علاء آل شبيب
كنت اكره الذهاب الى المدرسة بل واتصنع الاعذار واتمارض وانا لا زال في الاول ابتدائي . كنا في مدرسة مختلطة تقع في كرادة مريم اسمها ( ذات النطاقين ) لا انسى ان المعلمة اشبعتني ضرباً اول اسبوع من دخولي فيها لأني كنت بطيء النطق بسبب ثقل لساني !! تلك المدرسة كانت اشبه بمركز شرطة لي ولبقية التلاميذ ..
لم يكن يمر يوما دون ان نضرب بالعصي بكل شراسة !!! اما المديرة فكانت هي الكارثة الكبرى فهي تقود منظمة ارهابية اسمها مدرسة !! وذات يوم كنا نلعب بالساحة . كنت في الثالث ابتدائي واذا بها امامي فقالت تعال . وما ان تقدمت اليها الا وضربتني بكف على وجهي رغم اني لا اعرف السبب .. فقلت لها لما تضربيني ؟ فضربتني بالكف الثاني . فصرخت لماذا تضربيني !! فأرادت ان تضربني بالكف الثالث فأمسكت يدها ولا اعرف كيف سقطت على الارض !! فأخذت تصرخ هذا الطفل اعتدى علي !!!! التفت علي المعلمات والفراشات وحبسوني في احدى الصفوف . ثم سمعت المرحومة والدتي بالأمر فجاءت مسرعة فحدث شجاراً كلامياً بينها وبين المديرة اتذكر اخر الكلمات التي قالتها والدتي لها ( كيف تربين اجيال وانت تحتاجين الى التربية ) !!
واخذتني على الفور الى مديرية المعارف التي كان موقعها امام السفارة البريطانية . وتم تشكيل لجنة فورية واخذوا يوجهون لي الاسئلة بعد ان طلبوا من والدتي الانتظار خارجاً . انتهى الاستجواب فأخذتني احدى السيدات وامسكت يدي واوصلتني لأمي خارجاً وقالت لها ( خلي بالك على هذا الولد . عقله اكبر من عمره !! نوعدك لن نترك الامر )
في اليوم التالي : ذهبت الى المدرسة بشكل طبيعي فالتفت المعلمات حولي يردن مني الاعتذار من المديرة . فكنت ارفض حتى تركوني . واذا بالمديرة تضع اعلاناً بفصلي اسبوعين فتركت المدرسة وخرجت !! اما لجنة المعارف فقد جاءت بعد اسبوع وعلمنا انه تم توجيه عقوبة التوبيخ وتأخير الترفيع للمديرة .
وفي نهاية السنة جمعوا كل الصفوف وبشكل غير مألوف حتى وزعت المديرة الشهادات لكل صف حتى وصلت الى صفي فقالت :
علاء الاول على الصف ولكن لسوء سلوكه جعلناه الثالث . وقالت لي بالحرف الواحد ( شوفلك مدرسة ثانية لان مراح تخلص مني !!! ) فوضعت الشهادة على الطاولة ولم اقرأها وتركتها ومشيت الى البيت وكانت تقول خذ شهادتك ولكني لم التفت اليها او اجيب!!
سجلني والدي في مدرسة اخرى للبنين حيث اصبحت في الرابع ابتدائي . لم يمضي الا اسبوع حتى بعث علي المدير وكانت في يده ورقة فقال لي ( هذه رسالة من مديرتك السابقة واعلمتني كل شيء . خلي بالك انني سأكسر رأسك لو لعبت بذيلك !! ) وتمضي الايام واذا بهذا التلميذ كان متفوقاً بكل شيء فقد كنت الاول في رفعة العلم لأني كنت احفظ الاشعار والخطب الوطنية فالقيها بكل جرأة وحماس . وكنت المتفوق في الكشافة والرسم . بالإضافة الى ان المعلمين كانوا يسموني قدوة الصف . كنت انظر للمدير واحس بأنه كان يشعر بالأسف للطريقة التي كلمني بها .
كانت محطة الاذاعة والتلفزيون قرب المدرسة فكان المدير يرشح اسمي كلما طلبت الاذاعة منه دعوة التلاميذ المتفوقين !!! حتى تخرجت من الابتدائية بالبكلوريا بدرجات عالية لتؤهل قبولي في المتوسطة الغربية كأحسن متوسطة في العراق . الصورة التي ارفقها هي ذات الصورة التي كانت في هوية امتحان البكلوريا في السادس ابتدائي .
اخواتي واخواني : ربما تلاحظون انني دائماً اكرر نفس العبارة وهي : لا يوجد هناك طلاب نموذجيين .. بل ان هناك ادارة نموذجية.. والعراق مثل المدرسة سيعود يوم تكون ادارته نموذجية .
إرسال تعليق