية في حقل الإشعاع المؤين وتأثيراته على الخلايا والمادة الحية . وعلى مدى السنوات 1984 - 1990 لم ينشط سياسياً بل عكف على تنظيم نشاط الجالية العراقية في الجزائر والدفاع عن قضاياها وحمايتها من التعسف ونظم حملة لاستحصال وثائقها وحقوقها من خلال تشكيل رابطة للخريجين العراقيين .


وبدخول العراق إلى الكويت في الثاني من آب 1990 تحول اهتمامه الكلي إلى الدفاع عن قضية الشعب العراقي ومواجهة تداعيات جريمة الحصار على العراق فبادر إلى تأسيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب العراقي وإلى جانبها اللجنة العربية لمساندة العراق وفلسطين اللتين استمرتا طوال مرحلة الحصار 1990 - 2003 ثم تفرغ وتوجه كليا نحو النشاط السياسي والتعبوي لمواجهة قضية الغزو والاحتلال للعراق . انتظم في الجهد الداعم للعراق ضد الحصار وتوجيه المساعدات الإنسانية إلى العراقيين وأسهم في تنظيم وإرسال عشرات الوفود والمنظمات العربية والدولية لدعم الشعب العراقي وبخاصة من خلال تنظيم قافلة مريم برئاسة المناضل جورج غالوي عضو مجلس العموم البريطاني وعددا من الشخصيات العراقية والعربية والدولية التي رافقته في رحلته إلى العراق عبر الدول الأوربية والعربية في الطريق البري انطلاقا من لندن وبعدها رافق بعثة الإعلامي البلجيكي ميشيل كولوم التي ضمت وفداً جزائرياً مع عدد من البرلمانيين الأوربيين ونشطاء حركة السلام ومناهضي الحرب على العراق التي استمر أعضاؤها في الدفاع عن العراق بعد الغزو والاحتلال ضمن أنشطة منظماتهم الأوربية والعالمية إلى اليوم .


خلال تلك المدة نشط علمياً في البحث والمتابعة الميدانية والنشر العلمي متفرغاً لأهم ملفين يتعلقان بمتابعة جرائم الإشعاع واستخدام اليورانيوم المنضب في الحرب على العراق بإصدار كتابه بشر نعم.. فئران مخبرية لا في العام 1993 كما تابع البحث والتقصي العلمي لملف الجرائم النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية منجزاً عشرات الأبحاث والدراسات العليا فأصدر كتابه يرابيع رقان.. جرائم فرنسا النووية في الصحراء الجزائرية في العام 1996 وشارك في عشرات المؤتمرات وورشات البحث الوطنية والدولية حول جرائم الإشعاع وأسلحة الدمار الشامل فأنجز خلاصتها في تقديم رسالتي دكتوراه دولة في فلسفة الأخلاق بجامعة وهران في العام 2011 متناولاً الجانب الأخلاقي والعلمي والتوثيقي لجرائم أسلحة الدمار الشامل في العراق والجزائر وفلسطين . شغل مناصب عديدة في مخابر البحث الجامعي وورشاته وأصدر أكثر من 44 كتاباً أكاديمياً وعلمياً منها عشرة كتب متخصصة حول قضايا الإشعاع والتلويث البيئي بالإضافة إلى إسهاماته في حقل الترجمة العلمية وتدريس مواد الفلسفة وتاريخ العلوم إلى جانب تخصصه الرئيس في الفيزياء النووية والحيوية والكيمياء الإشعاعية . حصل على جائزة المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر في أول مسابقة حول الأعمال التي تبحث القيمة العلمية واللسانية للغة العربية في بحث حول تأملات في مصطلح الخطاب الجامعي كما نال عشرات التكريمات والجوائز في الجزائر وعدد من الدول حول دوره في نشر الثقافة العلمية وفضح جرائم الاستعمار في ملفات الحرب النووية والكيمياوية والجرثومية والإبادة والمجازر الجماعية المرتكبة ضد الشعوب . يشغل منصب أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران منذ العام 1984 إلى الآن وباحث في حقل الاشعاع والبيئة وعضو ومدير عدد من مشاريع البحث ومخابر البحث العلمي في الحقل الإشعاعي والبيئي .


سياسياً واصل نشاطه ضمن المؤتمر القومي العربي قبل انحرافه وتحوله إلى أداة بيد إيران وأتباعها وقد كان أول من أعلن انسحابه من هذا المؤتمر برسالة أصدرها بعنوان إعلان وفاة المؤتمر القومي العربي ليتفرغ بكل جهده للقضية العراقية ويشارك في المؤتمرات والأنشطة الخاصة بالعراق على المستويين العربي والدولي كان أبرزها تقديم بحوث حول الوضع الصحي والبيئي في العراق خلال دورات الأمم المتحدة الخاصة بمجلس حقوق الانسان للعام 2013 وبخاصة في الندوة الدولية المكرسة للذكرى العاشرة للعدوان والحرب على العراق بمشاركة نخبة من العلماء والإعلاميين والحقوقيين والنشطاء الوطنيين العراقيين في التخصصات كافة كرست لفضح العدوان والحرب على العراق بالإضافة إلى مشاركة باحثين وسياسيين من دول أوربية عديدة . واستجابة لدواعي الواجب الوطني ودعما للانتفاضة العراقية للاعتصامات والتظاهرات التي اجتاحت العراق سنة 2013 كان في مقدمة من أعلن تشكيل وتأسيس هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية إذ انتخب أميناً عاماً للهيئة التي كانت نواة انطلاق النشاط الإعلامي والسياسي المنظم على المستوى الدولي لتقديم الدعم والمساندة لنضال الشعب العراقي ضد الاحتلال والعملية السياسية بعدها وفي نهاية العام 2013 أسس حركة اليسار التقدمي في العراق وانتخب أميناً عاماً لها ورشح من خلالها نائباً أول للأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية والمتحدث الرسمي لها وبعدها بعام واحد في آذار 2014 حضر أعمال انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس السياسي العام لثوار العراق وترأس جلساته على مدى يومين وانتخب لعضوية المكتب التنفيذي للمجلس مكلفاً بمهمات عدة منها : لجنة العلاقات الخارجية ولجنة حقوق الانسان وفي نيسان من العام 2016 عقد المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية فانتخب أميناً عاماً للجبهة وأعيد انتخابه مرة أخرى في نيسان من العام 2017 أميناً عاماً للجبهة التي أصبح اسمها الجبهة الوطنية العراقية .


اجتماعياً فإن الدكاترة عبد الكاظم العبودي متزوج ولديه ستة أولاد أربع بنات وولدان له منهم 12 حفيداً وسبطاً وهو يمارس هوايات : الكتابة العلمية والنشر الترجمة الصحافة والإعلام كتابة الشعر والتصوير الفوتوغرافي ويهوى المسرح ويمارس كتابة النقد الأدبي والتشكيلي . يقيم في وهران بالجزائر ويعمل في مجال اختصاصه أستاذاً للفيزياء وباحثاً في المجالات التطبيقية وكان موفقاً جداً في متابعة البحث والكتابة في موضوع التجارب النووية الفرنسية في الجزائر وهو من الخبراء القلائل الذين تابعوا هذا الملف عن قرب في العالم وعلى مدى ربع قرن من المتابعة كتب وبحث فيه ونشر عنه وما زال يتابعه إلى اليوم مثلما تابع البحث والكتابة عن موضوع الآثار البيئية والصحية لجريمة استخدام اليورانيوم المنضب في الحرب على العراق وحاضر حول الموضوع في عديد من العواصم الغربية والعالمية في جنيف وبرشلونة ودمشق وكوالامبور ووارشو . وكان الدكاترة العبودي قد اضطر للهجرة القسرية بسبب المطاردة والمضايقات السياسية والاعتقال والتعرض للاغتيال لمرات عدة إذ وصل إلى دمشق وبيروت في محطته الأولى العام 1975 ومنها إلى وارشو عبر دول أوربية عدة ثم استقر به الحال في الجزائر بجامعة وهران .


شخصياً يجد في نفسه شخصية اجتماعية متفتحة على الحداثة وتحترم التراث العربي والإنساني وينظر إلى الحياة نظرة تقدمية واسعة وهو يساري الاتجاه علماني يمقت الطائفية والجهوية والتعصب والانغلاق والتحجر الفكري ويجمع بين القراءة العلمية والآداب والثقافة بثلاث لغات العربية والانجليزية والبولندية . ومنذ أن غادر بلده إلى هذه اللحظة لم يفارقه اسم العراق وارتباطه به سياسياً ووجدانياً ارتباط مطلق وقد حرص على المشاركة في أي جهد في الدفاع عنه والعمل على تحريره وإعادته إلى ما يستحقه بلداً للحضارة والثقافة والعلوم . هذا هو الدكاترة عبد الكاظم العبودي الذي تطاله من وقت إلى آخر ألسنة السوء التي تذهب ويبقى تاريخه النضالي المشرف ولأن أحداً من الذين صنعتهم أمريكا لن يرقى إلى مستواه العلمي والنضالي والوطني تتناوشه سهام الحاقدين لكنه يمضي باسماً ومضحياً في طريق خدمة العراق والعراقيين .

إنه مفخرة عراقية بحق .


اما ما كتبته انا عن المناضل الجنوبي الشجاع والصادق والصريح والعنيد فجاء تحت عنوان : 

رسالة القائد للدكتور عبد الكاظم العبودي الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية وكان للرسالة التي بعثها القائد عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير رحمه الله  للرفيق الدكتور عبد الكاظم العبودي الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية والأمين العام لحركة اليسار التقدمي الأثر الكبير في نفوسنا نحن البعثيون لأنها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي لابد لنا أن نؤشر عليها لاسيما ونحن نعيش في خضم أحداث جسيمة يمر بها العراق والأمة العربية المجيدة الرسالة إلى الرفيق العبودي شخصية وخاصة أو هكذا تعاملت معها قيادة الجبهة لذا لم تنشر على نطاق إعلامي واسع  وهذا ما أخبرني به أحد أعضاء الجبهة  أننا تعاملنا مع الرسالة بإيجابية وفرح غامر لأننا شعرنا بانها موجه إلينا جميعاً من خلال الأمين العام للجبهة الوطنية وأننا نعتبر أنفسنا عناصر نعمل جميعاً تحت خيمة الجبهة  .


شخصياً اطلعت عليها  ولى رأي أفضل به نشر مثل هذه الرسالة على أوسع نطاق لكونها :

1 ـ اطلاع القائد رحمه الله على كل صغيرة وكبيرة في فضاء العمل النضالي الحزبي والواجهي والجبهوي أولاً بأول وهذا ما يعطينا مدداً في مواصلة العطاء .

2 ـ القائد رحمه الله هو صمام الأمان لمواصلة العمل المنظم والجدي والمميز والمثمر  بعيد عن التداخلات بين المسؤوليات والصلاحيات والتي تقود إلى نتائج غير مرغوب بها .

3 ـ تواصل القائد رحمه الله مع مختلف الفعاليات بعيد عن البيروقراطية والروتين هو ما يميز قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في تعاملها مع الأحداث والوقائع النضالية اليومية والتعاون بين قوى شعبنا الوطنية المؤتلفة في الجبهة  .

4 ـ الرسالة إلى أمين عام الجبهة الوطنية العراقية تؤشر إلى أن البعث والقائد لا يؤمنون بالوصاية على المنظمات العراقية النضالية والمدنية بل هم عون لها بحكم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو أحد الفصائل الأساسية في بناء هذه الجبهة .

5 ـ الرسالة تحمل الكثير من المعاني بتوجيه رفاق الحزب بأن التحالف الوطني هو أساس لوحدة القوى الوطنية العراقية وضمانة لانتصار معركة التحرير .

6 ـ إن العمق الأساسي في هدف توجيه هذه الرسالة هو إيلاء الأهمية الكبيرة للتعاون بين القوى الوطنية العراقية على أوسع نطاق سوى بالتشاور والحوار بين القيادات وترجمة الحوار إلى فعل بين قواعد وأعضاء القوى الوطنية العراقية المؤتلفة في الجبهة .


ان هذه الرسالة بمضمونها العميق هي دعوة متجددة لكل قوى شعبنا الوطنية لحسم تردد البعض منها من حالة الفرقة والشتات والسعي بجد لبناء جبهة الشعب الوطنية الواسعة والشاملة والتي أشار إليها المشروع الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي وبرامج القوى السياسية المؤتلفة في الجبهة والتي يعكسها ويعبر عنها البرنامج السياسي للجبهة الوطنية العراقية . الرسالة تأتي والأمة العربية والعراق تمر بمرحلة حاسمة من مراحل صراعها مع أعدائها واتضاح الصورة وتبين إن هذا الصراع هو صراع وجود  بين الحق كله والباطل كله وبين مشروع التقسيم الذي جاءت به الامبريالية والصهيونية والصفوية الحاقدة وبين البعث وحلفاءه المدافعون عن وحدة الشعب العراقي والأمة . إن الظروف العصيبة التي يعشيها عراقنا اليوم جراء الاحتلالين الأمريكي والإيراني وتسلط حفنة من العملاء على مقدرات شعبنا وانقسام القوى الحية المناهضة للاحتلالين والرافضة للعملية السياسية برمتها وتفرقها سوف لا يساعد بأي حال من الأحوال على درء الخطر المتمثل بالاحتراب بين أبناء الشعب الواحدة على أسس طائفية أو عرقية أو سلطوية بقدر ما يساعد على استفحاله حينذاك يصبح تجمع القوى الحية وتآلفها وتعاونها ضرورة وطنية وعراقية والجبهة الوطنية العراقية الرد على الاحتلاليين وتابعيهم  .


إن العراق اليوم وفي هذه المرحلة الصعبة بحاجة ماسة لتحالف القوى الوطنية العراقية لرفع المعاناة عن شعبنا العراقي جراء ما خلفه الاحتلال الأمريكي الذي انسحب شكلياً والاحتلال الإيراني الذي يتطلع إلى عودة الامبراطورية الفارسية الصفوية  والتي لا يمكن مواجهتها بشكل فعال ما لم يوحد نضال شعبنا في العراق وتنظم مختلف القوى المقاومة والقوى الداعمة لها نفسها مادامت جميع الحقائق تشير إلى أن أي حزب أو حركة أو جهد مقاوم ليس بمقدوره منفرداً تحقيق الهدف المنشود وقيادة النضال من أجل تحرير العراق كل العراق من الاحتلالين الأمريكي والفارسي  كما ليس بمقدور جميع الأحزاب والحركات والقوى المناهضة للوجود الاستعماري مبعثرة ومشتتة الجهود لا يوحدها تعاون فعال لتحقيق هذا الهدف الوطني بعيد عن التبعية والوصاية .





تعليقات

أحدث أقدم