ضواحي الموصل ملاذ لسكان مدينتها القديمة المدمرة

مشاهدات

 


يأمل سعد جرجيس الذي كان يسكن في المدينة القديمة وسط الموصل في بيع منزله الذي بات مجرد جدران متهاوية كما أغلب المباني هناك من أجل شراء بيت جديد في الضواحي حيث انتقل العديد من سكان المدينة تاركين وراءهم أملاكاً من الصعب إيجاد من يريد اقتناءها .


وبعد الانتصار على داعش عام 2017  وجد أهالي المدينة أنفسهم بعد ذلك وسط ركام منازلهم ومحلاتهم وحتى اليوم لا يملكون إمكانية إعادة الإعمار فلم يجدوا مفراً من جمع كل ما لديهم من مال لشراء أراض على أطراف الموصل ومحاولة تشييد منازل هناك ويقول احدهم  كنت أحاول منذ أشهر بيع بيتي المدمر كقطعة أرض على الأقل لكن لا أحد يريد شراءه لأنه كل ما حوله من منازل مهدمة وتفوح منها روائح كريهة تذكر بالموت والدمار ويؤكد ماهر النقيب وهو صاحب مكتب لبيع وشراء العقارات أن انخفاض أسعار المنازل في المدينة القديمة بنسبة تصل إلى 50% بسبب ما تحمله من ذكريات مؤلمة لدى أهلها دفعهم للتخلي عنها . ويشير إلى تلقيه طلبات من سكان المدينة القديمة لشراء عقارات سكنية في أحياء بعيدة عن قلب المدينة كانت أقل ثمناً في الماضي لكن البنى التحتية فيها الآن أصبحت أفضل ويقول إن من أسباب الانخفاض الكبير في أسعار عقارات المدينة القديمة أن الدولة لم تدفع تعويضات للأهالي ولم تعد الخدمات العامة ولا بناء الجسور بين جانبي المدينة في ظل هذه الظروف أصبح بيع منازلهم وعقاراتهم حتى ولو بربع قيمتها الخيار الوحيد أمام السكان وتؤكد سلطات المحافظة أنها قدمت 90 ألف طلب تعويض بينها حوالي 50 ألفاً عن أملاك دمرت وقرابة 40 ألفاً عن الضحايا لكن التعويضات لم تشمل سوى 2500 عائلة حتى الآن . في المقابل تحولت مناطق زراعية تمتد على أطراف مدينة الموصل التي كانت مركزاً تجارياً أساسياً في الشرق الأوسط يسكنها قرابة مليوني نسمة إلى تجمعات سكنية متفرقة هنا وهناك ولفت حميد وهو أب لخمسة أطفال الى أن ثمن مئة متر مربع داخل الموصل يتراوح بين 15 الى 20 مليون دينار أقل من 13500 دولار بينما في المناطق الجديدة تشتري بهذا المبلغ 200 متر مربع وتدعي دائرة بلدية الموصل أن الأراضي الزراعية غير مخصصة للسكن لكن في العراق حيث ما زال هناك 1,2 مليون نازح لم يعد أحد يعير اهتماما لهذا الاعتبار .


ويؤكد رئيس بلدية الموصل زهير الأعرجي أن هناك خططاً لتوسيع مدينة الموصل ولبناء ضواحي جديدة لكنها ما زالت قيد الدراسة رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على طرد مسلحي تنظيم داعش من المنطقة  .


المصدر : وكالات 

تعليقات

أحدث أقدم