مشاهدات
كنت زعيماً لعصابة واليوم اكشف اسرارها لكم !!!
كنا في سن المراهقة اعمارنا بين ال 14 وال 16 نسكن منطقة حي المستنصرية . كانت لي هواية وهي جمع الكارتات ( المعايدات ) للاماكن السياحية في العراق حتى بلغ العدد عندي 150 معايدة وبعضها متكرر . كانت ليلة عرفات وغداً العيد والوقت ليلاً ، وفجأة نظرت الى اصدقائي وقلت لهم : غداً العيد ماهو رأيكم ان نعمل مفاجأة للناس ؟
فقالوا : ماهي المفاجأة ؟
قلت : انتظروني فذهبت مسرعاً للبيت واحضرت ال 150 معايدة ومعي اقلام فقلت لهم : مارأيكم ان نكتب عبارات تهنئة بالعيد ونرمي كل كارد على بيت ونرى ردود الفعل غداً ؟
فقال نهاد : ومن سنكتب المرسل ؟
فأجاب يعرب : اولاد الحلال وضحكنا جميعاً حيث كانت اغنية وردة الجزائرية اولاد الحلال جديدة والناس احبتها . فقلت : اسم جميل لنبدأ .. وهكذا كتبنا عبارات مختلفة في التهنئة وبدأنا برميها على كل بيت لا على التعيين . لم تمض الا ساعة حتى رأينا سيارات الشرطة تجول من كل صوب وناحية فأدركت ان هناك امراً غير طبيعياً فقلت لهم : ياجماعة كل واحد يذهب لبيته وغداً نلتقي عند دكان المرحوم ابو اياد .
وفي اليوم التالي لبسنا ملابس العيد الجديدة والتقينا عند دكان ابو اياد ولكننا تفاجئنا بجمع كبير من الناس تتحدث عن عصابة ارهابية اسمها اولاد الحلال !!!
سحبت اصدقائي على جنب وقلت لهم اياكم ثم اياكم ان تتكلموا لان الموضوع اصبح خطير وكانوا يغصون بالضحك لما يسمعون !! فالمرحوم ابو خالد كان يقول : مع الاسف كلكم نائمون وعصابة تصول وتجول بالمنطقة ولا احد يدري ...
فتجيب السيده سعاد : انا رأيتهم بأم عيني كانوا مسلحين ويرتدون ملابس سوداء بسيارات لاندكروز ... فيؤيد ابو محمد ويقول : نعم كلامك مضبوط كانوا عددهم 6 وفي سيارة لاندكروز !!! وهذا يقول وتلك تؤيد .. ونحن ننظر لبعضنا مندهشين لما نسمع ...
فسحبت جماعتي الى مكان اخر وتكلمت معهم بجدية مرة اخرى وقلت : ياجماعة الموضوع صار مرعب ولا اريد احد ان يتكلم لان ( جلدنا راح يروح للدباغ !! )
الحمد لله التزموا ولم يتكلم احد ... كبرنا وبقينا نتذكر الموقف ونضحك . احد افراد المجموعة اصبح مسؤولا امنياً وفي يوم قالها لي وهو يضحك ( ياعلاء تصور ان ملف عصابة اولاد الحلال لا يزال موجوداً مع المعايدات في مديرية امن الثورة ورايته بنفسي !!! )
تبدوا القصة هزلية ولكني تعلمت الدروس الاتية :
١- الخطأ قد يبدأ من فكرة بسيطة .
٢- عليك ان تعلم ان اخطر الافكار قد يصنعها اطفال او مراهقين .
٣- لا تصدق كل ماتسمع فالناس تبالغ وتهول من الامور اكثر الاحيان .
٤- بعض الناس تكذب لاجل ان يكون لها حضوراً في موقف معين .
٥- السرية في العمل ولولا التزام اصدقائي بالسرية لكنا في خبر كان .
٦- ادركت يومها كيف يفكر الناس وكيف ينتقل الخبر .
بقي ان اقول ان عصابتي لم تكن خطرة كما وصفوها .. بل كانت عصابة للمحبة والسلام احبت ان تفاجأ الناس .. بعض افراد العصابة اصبحوا اساتذة جامعيين وبعضهم ضباطاً في الجيش العراقي الباسل والبعض استشهد دفاعاً عن الوطن وها انا رئيس العصابة يفتح اوراقه بكل صراحة وبعضهم يقرأ الان مااكتب ...
إرسال تعليق