في ذكرى تأسيس الجيش العراقي البطل

مشاهدات




احلام طارق 


بعد انتهاء الحكم العثماني في العراق والذي دام من 1534م لغاية 1917 م ودخول الجيش البريطاني  بغداد دون مقاومة تذكر صباح الاحد الموافق 1917/3/11م  اثناء الحرب العالمية الاولى لتعلن بريطانيا انتدابها للعراق ليدخل العراق تحت الاحتلال البريطاني الذي اذاق العراقيين الظلم والفقر ونهب خيراته مما اثار لدى العراقيين روح التصدي والانتفاضة الجماهيرية ضد سياسة الاحتلال الجائر مما حدى بالحكومة البريطانيا بامتصاص الغضب الشعبي و تعين فيصل الاول ملكا للعراق سنة 1920 ومن رحم المعاناة تم تشكيل اول نواة للجيش العراقي حيث تم تشكيل فوج سمي ( فوج الامام موسى الكاظم ) في 1921/1/6م في ظل الانتداب البريطاني و تشكلت وزارة الدفاع التي يرأسها الفريق ( جعفر العسكري ) تشكل بأمرة ضباط عراقيين كانوا يعملون في الجيش العثماني وتم فتح باب التطوع امام العراقيين و تأسست قوتان جوية و بحرية ثم اصبح الجيش يتكون من عدة فرق عسكرية و بذلك اصبح للعراق جيش نظامي مهني يذود عن حياض الوطن . 


شارك الجيش العراقي الباسل سنة 1948م ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين كما شارك بعدها في حرب اكتوبر سنة 1973م ضد إسرائيل وًكان يعد اكبر ثالث الجيوش العربية المشاركة في الحرب بعد الجيش المصري و الجيش السوري و ابلى بلاء قل نظيره حيث حمى دمشق من السقوط و كبد العدو الاسرائيلي خسائر فادحة ، و في سنة 1980 م بعدما بدأت ايران بقصف المخافر الحدودية و تأزم الوضع بين البلدين دارت حرب ضروس بين البلدين استمرت ثمانية سنوات لغاية 1988/8/8م لتكون اطول حرب دموية في القرن العشرين تكبد فيها البلدين خسائر فادحة و كانت احدى نتائج تلك الحرب العراقية الإيرانية تدمير الموانيء العراقية على الخليج العربي مما اثر على حركة الملاحة البحرية وًحركة تصدير النفط من هذه الموانيء تخللت تلك الفترة خلافات بين العراق و دولة الكويت المجاورة حول تجاوز الكويت على الاراضي العراقية الحدودية واستغلال آبار النفط العراقية وحدثت مشاكل حول ترسيم الحدود بين البلدين أدت الى توتر العلاقات مما دعى تدخل السفيرة الامريكية في بغداد ( ابريل كلاسبي ) إعطاء الضوء الأخضر للرئيس صدام حسين بأجتياح الكويت وفعلا في صبيحة 1990/8/2م اجتاح الجيش العراقي دولة الكويت و من هنا بدأت المؤامرة لتدمير العراق و جيشه الباسل ، فكانت حرب الخليج الاولى سنة 1991/1/17م خاض الجيش العراقي حربا ضد قوات التحالف الدولي المتكون من 33 دولة بقيادة امريكا وبعدها حرب الخليج الثانية سنة 2003/1/16م ايضا ضد التحالف الدولي بقيادة امريكا قاتل الجيش العراقي قتالا عنيفا ضد قوات المارينز و كبد قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات في معركة المطار ولعدم تكافوء القوى حيث كان الجيش الأمريكي يفوق الجيش العراقي في اسلحته المتطورة تكنلوجيا في العدة والعدد فكانت النتيجة سقوط بغداد في 2003/4/9م بيد قوات التحالف بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن و تم تعين ( بول بريمر ) سيء الصيت حاكما للعراق حيث قام بحل الجيش العراقي و بذلك أنهى مسيرة ذلك الجيش العقائدي المقدام بقرار رقم ( 2 ) من قبل سلطة التحالف المؤقتة في 2003/5/23م  حل كل الكيانات العسكرية والاستخباراتية والأمنية العراقية . 


وبأعتراف  الخبراء والمحللين المعارضين للحرب على العراق في الادارة الامريكية اعتبروا ان من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الجانب الأمريكي في العراق هو حل الجيش العراقي واعتبروه من أهم الاسباب لظهور الجماعات الإرهابية المسلحة في العراق و منها تنظيم القاعدة و تنظيم داعش .


وبهذا تكون قد طويت صفحة الجيش العراقي الباسل ليطلق عليه مسمى جديد يعرف باسم ( الجيش العراقي المنحل او الجيش العراقي السابق ) وطويت معه صفحة السفر الخالد والملاحم البطولية المشرفة التي سطرها ابناء هذا الجيش العظيم الذي ذاد عن العرض والارض جيش مهني غيور مقدام احب الشعب فأحبه الشعب كبارا وصغارا وتغنوا ببطولاته و مجدوا قادته وجنوده الافذاذ الميامين الرحمة والخلود لشهداء الجيش العراقي الذين قدموا ارواحهم رخيصة فداء للوطن وتحية إجلال واكبار لكافة منتسبي هذا الجيش الباسل .


بعد ان حل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر جميع المؤسسات العسكرية بدأت مرحلة جديدة في اعادة تأسيس الجيش العراقي مرة اخرى من الصفر وتم تشكيل نواة جديدة للجيش العراقي في تموز لسنة 2003 تحت مسمى الدفاع المدني وفي شهر كانون الاول من نفس العام تغير اسمه الى الحرس الوطني كما ان البناء الحقيقي للجيش العراقي الحديث بداء فعليا سنة 2007 م حيث اعتمدت المعايير العسكرية الحديثة في انشاء الجيش بصنوفه المختلفة التي تشمل قيادة القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي وطيران الجيش وبذلك رجعت هيبة جيشنا العراقي الباسل في تصديه لقوى الشر و الظلام المجاميع الإرهابية والتنظيمات التي ظهرت على الساحة في العراق كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش حيث سطر ابناء القوات المسلحة اروع البطولات في دحره لتلك الجماعات وتحريره للمدن التي سيطر عليها تنظم داعش ولا زال يقدم التضحيات تلو التضحيات ليبقى العراق شامخا ابيا يزهو بانتصارات الجيش العراقي الباسل . 



تعليقات

أحدث أقدم