مشاهدات
عمرو موسى فقد اتزانه وادعى ما لم يجرؤ عليه رؤساء دول في مذكراتهم بل لم يجرؤ عليه كبيره وسيده حسني مبارك . ان عمرو موسى لم يكن يجرؤ على مواجهة ممثل العراق في الجامعة العربية فكيف له أن يواجه العملاق صدام حسين واليكم حادثة واحدة من الحوادث التي تشهد بذلك واعتذر عن الإطالة في بعض التفاصيل التي اعتبرها مهمة :
في بداية عام 2002 عندما كنت موظفا دبلوماسيا بدرجة سكرتير ثان في وزارة الخارجية مسؤولا عن القسم الاقتصادي في دائرة المنظمات أبلغت شخصيا من قبل رؤسائي في العمل انه سيتم نقلي إلى ممثلية العراق في الامم المتحدة في جنيف لتمثيل العراق في المنظمات الاقتصادية الدولية وبدأت التحضير بدخولي للمعهد الفرنسي في بغداد ثم فجأة ابلغني الاخ السفير الدكتور فاروق الفتيان مدير مكتب السيد وزير الخارجية الدكتور ناجي صبري الحديثي أن السيد الوزير اختارك لتذهب إلى القاهرة ممثلا للعراق في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ومسؤولا عن الملفات الاقتصادية في الجامعة العربية وقع الخبر علي كالصاعقة لأنني كنت موعودا وبسبب تخصصي الدقيق أن يتم نقلي إلى المنظمات الدولية الكبيرة فسألت لماذا تغيرت الأمور هكذا فقالوا لي أن السيد عمرو موسى ذكر خلال زيارته للعراق ولقائه السيد الوزير وكذلك السيد الرئيس أن الجامعة تعاني من عدم وجود المتخصصين لذلك قرر السيد الوزير أن تذهب الى هناك وباسرع وقت . لم أكن مرتاحا للقرار لأنه من وجهة نظري آنذاك أنه يسبب لي الضرر ولكنني نفذته بوصفي موظفا في دولة لا يتخذ فيها أي قرار بشكل اعتباطي فضلا عن أن السيد وزير الخارجية ومنذ تسنمه لمهام منصبه كان يمنحني فرصا كبيرة للعمل وإظهار طاقاتي العلمية والعملية ولهذا لم أكن اتصور ابدا أنه يمكن أن يرسلني في مهمة لا توافق امكانياتي .
التحقت بوظيفتي وكان المرحوم د . محسن خليل العبيدي ممثلا دائما للعراق لدى الجامعة العربية وسفيرا لدى جمهورية مصر العربية . وكان ناجحا متألقا تعلمت منه الكثير . وكنت قد كتبت في علاقتي بالمرحوم الدكتور محسن خليل عدد من المقالات . التقيت السيد عمرو موسى بحكم عملي مرات عديدة وفي كل مرة يذكرني أنه بسببه وحسب طلبه تم نقلي إلى القاهرة وكأنه قد عمل لي معروفا وبسبب التزامنا المعروف كموظفين في ذلك الوقت بالدولة وقراراتها لم اقل له يا ليتك لم تزر بغداد ولم تطلب طلبك ذاك . ومن الاسباب الاخرى التي منعتني من هذا القول هو انني احببت مصر واهلها كثيرا وكانني وجدت ضالتي في النقلة الاولى لي في الخارجية العراقية وبدأت اتأقلم في العمل والحياة بحيث انني لم أشعر بالغربة ابدا . وايضا بسبب وعيي أن العمل الدبلوماسي في القاهرة لا يقل أهمية عن العمل الدبلوماسي في العواصم الكبرى بسبب ثقل القاهرة السياسي والاجتماعي والجغرافي . وشاركت خلال وجودي في القاهرة الذي لم يزد على عام وثمانية أشهر في الكثير من المؤتمرات والندوات واللجان عضوا ورئيسا وكان لي شرف أن أكون ذراعا ايمنا ومقربا من المرحوم الدكتور محسن خليل العبيدي واتشرف أيضا أن السيد وزير الخارجية الدكتور ناجي صبري أشاد بي وبعملي أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة مما جعلني متميزا بين اقراني . وكذلك وبحكم عملي الاقتصادي كنت قريبا من الدكتور محمد مهدي صالح الراوي وزير التجارة الذي تعلمت منه الكثير فقد كان ولا زال رمزا اقتصاديا متألقا .
كنت أنا وزملائي من نظرائي في ممثليات الدول العربية نتندر احيانا على بعض أفعال وتصرفات الأمين العام الدكتور عمرو موسى التي كانت تشير بدقة إلى شخصيته النرجسية إلى درجة الاسفاف .
وفي اجتماع للجنة المكلفة بإنشاء مجلس الحكماء العرب في نهاية عام 2002 في أروقة الجامعة العربية وكنت ممثلا للعراق في هذه اللجنة لم يتفق أعضاء الوفود على معايير اختيار أعضاء اللجنة وجرى نقاش طويل أراد من خلاله بعض أعضاء اللجنة من ممثلي بعض الدول أن يميعوا قرار القادة العرب بتشكيل مجلس الحكماء لمراجعة النظام الداخلي للجامعة وبعض الأمور الستراتيجية الأخرى مثل الرواتب والترقيات وغيرها فما كان من الأمين العام إلا أن أخذ الكلام من الأمين العام المساعد وليقلب الطاولة على ممثلي تلك الدول ويقول لهم أنتم اخرتمونا ونحن جالسون نسمع كلام غير مهني وما إلى ذلك من انتقادات وهو الذي كان معروفا في انتقاداته وتهجمه على ممثلي الدول الا بعض الممثلين الدائمين الأقوياء واذكر منهم المرحوم الدكتور محسن خليل العبيدي ممثل العراق الدائم فقد كان صقرا عربيا اصيلا يحسب له ألف حساب في الجامعة العربية وفي اجتماعاتها وكذلك ممثل المملكة الأردنية الهاشمية هاني الملقي الذي أصبح لاحقا رئيسا للوزراء . المهم بعد أن تحدث الأمين العام السيد عمرو موسى بما لا يسر الممثلين العرب وان كنت أنا بوصفي ممثلا للعراق في هذا الاجتماع غير مشمول بالحديث لأنني كنت حريص على تطبيق القرار بحسب تعليمات استلمتها من بغداد إلا أن الطريقة غير المهنية التي تعامل بها السيد عمرو موسى مع ممثلي الدول استفزتني فطلبت الحديث مرتين ولم يستجب لطلبي فرفعت العلم العراقي الذي كان امامي وطلبت الحديث فتوقف واعطى المايكروفون إلى الأمين العام المساعد فقلت سعادة الأمين العام المساعد نحن الآن نعمل سابقة غير محمودة فمن ليس أمامه علم "في إشارة إلى الأمين العام" يعترض على حديث من أمامه علم "في إشارة الى ممثلي الدول". وقلت أن هذا الاجتماع لممثلي الدول وليس لموظفي الجامعة العربية واستكملنا الاجتماع .. صعد الأمين العام إلى غرفته غاضبا وأرسل الي السفير سمير سيف اليزل وهو امين عام مساعد في الجامعة العربية للشؤون الإدارية والمالية على ما اذكر ليقول لي أن معالي الدكتور عمرو موسى زعلان جدا ويقول (هو مين اللي گاب محمود من بغداد للجامعة غيري) (وانا اللي اگدر ارجعه) وقال سيف اليزل (انا خايف أن عمرو باشا يتصل بمعالي الدكتور ناجي صبري ويرجعك لبغداد) وطلب مني السفير سيف اليزل أن اصعد لمعالي الدكتور عمرو موسى لاصالحه فرفضت وقلت له فليتصل بالسيد وزير الخارجية ويرجعني إلى بغداد لا يهمني ذلك .
وفي زيارة السيد وزير الخارجية الدكتور ناجي صبري إلى مصر لحضور اجتماعات الجامعة العربية سألني عن أسباب العلاقة غير الجيدة بيني وبين الأمانة العامة ولم أعلم من اوصل الموضوع الى السيد الوزير فقلت له سيادة الوزير القضية هكذا وشرحت له الأمر كما حدث فقال لي محمود نحن في وضع يحتم علينا أن نحتفظ باصدقائنا ولا نفرط بهم وقلت له نعم سيادة الوزير . وبعدها لم يحضر السيد عمرو موسى اجتماع احضره الا ويشيد بي أمام الحضور ولا سيما في اجتماعات اللجنة الإدارية والمالية . واحتفظ بتفاصيل الموضوع لأنها لا تهم القارئ وهي جزء من التاريخ الدبلوماسي البهي للعراق . ولكنني اسردت الواقعة حتى أبين قيمة هذا الرجل أمام موظف بدرجة سكرتير اول في البعثة العراقية فكيف يمكن له أن يتجاوز في حضرة القائد صدام حسين .
صورة لا تحتاج إلى تفسير أو ترجمة وهي لعمرو موسى وهو يتقدم لمصافحة الممثل الدائم للعراق في الجامعة العربية المرحوم الدكتور محسن خليل العبيدي .
ينبغي ذكر اسم كاتب المقالة للأمانة الإعلامية!
ردحذفإرسال تعليق